أطلق مسلحون فلسطينيون فجر الخميس صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، فيما رد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية استهدفت القطاع الذي يخضع لسلطة حماس، ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد في أجواء التوتر المرتبط بالأماكن المقدسة بالقدس. أطلق مسلحون فلسطينيون صواريخ عدة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل التي ردت بقصف جوي في الساعات الأولى من صباح الخميس. بعد إطلاق صاروخ من غزة مساء الأربعاء، كان الثاني خلال الأسبوع الجاري، وسقط في حقل في بلدة سديروت الإسرائيلية من دون أن يسفر عن إصابات، وفق الشرطة، رد الطيران الإسرائيلي بشن سلسلة من الضربات الجوية بعيد منتصف ليل الأربعاء على الخميس (21 أبريل/ نيسان 2022)، استهدفت وسط قطاع غزة حسب شهود ومصدر أمني، ما دفع بمسلحين فلسطينيين في القطاع المحاصر إلى إطلاق أربعة صواريخ أخرى. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت موقعا عسكريا وأنفاقا "تحتوي على مواد كيميائية أولية تستخدم في تصنيع محركات الصواريخ". واعترضت منظومة القبة الحديدية الصواريخ الأربعة التالية التي أطلقت من القطاع، وفق ما قال الجيش الإسرائيلي، بينما أطلقت صفارات الإنذار في منتصف الليل في بلدات إسرائيلية مجاورة لقطاع غزة. ويأتي تبادل إطلاق النار هذا - الثاني هذا الأسبوع والأكثر عنفا منذ انتهاء الحرب التي استمرت 11 يومًا بين إسرائيل وحماس في أيار/مايو 2021 - وسط توترات منذ أيام بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى. وقالت الأوقاف الإسلامية في القدس إن 762 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى صباح اليوم. وقالت الشرطة في بيان صباح اليوم الخميس إن "عشرات من مثيري الشغب ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة من المسجد الأقصى" على الشرطة. وأضاف البيان أن "مجموعة صغيرة عنيفة تمنع المصلين المسلمين من دخول المسجد وتضر بالمكان". وأوضحت أنها اعتقلت سبعة فلسطينيين من سكان القدس الشرقية يشتبه في مشاركتهم في "حوادث عنف" الأربعاء في الساحة. ويتركز التوتر في القدس في محيط الأقصى احتجاجا على ما يقوم به يهود بينهم مستوطنون من "زيارات" لباحات المسجد تتم في أوقات محددة وضمن شروط، لكن يعتبرها الفلسطينيون وعدد من دول المنطقة استفزازا. ومنعت الشرطة الإسرائيلية الأربعاء مئات المتظاهرين اليهود القوميين من الاقتراب من باب العمود، المدخل الرئيسي للفلسطينيين المقدسيين في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، وذلك لتجنّب وقوع اشتباكات. وكانت منظمات قومية متطرفة دعت إلى مسيرة كبيرة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية اعتبرتها الحكومة الإسرائيلية "استفزازاً". وتجمّع أكثر من ألف متظاهر يرفعون الأعلام الإسرائيلية بعد الظهر في ساحة بالقرب من دار البلدية قبالة البلدة القديمة. وأثار تصاعد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة مخاوف من الانزلاق مرة أخرى إلى صراع أوسع. ومنذ مارس/ آذار، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 29 فلسطينيا في مداهمات بالضفة الغربية، كما أسفرت سلسلة من الهجمات نفذها عرب في الشوارع عن مقتل 14 شخصا في إسرائيل. "تفهم إماراتي للصعوبات" من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إن نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد أعرب له عن تفهم بلاده للصعوبات التي تواجهها إسرائيل، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما الليلة الماضية. وكتب لابيد، على حسابه على موقع تويتر، أن بن زايد "أعرب عن تقديره للخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتهدئة الوضع، وأبدى تفهمه للتعقيدات والصعوبات التي تواجهها إسرائيل". وأضاف أنهما بحثا معا "التحدي الخاص بالتعامل مع المعلومات الزائفة التي تستهدف إسرائيل في العالم العربي، واتفقنا على مواصلة العمل معا لتعزيز التسامح الديني والسلام بين إسرائيل والشعوب العربية في الشرق الأوسط". وقال لابيد إنه أعاد التأكيد على "أهمية العلاقات الثنائية بين بلدينا والجهود المبذولة لتعزيز تلك العلاقات وتقويتها". وكانت الإمارات استدعت أمس الأول الثلاثاء السفير الإسرائيلي وأبلغته استنكارها الشديد للأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى، من اعتداءات على المدنيين واقتحامات للأماكن المقدسة. في غضون ذلك، بدأ في العاصمة الأردنية اليوم الخميس الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية "لبحث الأوضاع الخطيرة في القدس ووقف التصعيد الإسرائيلي واستعادة التهدئة الشاملة"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية ( بترا). ع.ش/ ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مشاركة :