يبدو أن هذا السؤال خضع للكثير من التدقيق مؤخرًا: العمل الحر أم الوظيفة؟ واقعيًا هناك آراء متباينة حول هذا الأمر، فهناك من يرى أن العمل الحر هو اختيار مهني مجزٍ يسمح لك بالتحكم في عملك واختيار عملائك وتحديد كيفية قضاء وقتك، أما الجانب الآخر فيرى أن الوظيفة تُساعدهم في الحفاظ على دخلهم وعلاقاتهم ومهاراتهم المهنية والحياتية؛ ما يجعلهم يشعرون بأمان أكبر ويُساعدهم في تجنب المشاكل الخطيرة. عندما يتعلق الأمر بتحديد ما هو الأفضل بالنسبة لك: العمل الحر أم الوظيفة؟ فسيتعين عليك التفكير جيدًا في أولوياتك وظروفك، كلا الحقلين لهما إيجابيات وسلبيات، وما هو مناسب لك يعتمد فقط على الطريقة التي تريد العمل بها. من ناحية الاستقرار يتمتع الموظفون بدوام كامل وعقد العمل وجدول عمل يُمكن التنبؤ به ودخل ثابت؛ ما يُساعدهم في التخطيط للمستقبل من خلال وضع الميزانية، أما من ناحية المرونة فلن يتقاضى العاملون لحسابهم الخاص رواتبهم مقابل يوم واحد لا يعملون فيه، وغالبًا لن يكون هناك ضمان للعمل في الأسبوع المقبل أو في اليوم التالي، دخلهم يستمر في التقلب بشكل غير متوقع، ولكن لديهم حرية العمل في أي وقت وفي أي مكان يرغبون فيه، فهم من يُحددون ساعات عملهم، كما يُمكنهم أيضًا تقديم خدمات للعديد من الشركات في وقت واحد وكسب المزيد إذا تمكنوا من الوفاء بالمواعيد النهائية المتفق عليها. اقرأ أيضًا: استغلال الوقت في العمل.. استراتيجيات مهمة تُعزز إنتاجيتك العمل الحر أم الوظيفة؟ منذ بدء انتشار جائحة «كوفيد -19» في جميع أنحاء العالم تقريبًا اتخذ مستقبل العمل نقلة نوعية جديدة وانتقل نحو النماذج البعيدة والافتراضية بدلًا من النماذج المكتبية، علاوة على ذلك أدت الطلبات الإلزامية للبقاء في المنزل وإغلاق السوق لاحتواء الأزمة إلى تسريح جماعي للعمال في معظم الشركات، وبحسب إحصائيات منظمة العمل الدولي تم فقد حوالي 400 مليون وظيفة على مستوى العالم خلال الربع الثاني من عام 2020. وعلى الرغم من سيناريو التوظيف الديناميكي فإن الجانب المشرق هو لأولئك الذين يُريدون اغتنام فرصة العمل من المنزل، ومع مواجهة الوظائف كل الضغوط يزداد اتجاه العمل الحر بوتيرة سريعة، واقعيًا لقد أدى التحول الرقمي إلى كثافة الطلب على خبراء التكنولوجيا ذوي التقنية العالية والحديثة، بالإضافة إلى ذلك أدت مزايا العمل من المنزل أيضًا إلى توفير المزيد من الفرص للعمال لإدارة حياتهم بشكل أفضل. وبحسب دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة «كامبريدج» مؤخرًا فإن أكثر من 83% من الأشخاص الذين يعملون بدوام كامل تخلوا عن وظائفهم واتجهوا للعمل كموظفين مستقلين. ماذا تُفضل العمل الحر أم الوظيفة؟ ويجيب موقع « رواد الأعمال » في السطور التالية عن سؤال: العمل الحر أم الوظيفة؟ الفوائد مقابل النضال إذا كنا نتحدث عن الفوائد فمن المؤكد أن هناك بعض المزايا الكبيرة للموظفين الذين يعملون بدوام كامل؛ إذ يُمكنهم الوصول إلى مزايا عدة مثل: التأمين الصحي والإجازات مدفوعة الأجر والإجازات المرضية ونظام التقاعد، ناهيك عن أن مُعظم الشركات تُنظم تدريبات تُساعدك في تطوير مهاراتك مجانًا. وبالنسبة للأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص فهم دائمًا وحدهم، إنهم يرتبون تأمينهم الصحي بأنفسهم، ولا يحصلون على أي نوع من الإجازات مدفوعة الأجر أثناء أخذ إجازة، ويجب عليهم التخطيط لتقاعدهم بأنفسهم، إضافة إلى أن التدريب هو أيضًا مسؤوليتهم الخاصة. اقرأ أيضًا: تنظيم جدول المهام اليومي.. كيف يُمكن ذلك؟ الأمن مقابل عدم الاستقرار نحن نُدرك جيدًا أن الموظفين الذين يعملون بدوام كامل هم أكثر أمانًا من العاملين لحسابهم الخاص؛ إذ يحصلون على راتب منتظم كل شهر يُمكنهم الاعتماد عليه؛ حتى في حالة فصلك ستتلقى إشعارًا قبل ذلك ببضعة أشهر أو سيتم إعطاؤك بعض التعويضات. وفي مُقابل ذلك يُمكن أن يكون العمل المستقل غير مستقر؛ حيث سيكون لديك في شهر واحد الكثير من العمل وفي الشهر التالي تكافح من أجل الحصول على مهمة واحدة، بالطبع هذا الشيء بالذات يجعل من الصعب تخطيط وإدارة الشؤون المالية، بالإضافة إلى ذلك قد يفقدون أيضًا عملاءهم الدائمين في أي لحظة. السيطرة مقابل الحرية صحيح الموظفون الذين يعملون بدوام كامل لديهم سيطرة أقل على عملهم ويجب دائمًا تقديم تقارير إلى كبارهم، إضافة إلى أنه يجب أن يعملوا ضمن قواعد المنظمة التي يُمكن أن تكون واسعة النطاق، هذا من ناحية السيطرة، أما من جانب الحرية فالأشخاص المستقلون دائمًا يتمتعون بالسيطرة الكاملة؛ حيث يُمكنهم اختيار ما يعملون وما لا يعملون، كم من الوقت للعمل، وإذا كانت المهمة لا تهمهم فلهم مُطلق الحرية في رفضها، لديهم رئيس مختلف لكل مهمة، والذي يُعطيهم التعليمات، لكن يمكنهم دائمًا الانسحاب منها. الحياة الاجتماعية وبطبيعة الحال دائمًا يحصل الأشخاص الذين يعملون بدوام كامل على شبكة اجتماعية جاهزة؛ نظرًا لأنهم يعملون مع نفس الأشخاص كل يوم، فمن المحتمل أن يصبحوا أصدقاء مع معظمهم أو على الأقل القليل منهم، كما تنظم الشركات أيضًا الأحداث الاجتماعية والرحلات غالبًا لموظفيها. وكما هو معروف بالنسبة للأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص غالبًا ما يكونون وحيدين لأنهم يعملون من مساحتهم الشخصية في معظم الأوقات؛ حتى لو كانوا يعملون في الموقع لصالح شركة فإنهم موجودون هناك لحين الانتهاء من المهمة وسيغادرون خلال مدة زمنية مُحددة؛ لذلك يصعب عليهم تكوين صداقات وروابط أقوى. في نهاية المطاف يُمكن القول إن الخيار الأفضل بالنسبة لك يعتمد دائمًا على شخصيتك وما ترغب في تحقيقه من حياتك المهنية، ولتعلم أنه ليس من الضروري أن يكون الاختيار ملزمًا للأبد؛ حيث يُمكنك التنقل بين هذا وذاك وفقًا لتفضيلاتك التي بلا شك ستتغير بمرور الوقت. اقرأ أيضًا: الاستغلال الفكري للموظفين.. استراتيجية الاستثمار في المواهب! 5 أسباب لنجاح الأثرياء في العالم.. عادات مُلهمة للنجاح الحلول البديلة للوظائف.. استراتيجيات مهمة تستدعي التفكير الدروس المستفادة من إيلون ماسك.. هل لديك الاستعداد؟ كيف تجدد نشاطك العملي؟.. استراتيجيات وأهداف الرابط المختصر : يرجى ترك هذا الحقل فارغا مرحبا 👋 سعداء بالتواصل معكم قم بالتسجيل ليصلك كل جديد نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات. تحقق من علبة الوارد أو مجلد الرسائل غير المرغوب فيها لتأكيد اشتراكك.
مشاركة :