تعدّ موائد الإفطار الجماعي في شهر رمضان الكريم تقليدًا سنويًا وأحد المشاهد المميزة في هذا الشهر الفضيل في القرى والمدن، تتميز بطابعها الخاص لما لها من قيم روحية واجتماعية، وفرصة لتجمع الأهل والأصدقاء والجيران على مائدة واحدة في مظهر اجتماعي لا يقتصر على تناول الطعام والشراب فحسب، إنما يتخطى ذلك إلى المساعدة في حل المشكلات التي تواجه أهالي الحي الواحد. ويعد الإفطار الجماعي في المدينة المنورة إحدى العادات الرمضانية التي اعتادها أهالي المدينة المنورة في صورة اجتماعية مميزة بهدف تعزيز التواصل بين أفراد المجتمع والتسامح فيما بينهم، حيث يجتمع أفراد كل حيّ من الجيران والأصدقاء، تجمعهم أواصر الأخوة، مستشعرين روحانية الشهر الكريم، والكل يحمل ما تجود به نفسه. وأكد نايف الأحمدي وهو أحد المهتمين بهذا الجانب في رمضان أن عودة اهتمام الناس بالإفطار الجماعي ولم الشمل والتجمعات العائلية مرة أخرى، تعيد مكارم الأخلاق بصورة عملية في المجتمع، وتعيد الود والمحبة في قلوب الناس، مطالبًا الجميع بالسير على هذا النهج لتعزيز الروح الأسرية. وأشار الأحمدي إلى أن ظاهرة الإفطار الجماعي داخل الأحياء هي فرصة للقاء من انقطع التواصل معهم لفترات طويلة واسترجاع الذكريات. كما أوضح حسن بريك أن ظاهرة الإفطار الجماعي هي تقليد نشأ قبل ما يقارب 15 عاماً في حي العطن ومن بعده انتشر بين باقي أحياء المدينة المنورة حتى وصل إلى الضواحي، مشيراً إلى أن التطور التقني مكن الجميع من متابعة المناسبات الاجتماعية التي شجعت الآخرين على الاقتداء بالعمل والتي يتمنى أن تتواصل لما لها من أثر اجتماعي، وترابط بين أفراد المجتمع.
مشاركة :