نجح مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض في مساعدة أحد المرضى للتخلص من الإدمان على مادة الحشيش المخدر وما ترتب عليها من مشكلات، حيث عاد -بعد توفيق الله- إلى حياته الطبيعية. وتبين التفاصيل الخاصة بـ"سبق"، أن أحد المرضى الذين استقبلهم المجمع، كان يتعاطى المواد المخدرة، وتحديداً مادة الحشيش المخدر، حيث وقع فيها بسبب أصدقاء السوء، ووصل لمراحل متقدمة في التعاطي أوقعته في مشاكل كثيرة، تسببت في فقدانه زوجته وابنته، وفقد ثقة والديه وإخوته، وعدم تقبلهم له. وحضر المريض طلباً للعلاج في قسم الإسعاف والطوارئ عله يتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان، وخضع للتقييم الطبي بالقسم، وقرر الطبيب المعالج حاجته الشديدة للتنويم في الأقسام الداخلية والمتابعة العلاجية. وخلال رحلة العلاج الأولى، قابل المريض الأخصائي الاجتماعي محمد الحواس، والذي أوكلت له متابعة حالته من الناحية الاجتماعية ووضعه الاقتصادي، وتقديم الاستشارة المتخصصة التي قد يحتاجها، وذلك ضمن أعضاء الفريق العلاجي المكون من الطبيب النفسي والأخصائي النفسي والتمريض ومرشد علاج الإدمان، حيث بدأ معه الخطة العلاجية (الاجتماعية) من خلال استخدام أسلوب العلاج الذاتي الذي يرتكز على المريض، وأسلوب العلاج البيئي الذي يرتكز على البيئة المحيطة، وانعكس ذلك على زيادة استبصار المريض بالمشكلة. كما تم إشراك الأسرة في الخطة العلاجية، وشرح طبيعة المرض وحاجة المريض للدعم المعنوي والمساعدة ومحاولة إعادة الثقة، وكانت المؤشرات إيجابية من خلال تعاون المريض ورغبته بالعلاج والتعافي من الإدمان، وبعد 21 يوماً قضاها داخل أقسام تنويم الإدمان بالمجمع تحسنت حالته الصحية وبدأت شمعة الأمل تشع في عينيه لبدء حياة جديدة والعودة إلى أسرته وزوجته وأبنائه. يقول الأخصائي محمد الحواس في حديثه لـ"سبق": "بعد العلاج تم تحفيز المريض للانخراط في برنامج منزل منتصف الطريق والرعاية اللاحقة باعتباره المرحلة الثانية في رحلة التعافي من الإدمان على المواد المخدرة لما يقدمه من برامج تأهيل ودعم نفسي وجماعي في هذه المنشأة، وبالفعل انتقل للمنزل، ووضعت له خطط المتابعة العلاجية والتأهيلية من قبل المختصين، وكان التزامه بالخطط كبيراً وكان فاعلاً في البرامج المقدمة ومتفاعلاً مع بقية النزلاء وأعضاء الفريق العلاجي، وكانت النتيجة بفضل الله استقرار حالته وعودته للمجتمع وأسرته، دون الاعتماد على المادة المخدرة". وأكمل الأخصائي الحواس قائلاً: "كان هناك تواصل بيني وبين المريض لإيجاد الحلول للمشاكل الأسرية والاقتصادية التي يعانيها، بعد انتهاء رحلته مع التعافي داخل المجمع، فقدمت له مقترحاً بتغيير البيئة المحيطة، والبحث عن مصدر دخل، ومن ذلك توصيته بالذهاب لشقيقه في إحدى المدن خارج الرياض، والاستعانة به لدعمه اقتصادياً، وهو ما تحقق بالفعل، ذلك أن شقيقه عندما وجد منه مصداقية في التعافي، منحه فرصة العمل معه في التجارة، حتى أصبحت لديه تجارته المستقلة، وتحسنت أموره الاقتصادية بحمد الله، والآن هو مستمر في رحلة التعافي". وأوضح الأخصائي الاجتماعي في مجمع إرادة بالرياض محمد الحواس، أن رحلة التعافي متى ما قابلها المتعافي بالرغبة الصادقة ووجد الدعم من المحيطين به، فإنه بإذن الله سينجع في تخطي جميع العقبات التي قد تواجهه لتعيده لبؤرة الإدمان، مشيراً بأن الجهود العلاجية والتأهيلية داخل المجمع ستكون أكثر فعالية في ظل وجود الرغبة الصادقة والعزيمة القوية في التخلص من الإدمان.
مشاركة :