دخل أمير منطقة الباحة مشاري بن سعود أمس على خط قضية وفاة خمسة أطفال حديثي ولادة (خدج) في مستشفى الملك فهد، وفي حين برأت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة أول من أمس الكوادر الطبية والتمريضية في المستشفى من «الإهمال»، الذي أدى إلى وفاة الأطفال الخمسة، لافتة إلى أن السبب إصابتهم بأمراض «خطرة»، بحسب ما توصلت إليه لجنة داخلية شكلتها المديرية، ودعا أمير الباحة أمس إلى تشكيل لجنة من «خارج المنطقة»، على أن تضم «أصحاب الخبرة والاختصاص، وعلى مستوى عالٍ من المهنية، والرفع بالتقرير عاجلاً»، مؤكداً على معاقبة المتسبب في الوفاة، «حتى لو كانت نسبة القصور ضئيلة»، واعداً بالإعلان «وبكل شفافية» عن الأسباب حال الانتهاء تماماً من التحقيقات. من جهته، قال المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في إمارة الباحة خضر الغامدي في بيان صحافي أمس: «إنه منذ وفاة الأطفال الخمسة من حديثي الولادة «خدج» في مستشفى الملك فهد بالباحة، وما تم تداوله حول هذه الواقعة، وتبلغ إمارة المنطقة بتفاصيلها، وجه أمير الباحة مشاري بن سعود في حينه بالتحقيق العاجل، وطالب بتشكيل لجنة من وزارة الصحة، للتحقيق في الأسباب». وأبان الغامدي أن «الأمير مشاري شدد على أن تكون اللجنة من أصحاب الخبرة والاختصاص، وعلى مستوى عالٍ من المهنية، ومن خارج المنطقة، والرفع بالتقرير عاجلاً، فإن كانت الوفيات لأسباب مرضية لا علاقة لها بأي قصور، فهذا أمر مقبول. أما إذا كان هناك أسباب مرتبطة بقصور في المعالجة أو التشخيص أو العدوى، فيجب معاقبة المتسبب في ذلك، حتى لو كانت نسبة القصور ضئيلة، وإن كان الأمر قضاء وقدراً فليس لنا إلا التسليم بما قدره الله سبحانه». وأكد مدير العلاقات في إمارة الباحة بأن «الواقعة هي محل متابعة واهتمام أمير الباحة ووزير الصحة المهندس خالد الفالح، وما زالت التحقيقات جارية، وسيتم الإعلان وبكل شفافية عن الأسباب حال الانتهاء تماماً من مهمات اللجنة المخصصة لذلك». وكانت «صحة الباحة» أكدت، في بيان صحافي أصدرته أول من أمس، أن حالات الوفيات وقعت «مصادفة»، عازية أسبابها إلى إصابة الأطفال بأمراض «خطرة للغاية»، لافتة إلى أنهم يعانون من أمراض عدة، وكانت احتمالات التحسن المتوقعة أن تطرأ عليهم «ضعيفة جداً». وأشارت إلى أنهم تلقوا «كل الرعاية الصحية المتاحة لمثل هذه الحالات، مؤكدة أنه لم يكن هناك رابط بين أسباب الوفاة لهذه الحالات سوى «مصادفة أنها حدثت في يومين متتاليين». وأوضحت «الصحة» أنها شكلت لجنة متخصصة لدرس الإجراءات الطبية والتمريضية التي تمت لهذه الحالات، وتأكد لها أن «الإجراءات كانت جميعاً بلا استثناء في إطار الأصول الطبية المعمول بها والمتبعة في التعامل مع هذه الحالات». وكانت «صحة الباحة» شكلت الأسبوع الماضي لجنة تحقيق عاجلة لمعرفة أسباب وفاة خمسة أطفال رضع، مساء (الأحد) الماضي، على أن ترفع نتائج التحقيق خلال 48 ساعة. وقال المتحدث باسم صحة الباحة محمد الغامدي لـ«الحياة» حينها وجّه المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الباحة الدكتور غرم الله سدران بتشكيل لجنة للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة خمسة أطفال في ليلة واحدة. الأهالي: لجنة «صحة الباحة».. الخصم والحكم < اعترض ذوو الأطفال الـ5 الذين توفوا في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد أخيراً على نتائج لجنة التحقيق المشكلة من «صحة الباحة»، ونفيها مسؤوليتها عن الحادثة، مطالبين بلجنة تحقيق «محايدة»، متهمين صحة المنطقة بمحاولة «تضليل وإسكات الرأي العام» عن القضية التي أعادت فتح ملف الخدمات الصحية في المنطقة، الذي يصفه بعضهم بـ«المتدني». وقال والد أحد الأطفال المتوفين علي الزهراني لـ«الحياة»: «إن عمر ابنتي ثلاثة أشهر، وكانت تعاني من سوء امتصاص الحليب، وغيرنا لها نوعية الحليب أكثر من مرة. وأدى نوع الحليب الأخير إلى تحسن حالتها. ولكنني تفاجأت بأن سبب الوفاة «جرثومة» بحسب كلام الطبيب». وطالب ذوو الأطفال المتوفين وزير الصحة المهندس خالد الفالح بتشكيل لجنة محايدة من الوزارة، كون الشؤون الصحية في الباحة اكتفت بلجنة داخلية من المستشفى، التي «لم تتعامل مع الحدث كما يجب» بحسب قولهم. وقال محمد الغامدي والد أحد الأطفال المتوفين لـ«الحياة»: «إن الطبيب كتب بخط يده أن ابني تعرض إلى جرثومة ونزف في الأنف، وعند غسل جثة ابني لم نلحظ ذلك»، مؤكداً أن نتائج تحقيق اللجنة التي كلفتها «صحة الباحة»، «لم تكن محايدة»، لافتاً إلى أنها مشكلة من أطباء المستشفى وهي «الخصم والحكم في الوقت ذاته». وأضاف: «إن دور «صحة الباحة» لم يكن مقنعاً بالنسبة إلي، وسنسعى جميعاً لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، مهما كلف الأمر، وحتى لا تتكرر المأساة مع آخرين، ويعاقب من أهمل في أداء مسؤوليته».
مشاركة :