انطلاقا من أهمية مبدأ الشراكة بين المؤسسات التعليمية لتطوير وتفعيل الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة نظّم قسم التربية الخاصة في جامعة دار الحكمة الملتقى التخصصي الثاني للتوعية والارتقاء بعنوان ” عطاؤنا سما ” بمقر الجامعة . وذلك بهدف المساهمة بخدمة المجتمع من خلال نشر التوعية للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في مجال التربية الخاصة، وقد حضر الملتقى ما يزيد عن 650 معلمة تعليم عام، وتربية خاصة ، ومشرفات تربويات ، وقائدات ، ووكيلات المجتمع المدرسي الحكومي والخاص بمدينة جدة . وتخلل الملتقى عدد من ورش العمل، وحلقات نقاش شهدتها أروقة جامعة دار الحكمة. وتزامن تاريخ افتتاح الملتقى “عطاؤنا سما” يوم 20 صفر، الموافق 03 ديسمبر مع اليوم العالمي للإعاقة. وقد سبق الملتقى السنوي الثاني، برنامج تدريبي شكّل الأساس لهذا الملتقى السنوي، وكان هذا البرنامج من تنظيم مجموعة من أعضاء هيئة التدريس – قسم التربية الخاصة مسار صعوبات التعلم – في جامعة دار الحكمة، وجاء ليقيس مدى الاحتياج والوضع الحالي في مجال التربية الخاصة . لذلك تضمن الملتقى برامج مكثفة لمدة يومين ركّزت على أهم المحاور ذات العلاقة بصعوبات التعلم، وطرق تناولها، ومعالجتها من قبل المجتمع المدرسي. وقد علّقت الدكتورة سهير حسن القرشي، مديرة جامعة دار الحكمة عن الملتقى قائلة: “وفق رؤيتنا التعليمية والتي تلتقي مع رؤية وزارة التعليم في إعداد تعليم ينافس على الريادة العالمية، ويسهم في بناء المجتمع المعرفي، بنت جامعة دار الحكمة خططها الاستراتيجية في التعليم. ولإيمان دار الحكمة بالدور الرئيسي الذي يؤديه المعلم في نجاح هذه الاستراتيجية، وأهمية توفير فرص تعليمية متساوية للجميع سعت دار الحكمة لتحري نظريات التعليمة الحديثة الناجحة في مجال صعوبات التعلم، ومشاركتها مع معلمات التربية العامة والخاصة لتأهيل المعلمات ليكن قادرات على إعداد رواد وقادة المجتمع رغم كل التحديات.” وأثنت عميدة كلية التربية والعلوم التطبيقية بجامعة دار الحكمة الدكتورة غادة فقية على أهميّة هذا الملتقى قائلة: “التعليم هو جانب هام جداً في مجتمعنا، فهو يؤثر بشكل مباشر على تنمية الفرد والموارد البشرية. وكون الموارد البشرية تعدُّ من أهم الموارد في بلادنا، لذلك يجب أن نتأكد أن التطور التعليمي يسير في الاتجاه الصحيح، من أجل تنمية الموارد البشرية في المملكة.” وأضافت الدكتورة غادة: “التعليم هو أول مرحلة في تطوير الفرد وهو حق لكل طفل، بما في ذلك الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة. ” والجدير بالذكر، أن جامعة دار الحكمة قد تعاونت مع إدارة تعليم مدينة جدة، وإدارة التربية الخاصة والتعليم في ترشيح منسوباتها لحضور الملتقى. وحضرت الملتقى الأستاذة نور باقادر (مساعدة المدير العام للشؤون التعليمية بمدنية جدة) وألقت كلمتها حول أهمية التعاون والشراكة بين مختلف المؤسسات التربوية لتحقيق الهدف الأسمى. من أهم أهداف الملتقى تطوير الأداء المهني للعاملين في مجال التعليم، وقد تمّ طرح محاضرات، وورش عمل عامة، ومتخصصة في مجال التعليم التي قدمت لمعلمات التعليم العام، ومعلمات مسار صعوبات التعلم، ومشرفات التعليم العام لتطوير مهارات مقدمات الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة (صعوبات التعلم). والهدف الثاني هو سد الفجوة بين التعليم العام والتربية الخاصة (تكامل التخصصات)، لذلك الهدف تمّ تنظيم حلقة نقاش بين مشرفات التربية الخاصة، ومشرفات التعليم العام حول الوضع الحالي لذوي صعوبات التعلم والوضع المأمول في المستقبل. كما تمّ طرح عدة محاور، ومناقشتها للتوصل لنقطة التقاء تسمح بتقديم أفضل مستوى خدمة لذوي صعوبات التعلم في المدراس. استمرّ الملتقى على مدى يومين، وتضمنت فعاليات اليوم الأول 13 ورشة عمل صُممت خصيصاً لمعلمات التعليم العام، ومعلمات التربية الخاصة، والمشرفات التربويات، وحضرها ما يزيد على 250 معلمة ومشرفة . أما اليوم الثاني، فقد قدمت جامعة دار الحكمة حلقة نقاش بين مشرفات تربويات يمثلن التعليم العام، ومشرفات تربويات يمثلن التربية الخاصة، غطت محاور عديدة منها : ” دور معلمة التعليم العام مع ذوي المشاكل التعليمية ” ، و”التعاون بين الفريق المتعدد التخصصات”، و”التدخل بين الإحالة والتشخيص والخطة العلاجية”، و”أساليب تقويم ذوي صعوبات التعلم”. وقد حضر حلقة النقاش التي إستمرت أكثر من ثلاث ساعات أكثر من 400 مشرفة، وقائدة، ووكيلة من المدارس الإبتدائية ، والمتوسطة، والثانوية بمدينة جدة. كما رعت شركة الخطوط السعودية ملتقى “عطاؤنا سما”، وساهمت في جذب أكبر عدد من لحضور عن طريق الجوائز القيمة التي قدمتها للمشاركات والحاضرات خلال يومي الملتقى. كما عبّرت الأستاذة نوف العمري-عضو هيئة التدريس ومشرفة التدريب الميداني لمسار صعوبات التعلم- في جامعة دار الحكمة، عن تجربتها في تنظيم الملتقى للعاملين في مجال التربية الخاصة قائلة: “يتوجه “عطاؤنا سما” لرفع مستوى الوعي في المجتمع المدرسي بصفة خاصة، ومن ثم العمل لتحقيق التكامل بين مختلف التخصصات من أجل تقديم خدمات ذات كفاءة عالية لهذه الفئة، فئة التربية الخاصة، ولايتم ذلك سوى من خلال الإرتقاء بالأداء المهني والعلمي للعاملين في هذا المجال.” وقد علّقت المعيدة في قسم التربية الخاصة، الأستاذة خلود إسحاق عن فعاليات هذا العام قائلة: “يصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة العالمي ومن واجبنا كمعلمات تربية خاصة أن ندعمهم بمختلف الطرق، لذلك نظمنا هذه الفعالية التي تهدف إلى زيادة الوعي لقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وبالأخص ذوي صعوبات التعلم لضمان حقوقهم في المدارس، وزيادة كفاءة الخدمات في المجتمع لدمج ناجح، ونأمل أن يكون هذا الملتقى قد ترك أثراً إيجابياً عند المئات من الحضور.” كما شاركت طالبات قسم التربية الخاصة قسم صعوبات التعلم الاتي على وشك التخرج نهاية هذا العام بعرض ملصقات تعليمية تتناول مواضيع مختلفة ذات علاقة بصعوبات التعلم وكيفية التعرف على هذه الفئة وتمد الحاضرات بطرق واستراتيجيات للتعامل معها. أظهرت الإحصائيات أن نسبة صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية تتراوح بين 5 إلى 10 بالمائة ، والأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم عادة ما يكون مستوى ذكائهم ما بين المتوسط وما فوق. وعليه، فإن ذلك يتطلب توعية المجتمع عن صعوبات التعلم، وتبعيات عدم التدخل. ويتمّ ذلك من خلال تمكين المجتمع المدرسي من الكشف، والتعرف، والتعامل مع صعوبات التعلم، ومشاركة الطرق والاستراتيجيات والأدوات التي تحتاجها المدارس للكشف عن هذه الحالات والتعامل معها. لذلك خصصت جامعة دار الحكمة ملتقى ” عطائنا سما ” خلال اليوم الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للإعاقة لنشر المعارف، والتوعية حول صعوبات التعلم، وكيفية التعرف عليها، وتقديم المساعدة لتوفير فرص متساوية لجميع الطلاب.
مشاركة :