وسّعت روسيا، الخميس، حظرا تفرضه على دخول المسؤولين الأمريكيين إلى أراضيها، ليشمل نائبة الرئيس كامالا هاريس، و28 من المسؤولين الآخرين ورجال الأعمال والصحفيين الأمريكيين. وتتضمن قائمة العقوبات، التي نشرتها وزارة الخارجية الروسية، مؤسس فيسبوك مارك زوكربرغ، ونائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس، والمتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» جون كيربي، وآخرين. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «هؤلاء الأفراد ممنوعون من دخول روسيا الاتحادية إلى أجل غير مسمى». وكانت روسيا قد أعلنت، السبت، أنها حظرت دخول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعدد من المسؤولين البريطانيين أيضا، إلى أراضيها. ومن بين المسؤولين الذين حظرت روسيا دخولهم لأراضيها، وزيرة الخارجية ليز تراس، ووزير الدفاع بن والاس، و10 آخرين من أعضاء الحكومة والساسة البريطانيين. على صعيد آخر، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أن قواته «نجحت» في «تحرير» مدينة ماريوبول المرفئية الاستراتيجية في أوكرانيا، بينما شكّك نظيره الأمريكي جو بايدن بصحة هذا التصريح معلنًا عن مساعدة عسكرية إضافية لكييف بقيمة 800 مليون دولار. ويتحصّن الجنود الأوكرانيون المقاومون في مصنع «آزوفستال» الكبير لصناعة الصلب في هذه المدينة الساحلية الواقعة في أقصى جنوب إقليم الدونباس، والتي استحالت كومة ركام بعدما قصفتها القوات الروسية وحاصرتها قرابة شهرين. ويرفض هؤلاء الاستسلام وقد طالب معاون قائد كتيبة «آزوف» سفياتوسلاف بالامار عبر تلغرام بـ«ضمانات» أمنية من «العالم المتحضّر» قبل الخروج. ومن شأن سقوط ماريوبول أن يشكّل انتصارًا كبيرًا لموسكو بعد نكسات ميدانية لقواتها، وبعدما كان مراقبون كثر قد اعتقدوا أن كييف ستسقط خلال بضعة أيام. وعلى الرغم من توجيهه الخميس دعوة جديدة للمقاتلين الأوكرانيين الذين انكفأوا إلى مجمع «أزوفستال» الصناعي لإلقاء السلاح، رفض هؤلاء الاستسلام. وفي هذا السياق، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «الهجوم المقترح على المنطقة الصناعية غير مناسب»، آمرًا بـ«إلغائه»، بحسب ما قال خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو بثّ التلفزيون الروسي مقتطفات منه. وصرّح سيّد الكرملين «لا بدّ من مراعاة حياة جنودنا وضبّاطنا وصحّتهم، وينبغي عدم خوض هذه الدياميس والزحف تحت الأرض». وأردف «حاصروا كل هذه المنطقة بحيث لا تمرّ فيها ذبابة واحدة». في ظلّ هذه الظروف، اعتبر الرئيس الأمريكي أن سيطرة الجيش الروسي على هذه المدينة هي «موضع شك». وقال: «ليس هناك بعد أي دليل على أن ماريوبول سقطت بالكامل» مشددًا على أن بوتين «لن ينجح أبدًا في السيطرة على كل أوكرانيا واحتلالها». من جانب آخر، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، نشرت وزارة الدفاع الأمريكية لائحة بما تحتويه. وفي تصريح رسمي لجون كيري، قال إنها 72 مدفعًا من نوع هاويتزر مع 144 ألف طلقة مدفعية، إضافة إلى 121 مسيرة تكتية من نوع «روح الفينيق». وكشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، في اتصال مع الصحافيين صباح أمس، أن المسيرات من «روح الفينيق» تم تصنيعها لدى القوات الأمريكية بناء على طلب الأوكرانيين، إذ تم تصنيع هذه المسيرات خلال أسابيع فقط. وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، إنه أجاز تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا حجمها 800 مليون دولار أخرى، مشيرًا إلى «نافذة حاسمة» في الصراع حيث تمهّد روسيا المرحلة المقبلة من الحرب. وأضاف أن الحزمة الجديدة ستشمل مدفعية ثقيلة و144 ألف طلقة ذخيرة وطائرات مسيرة تكتيكية، لافتًا إلى أن من شأن هذه الأسلحة أن تساعد القوات الأوكرانية في قتالها القوات الروسية في منطقة دونباس. وأضافوا أنها مسيرات انتحارية تنفجر على أهدافها، وهي سلاح مشابه لمسيرات سويتشبلايد. كما كشفوا أن مدافع الهاويتزر الجديدة التي حصلت عليها أوكرانيا بحجم 5 كتائب مدفعية (72 مدفعًا و144 ألف طلقة). وقالوا إن المساعدات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي الخميس ستبدأ بالوصول إلى مسرح العمليات خلال 24 ساعة. و أكد المسؤولون الأمريكيون أن الأسلحة يتم تسليمها للأوكرانيين وهم يتصرفون بها. وقال مسؤول أمريكي كبير إن صواريخ ستينغر الأمريكية لا تحمل أجهزة تعقّب للتأكد من أنها في يد القوات الأوكرانية وليس في يد طرف ثالث (هناك أسئلة ومخاوف من سقوط هذه الصواريخ بيد إرهابيين). وقال المسؤول الأمريكي إن الأوكرانيين لديهم الآن في ساحة المعركة مدرعات يفوق عددها ما لدى القوات الروسية.
مشاركة :