جون ناش،، العقل الجميل

  • 4/22/2022
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في هذا العالم متناقضات عجيبة، فالإبداع يدل على تألق العقل وكماله بينما الجنون يدل على تلفه ونقصانه، فكيف يكون الشخص مبدعا ومجنونا في آن واحد، بهذه السمة العجيبة تميزت مجموعة من العباقرة والمبدعين ومنهم العالم النوبلي الشهير جون ناش.لم يكن ناش يحب أن يساعده أحد في أعماله بل كان يحب أن يقوم بها وينجزها لوحده ولأنه كان غريب الأطوار وعجيب التصرفات، فقد نفر منه زملاؤه في المدرسة وابتعدوا عنه بل إنهم شرعوا يسخرون منه ويطلقون عليه النعوت القاسية التي طالما سببت له الألم في نفسه، فكان يصرف نفسه عن كل هذه الأمور بتعمقه في الإطلاع والبحث والقراءة والتأمل والفكر.لقد وعى والداه مبكرا أن طفلهما جون ولد غير عادي، وأنه يحمل في رأسه شعلة من العبقرية والنبوغ ولكنهما كانا يخافان عليه من تصرفاته وغرابته، فحاولا إقناع أخته مارثا أن تدخله معها في صداقاتها عله يخرج من عزلته وانطوائه، ولكنها كانت تأبى وترفض لأن أخاها كان يسبب لها الإحراج مع رفاقها بسبب تصرفاته الجنونية !!.درس ناش في معهد كارنيجي للتكنولوجيا وبعد أن أنهى دراسته فيه بتفوق ملحوظ استطاع الحصول على منحة دراسية درس بموجبها علوم الهندسة ثم الكيمياء قبل أن يحول دراسته إلى الرياضيات، وعندما أراد من أحد مدرسيه أن يكتب له تزكية لهذه المنحة كتب سطرا واحدا فقط: هذا الرجل عبقري !!وبعد تفاقم مرض الفصام الشخصي على جون ناش، بدأ يدخل ويخرج من مستشفيات الأمراض العقلية من عام 1960م وحتى عام 1970م حيث يتم إعطاؤه العلاج النفسي بصدمة الأنسولين وأدوية أخرى للمعالجة النفسية، وفي عام 1970م توقف جون ناش عن تعاطي أية عقاقير طبية وبمساعدة زوجته اليسا وبتشجيع داعم منها استطاع جون ناش أن يعيش ويتأقلم نسبيا في المجتمع حيث يمكن تقبل غرابة أطواره.في عام 1994م حصل هذا العبقري الفذ على أرفع جائزة علمية في العالم وهي جائزة نوبل بعد أن زكاه لها علماء كثيرون من شتى أنحاء العالم، فقد أحس زملاؤه العلماء في شرق العالم وغربه أن هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن تكرم بأعلى وسام علمي دولي، فشكلوا لجنة علمية قامت بالتواصل والاتصال مع لجنة جائزة نوبل العالمية، وقدموا شهاداتهم وتزكياتهم له بالاستحقاق.في عام 2001م، قدمت هوليود سيرة جون ناش في فيلم رائع بمسمى عقل جميل، أدى دوره الفنان راسل كرو، وقد قام بإخراجه المخرج العالمي رون هوورد، كما قامت سلفيا نازار بكتابة سيناريو الفيلم، وقد حصد الفيلم حينها أربع جوائز أوسكار.@albakry1814

مشاركة :