أفاد الجيش الإسرائيلي بأن مسلحين في قطاع غزة أطلقوا في الساعات الأولى من صباح الخميس، أربعة صواريخ أخرى باتجاه المناطق الإسرائيلية، في أكبر تبادل لإطلاق النار منذ الحرب التي استمرت 11 يوما العام الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن دفاعاته الجوية اعترضت الصواريخ، بعد ساعات على إطلاق صاروخ سابق ردت عليه إسرائيل بشن غارات جوية استهدفت موقعا لحركة حماس في وسط قطاع غزة. وذكر بيان الجيش أن مقاتلاته الحربية استهدفت موقعا عسكريا، و"عين نفق" يؤدي إلى "مبنى مركزي تحت أرضي، يحوي مواد خاما كيمائية تستخدم في تصنيع محركات صاروخية". وأضاف "سوف تشكل هذه الغارة ضربة ملموسة لعملية إنتاج القذائف الصاروخية في قطاع غزة". ولاحقا، قال الجيش إنه هاجم ودمر موقعا لإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، محمولة على الكتف. وأضاف أن هذه الغارة جاءت ردا على محاولات حركة حماس "إطلاق النار على طائرات مقاتلة تهاجم قطاع غزة"، لكن "محاولة ضرب الطائرات (من قبل مقاتلي حركة حماس) فشلت، ولم تلحق أضرارا أو إصابات بها". وذكر أن الصاروخ الذي أطلق من غزة مساء الأربعاء سقط في حقل في بلدة سديروت الإسرائيلية، مما تسبب في أضرار طفيفة لمنزل دون وقوع إصابات. وأعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أنها أطلقت أربعة صواريخ أرض جو على طائرات حربية إسرائيلية. وكانت إسرائيل نفذت فجر الثلاثاء غارات جوية على قطاع غزة، هي الأولى منذ أشهر، ردا على إطلاق صاروخ من القطاع باتجاه إسرائيل، وسط توتر في المسجد الأقصى ومحيطه في القدس الشرقية. وأثار تصاعد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة مخاوف من الانزلاق مرة أخرى إلى صراع أوسع. ومنذ مارس، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 29 فلسطينيا في مداهمات بالضفة الغربية، كما أسفرت سلسلة من الهجمات نفذها عرب في الشوارع عن مقتل 14 شخصا في إسرائيل. وقالت حماس في بيان إن القصف الإسرائيلي "سيزيد من إصرار شعبنا ومقاومته على مواصلة النضال ضد الاحتلال، وتصعيد الدعم لأهلنا وإسناده في القدس". واقتحم العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وانتشروا في ساحاته، وفق شهود عيان. ووقعت اشتباكات محدودة مع عناصر الشرطة، التي لاحقت المصلين إلى المصلى القبلي المسقوف. وأطلق بعض المصلين ألعابا نارية على عناصر الشرطة الإسرائيلية، التي ردت عليها بإطلاق القنابل الصوتية في ساحات المسجد. وأجبرت الشرطة المصلين على إخلاء ساحات المسجد بشكل كامل، قبل أن تبدأ بتسهيل اقتحام المستوطنين له عبر مجموعات تضم الواحدة منها العشرات من الأشخاص. وجرت الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، وسط حراسة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية. ويقتحم المئات من المستوطنين المسجد الأقصى بشكل يومي منذ الأحد، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة الماضي وينتهي الخميس. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد فرضت قيودا على دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر. وقال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية انتشرت على بوابات المسجد الأقصى لمنع المصلين من العودة والدخول إلى المسجد مجددا. وأشار الشهود إلى أن العشرات من المصلين تواجدوا في المصلى القبلي المسقوف، واحتجوا على الاقتحام عبر ترديد هتاف "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" والطرق الشديد على أبواب المصلى. وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن الشبان ألقوا الحجارة والألعاب النارية والمفرقعات. وأضافت أن الشبان "ألقوا هذا الصباح الألعاب النارية، بالإضافة إلى الحجارة، بما في ذلك من داخل المسجد". وتنذر المواجهات في البلدة القديمة بالقدس، لاسيما في المسجد الأقصى، بخطر اشتعال أوسع نطاقا للأحداث مثل الصراع بين إسرائيل وغزة الذي استمر 11 يوما في العام الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا في غزة و13 شخصا في إسرائيل. ولم تسمح الشرطة الإسرائيلية الأربعاء للمئات من المتظاهرين اليهود القوميين من الاقتراب من باب العمود، المدخل الرئيسي للفلسطينيين المقدسيين في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، وذلك لتجنب وقوع اشتباكات قد تؤدي إلى تصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وكانت منظمات قومية متطرفة قد دعت إلى مسيرة كبيرة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية اعتبرتها الحكومة "استفزازا". وتجمع أكثر من ألف متظاهر يرفعون الأعلام الإسرائيلية بعد الظهر في ساحة تزاهال قرب دار البلدية قبالة البلدة القديمة. وتصاعد التوتر هذا العام جزئيا مع حلول شهر رمضان المبارك الذي يتزامن مع الاحتفال اليهودي بعيد الفصح. ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تنتهك سياسة عمرها قرون، والتي بموجبها يجوز لغير المسلمين زيارة الحرم دون الصلاة، وذلك من خلال السماح للمزيد من المصلين اليهود بدخول الحرم القدسي. ويقول القادة الإسرائيليون إنهم يكفلون حرية العبادة لجميع الأديان في القدس. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية، بما في ذلك الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية واليهودية، عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعتبر إسرائيل، التي ضمت القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها دوليا بعد احتلالها للمنطقة في حرب عام 1967، القدس بأكملها عاصمتها الأبدية.
مشاركة :