أعلنت الشرطة التشيلية الأربعاء أنها اعتقلت برتغاليا مطلوبا من الإنتربول، على خلفية انفجار مرفأ بيروت عام 2020 الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص. والمعتقل الذي تكشف الشرطة عن هويته، هو البرتغالي جورجي موريرا البالغ 43 سنة، وقد تم اعتقاله لدى وصوله إلى مطار أرتورو ميرينو بينيتيز في سانتياغو على متن طائرة آتية من إسبانيا، بعد إبلاغه عن "نشرة حمراء صادرة عن الإنتربول". وقال كريستيان سايز، المسؤول في شرطة مطار سانتياغو، إن الرجل مطلوب بزعم إدخاله "مواد متفجرة" إلى لبنان مرتبطة بالانفجار الهائل الذي دمر أحياء عدة من العاصمة اللبنانية. وأضاف أنه بالتنسيق مع الإنتربول تم منع الرجل من دخول تشيلي ووضعه لاحقا على طائرة متجهة إلى إسبانيا، حيث سيتم استقباله وفقا للوائح ذلك البلد وتعليمات مركز الإنتربول الدولي "المنظمة الدولية للشرطة الجنائية". ووفق صحيفة "جورنال دي نوتسياس" البرتغالية، فإن عدم تسليمه إلى لبنان يعود إلى أن القضاء البرتغالي "سبق وحدد مهلة لنظيره اللبناني ليسلمه وثائق لازمة للتسليم، فانقضت المهلة قبل أن تلبي بيروت الطلب". وبعد ما يقرب من عامين على كارثة بيروت، لا يزال التحقيق في الحادث مفتوحا ولم يحرز تقدما يذكر، بسبب ما تعتبره منظمات حقوقية مختلفة عرقلة متعمدة من قبل كبار المسؤولين السابقين المشتبه بهم في القضية. وأدى الانفجار في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020 والذي عزته السلطات إلى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم من دون إجراءات وقاية، إلى مقتل 214 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، عدا عن دمار واسع في العاصمة. وينظم مواطنون لبنانيون وأهالي ضحايا الانفجار وقفات احتجاجية متكررة للمطالبة بمحاسبة المتورطين فيه، في الوقت الذي لم يصل التحقيق إلى أي نتيجة، بسبب طلبات الردّ التي يقدمها المتهمون (نواب ووزراء سابقون) بحق المحقق العدلي طارق بيطار، ما أدى إلى توقف التحقيق منذ أشهر. وقالت مسؤولة وفد الإنتربول في سانتياغو ماكسيميليانو ماكنمارا إن القضية ستحال الآن إلى السلطات اللبنانية. وأوضحت أنه "سيتم أيضا إبلاغ مدريد ولشبونة، بحيث يتم تنبيه جميع الدول المشاركة". وجورجي موريرا متهم بإدخال مواد متفجرة إلى لبنان، والقتل العمد، وعمل إرهابي أدى إلى الوفاة، وإلحاق أضرار بالآلات بهدف غرق سفينة تسبب في عدة وفيات وتدخل جنائي ومخالفات، وهي جرائم قد تكلفه "عقوبة قصوى بالسجن مدى الحياة"، وذلك بصفته مسؤولا في مصنع للمتفجرات بالموزمبيق حين اشترى في 2013 أكثر من 2700 طن من "نترات الأمونيوم" من شركة اسمها "سافارو" في جورجيا، إلا أن السفينة "روسوس" لم تنقلها إلى ميناء "بييرا" في موزمبيق بل إلى مرفأ بيروت. وكانت منظمة الشرطة الجنائية الدولية قد أصدرت نشرة حمراء بحق ثلاثة أشخاص لهم صلة بمواد متفجرة تسببت في انفجار مرفأ بيروت. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن النشرة الحمراء صدرت بحق روسيين اثنين وبرتغالي في ما له صلة بمواد متفجرة شُحنت إلى بيروت، وتم تخزينها في مرفأ المدينة لمدة ست سنوات، إلى أن انفجرت في شهر أغسطس 2020. وقالت الوكالة إن النشرة الحمراء الصادرة عن الإنتربول تخص مالك وقبطان السفينة "روسوس"، وهي السفينة التي حملت 2750 طنا من نترات الأمونيوم إلى لبنان في عام 2013، وكذلك تاجر نترات برتغاليا زار مستودع المرفأ في بيروت عام 2014، حيث تم تخزين المواد. ولم تكشف الوكالة عن أسماء الأشخاص الثلاثة، غير أن وسائل إعلام محلية تحدثت عن هوية القبطان السابق للسفينة ويدعى بوريس بروكوشيف ورجل الأعمال الروسي إيغور غريتشوشكين المقيم في قبرص، والذي كان قد اشترى سفينة الشحن في عام 2012.
مشاركة :