كما لو أنها باتت حقيقة علمية، يتداول وراد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومعلومات يقولون إنها موثقة تدعي أنّ ظهور بقعٍ بنفسجيّة في البطاطس يجعل منها سامّة وغير صالحة للاستهلاك برمّتها حتى وإن أزيل الجزء الملوّن منها. لكن هذه الادعاءات الباطلة، فندها علماء وخبراء بحسب وكالة فرانس برس. يقول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات وبلغات عدّة منشورات إن البقع البنفسجية تدّل على وجودٍ كثيفٍ للماغنيزيوم وهذا يثبت أنّها سامّة. وأن التصبّغات الخضراء دليلٌ على وجود مادّة السولانين السامّة. وحذّرت تلك المنشورات من اقتطاع الأجزاء الملّونة بالأخضر أو البنفسجيّ من البطاطس واستهلاك الأجزاء السليمة منها لأنها ستكون هي أيضاً سامّة. وذهبت بعض المنشورات إلى حدّ القول إنّ هذه التصبّغات "قد تؤدّي إلى الوفاة". هل البقع البنفسجيّة سامّة؟ لا تشكّل البقع البنفسجيّة دليلاً على وجود مواد سامّة في البطاطس ولا حتّى على فائضٍ في مادّة الماغنيزيوم، بعكس ما ادّعت المنشورات. ويشرح الخبير بزراعة البطاطس في "معهد النباتات" في فرنسا ميشال مارتان لوكالة فرانس برس أنّ التصبّغات البنفسجيّة هي ألوانٌ طبيعيّة وغير سامّة قطعاً ولا علاقة لها بالماغنيزيوم، موضحاً أنّ أنواعاً من البطاطس تصطبغ برمّتها باللون البنفسجيّ. وتوافق أليس سويت، الباحثة في مركز والونيا للبحوث الزراعيّة في بلجيكا، على هذه الأقوال مضيفة أنّه وفي أيّ من الأحوال لا يعدّ الماغنيزيوم مادّة سامّة بل مفيدة وضرورية للجسم ويمكن استهلاك ما يصل إلى 900 ملغرام منها يومياً. ما سبب ظهور البقع البنفسجيّة؟ ويتفّق الخبيران الزراعيان مارتان وسويت على أنّ التصبّغات البنفسجيّة تسبّبها مادّة تسمّى علمياً بـ"أنثوسيانين" وهي موجودة في أنواعٍ أخرى من المزروعات مثل الشمندر والملفوف الأحمر والعنب الأسود وهي طبيعيّة وغير سامّة على الإطلاق. وتُرجع سويت سبب ظهورها في البطاطس الصفراء إلى مجموعة من العوامل الزراعية منها "الحرارة الزائدة، نقص المياه، تَعاقب أيّام حارّة وباردة …". ماذا عن البقع الخضراء؟ أتت المنشورات على ذكر نوعٍ آخر من التصبّغات وهي البقع الخضراء. هذه البقع ناجمة بالفعل عن فائضٍ في مادّة "السولانين" التي يمكن أن تسبّب تسمّماً في جسم الإنسان، إن تخطّت الكميّة المستهلكة منها 20 ميليغراماً لكلّ 100 غرام من البطاطس، بحسب المركز البلجيكيّ للسموم. ويوضح خبراء من المركز لوكالة فرانس برس أنّه لا يجب المبالغة في المخاطر التي تشكّلها هذه المادّة "فعلى الفرد تناول أكثر من أربعة كيلوغرامات خلال وجبة واحدة ليتسمّم بالسولانين". ومادّة "السولانين" لا تتحلّل خلال الطهي أو القلي وتجعل طعم البطاطس مرّاً، والإفراط في استهلاكها يمكن أن يسبّب آلاماً في البطن وحالات من الإسهال والتقيّؤ، ونادراً ما تسبّب حالات تسمّم خطيرة لأنّ مَن استهلك هذه المادّة غالباً ما يتقيؤها فوراً. ما سبب تشكّل مادّة "السولانين"؟ يعزو ميشال مارتان من "معهد النباتات" في فرنسا السبب في ذلك إلى تعرّض البطاطس وقتاً طويلاً للضوء وتخزينها في ظروفٍ غير ملائمة. إذ لا يجب أن يبقى المنتوج في الهواء الطلق بعد اقتلاعه من الأرض أكثر من بضع ساعات، ليخزّن بعدها في مكانٍ مظلمٍ تصله تهوئة مناسبة. هل تُرمى البطاطس المصابة ببقع خضراء؟ توضح أليس سويت من مركز والونيا للبحوث الزراعيّة في بلجيكا أنّه يمكن ببساطة تقشير البقع الخضراء إن ظهرت على سطح البطاطس واستخدام المادّة السليمة المتبقية. أمّا إذا كانت هذه البقع داخل البطاطس فالأمر يتعلّق بمدى انتشارها، إن وُجدت في جزء محدّد يمكن اقتطاعه واستهلاك الجزء المتبقّي. وهذا الأمر ينطبق على البقع السوداء أو البنيّة الناجمة عن "كدمات" تتعرّض لها حبّات البطاطس خلال اقتلاعها من الأرض أو خلال عمليّة النقل ثمّ التخزين. تابعوا البيان الصحي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :