وسط تكهنات متزايدة بتدخل غربي ضد «داعش» في ليبيا ربط ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أي تدخل من هذا القبيل بطلب من «حكومة وحدة وطنية ليبية». وأوضح ستولتنبرغ في مقابلة مع صحيفة «ريبوبليكا» وصحف أوروبية أخرى، أمس، أنه «في ليبيا نحن مستعدون لمساعدة حكومة وطنية إن طلبت منا ذلك»، علمًا بأنه من المقرر انعقاد مؤتمر دولي في 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في روما لإعطاء زخم لاتفاق حول حكومة وطنية. لكن ستولتنبرغ أضاف: «لا نتحدث عن عملية عسكرية كبرى في ليبيا، فأنا في النهاية لست مستعدًا للتوصية بها. لكن إن تم تشكيل حكومة وحدة وطنية فسنكون مستعدين لدعمها عبر تقديم المساعدة». وقبل أيام، نفى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، وجود أي خطط لدى الحلف لشن عملية عسكرية جديدة في ليبيا، معربًا عن تأييده «للجهود الحالية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية». وقال في تصريحات على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول حلف الناتو في بروكسل، إن الحلف يدعم الجهود المبذولة حاليًا بقيادة الأمم المتحدة لإجراء حوار سياسي من أجل الوصول إلى المصالحة والاستقرار في البلاد. بدوره، علق رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رينزي في تصرح لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» على غياب الرد العسكري الإيطالي على تنظيم داعش. ولفت في المقابلة المنشورة الأحد إلى الحالة الليبية معربًا رفضه أي تدخل عسكري في ليبيا. وفي إشارة إلى عملية الحلف الأطلسي في 2011 لقلب نظام معمر القذافي، قال رينزي: «إذا اقتصرت المشاركة على إضافة عمليات قصف إلى غيرها، فأقول لا، شكرًا! سبق أن ساهمنا. إيطاليا اعتمدت هذه الاستراتيجية في ليبيا في 2011، خضعنا رغمًا عنا لموقف (الرئيس الفرنسي السابق نيكولا) ساركوزي. أربع سنوات من الحرب الأهلية في ليبيا أثبتت أن هذا الخيار لم يكن صائبًا، واليوم نحتاج إلى استراتيجية جديدة». ودعت إيطاليا إلى جانب الولايات المتحدة إلى مؤتمر في روما لحث الأطراف الليبية على إبرام اتفاق في أسرع وقت لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعتبر «القاعدة الوحيدة للتصدي» لتنظيم داعش، بحسب وزير خارجية إيطاليا باولو جنتيلوني. في السياق نفسه، قال الخبير والمحلل الليبي علي أوحيدة مان الموقف المعلن من الناتو هو الموقف المعتاد الذي يتضمن الاستعداد للمساعدة التدريب والتأهيل وبناء مؤسسات أمنية. وأضاف قائلاً: «هذا الموقف استمعنا إليه منذ فترة، ولم يتغير، ولكن أعتقد أن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية سيكون نقطة فاصلة وحاسمة لأي سيناريوهات مستقبلية».
مشاركة :