تتجه الأنظار إلى ما سيحمله الأسبوع الحالي من مستجدات على ضوء اللقاءات المرتقبة بين الأطراف السياسية، ولا سيّما المسيحية منها، في موازاة الحديث عن عودة متوقعة إلى بيروت خلال أيام لرئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري للإعلان رسميًا عن مبادرته التي ترتكز بشكل أساسي على انتخاب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية. وبينما أشارت المعلومات إلى اجتماع سيعقد خلال الساعات القليلة المقبلة بين فرنجية والنائب ميشال عون الذي لا يزال غير راضٍ عن وصول حليفه للرئاسة، سيكون اللقاء الذي سيضم جعجع الرافض أيضًا لانتخاب فرنجية، والحريري، مهما لحسم موقف «القوات» النهائي. ويوم أمس، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، لدرس جدي للمبادرة والتحاور بغية الوصول لانتخاب رئيس، في وقت يبدو واضحًا من خلال تصريحات حلفاء الحريري، وخصوصًا المسيحيين منهم، استياءهم من ترشيحه لفرنجية، وهو ما عبّر عنه أمس، كل من النائب عن القوات، أنطوان زهرا، بالقول: «عندما نصل إلى المفاضلة، بين فرنجية وعون ستكون الأولوية للأخير». وقال زير العمل، المحسوب على «حزب الكتائب» سجعان قزي، إن «الطريقة التي تم فيها طرح مبادرة ترشيح فرنجية لم تكن تليق بالحلفاء وأهنئ عون بحليفه حزب الله وأهنئ حزب الله بوفائه لعون». وفيما قال زهرا: «هناك شيء ما يطبخ، والحريري لم يتشاور معنا ولا مع غيرنا في هذا الشأن، والاستحقاق الرئاسي ليس شأنًا إسلاميًا تتبلغ به الجهات المسيحية»، مؤكدًا أن «جعجع ليس بوارد أن ينتقل لأي مكان لمقابلة أي أحد، وأن ملف رئيس الجمهورية لبناني»، أشارت مصادر في «قوى 14 آذار» لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّه من المنتظر أن «يكون لجعجع موقف حاسم في هذا الإطار على ضوء المستجدات المتوقعة في ظل الحديث عن عودة مرتقبة للحريري»، مرجّحة أن يكون الشهر الحالي «شهر انتخاب الرئيس» على وقع الحراك المحلي والإقليمي للدفع باتجاه انتخاب فرنجية. وأكدت في الوقت عينه، أن «هذا الأمر إن حصل لن يكون لأصوات (القوات) دور فيه». وأضافت: «يبدو من الواضح أن (القوات) ترفض أن تكون شريكة في انتخاب أي شخصية محسوبة بشكل أو بآخر على النظام السوري أو الذين يعتاشون على فتات حزب الله». ورأت المصادر أنّه إذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية في الجلسة المقبلة المحددة في 16 الحالي، يبدو، ووفق المعطيات، أنها ستتم في جلسة قريبة، مضيفة: «ستصبح وتيرة تحديد موعد الجلسات سريعة وفي أوقات متقاربة للضغط باتجاه انتخاب رئيس خلال الشهر الحالي وقبل بداية فترة الأعياد». من جهته، أشار القيادي في «التيار الوطني الحر» النائب السابق سليم عون إلى أن «مشروع ترشيح فرنجية وحتى اللحظة لم يطرح علينا كاملاً بعد أن كان الحديث عن سلة متكاملة»، موضحًا: «نحن صامتون لأن أحدًا لم يطرح علينا بعد الاقتراح ولأننا ما زلنا متمسكين بترشيح رئيس تكتل (التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون». وفي الإطار نفسه، قال أمين عام «تيار المستقبل» أحمد الحريري، إنّ «الرئيس سعد الحريري بصدد إعلان مبادرة لإنهاء الشغور الرئاسي، وهي ليست مبادرة بين طرفين، بل مبادرة وطنية للتوافق، وفي حال كتب لها النجاح يكون الجميع قد نجح في تخليص البلد من مخاطر استمرار الفراغ الرئاسي، وتداعيات ذلك على الاستقرار والاقتصاد واتفاق الطائف». وأكد في احتفال لمنسقية بيروت في «المستقبل»: «مصلحة البلد تفرض علينا أن نأخذ قرارات لم يأخذها أحد، وخصوصًا أننا لم نضع (فيتو) على أي مرشح رئاسي من الأقطاب الأربعة (عون وجعجع وسليمان وأمين الجميل)، الذين اتفقوا في اجتماعات بكركي، ألا يضع أي قطب منهم (فيتو) على الآخر في حال كانت لديه فرصة جدية للوصول إلى سدة الرئاسة»، مضيفا: «لكن في حال قام الأقطاب الأربعة بتعطيل إمكانية وصول أي مرشح منهم، نصبح أمام خيار أن البلد لا يمكن أن يبقى من دون رئيس، ونكون نحن مرتاحي الضمير لأننا لم نضح (فيتو) على أحد، وبالتالي تصبح هناك ضرورة للذهاب جديًا إلى سبل الوصول إلى انتخاب رئيس في أقرب فرصة». من جهته، رأى وزير الصحة، وائل أبو فاعور، المحسوب على «الحزب الاشتراكي» برئاسة النائب وليد جنبلاط، أن «ترشيح فرنجية فرصة لتسوية سياسية وطنية». وقال في جولة على العسكريين المحررين.. «أمامنا فرصة سانحة لتسوية سياسية وطنية ممكن أن تتحقق عبر ترشيح رئيس تيار المردة إلى رئاسة الجمهورية، إذا ما عطفت على التسوية المحتملة القادمة في حكومة الوحدة الوطنية لتعيد إنتاج التوازن الوطني وتكريسه، ولا يمكن أن تسير عجلة الدولة والحياة الوطنية إلا بهذا التوازن»، معتبرًا أن «التسوية أفضل الفرص الممكنة والمتاحة لنصل إلى بر الأمان دستوريًا وسياسيًا وأمنيًا». وأشار إلى أن «القسم الأكبر من أطياف (14 آذار) ومن القوى السياسية خارج (8 آذار)، ونحن منهم، نقول: نؤيد وصول سليمان فرنجية للرئاسة، وقسم من أطياف (8 آذار) يقول: نحن مع الحريري لرئاسة الحكومة على رأس حكومة وحدة وطنية».
مشاركة :