واستقل هيرنانديز الذي واكبه رجال أمن وكان مكبل اليدين طائرة تابعة لوكالة مكافحة المخدرات الأميركية، أقلعت في الساعة 14,27 (20,27 ت غ) من قاعدة لجيش هندوراس في تيغوسيغالبا متوجها إلى نيويورك حيث كان ينتظره القضاء الأميركي، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وأوقف هيرنانديز (53 عاما) الذي حكم البلاد من 2014 إلى 2022 وتنازل عن السلطة في 27 كانون الثاني/يناير للرئيسة اليسارية الجديدة شيومارا كاسترو، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على ذلك، في 15 شباط/ فبراير في مقر إقامته في العاصمة. وكانت المحكمة الفدرالية في مانهاتن قدمت قبل يوم طلبا رسميا لتسليم الرئيس اليميني السابق لمشاركته المفترضة في "منظمة إجرامية (نقلت) أكثر من 500 طن من الكوكايين إلى الولايات المتحدة". واتهمه وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند "بإساءة استغلال منصبه كرئيس لهندوراس من 2014 إلى 2022 لإدارة البلاد كدولة مخدرات"، كما ورد في بيان نشر الخميس. حليف سابق قال وزير العدل الأميركي في واشنطن إنه "يُشتبه بأن هيرنانديز تلقى ملايين الدولارات من منظمات عدة لتهريب المخدرات". من جهته، ذكر المدعي الفدرالي في مانهاتن داميان وليامز أن هيرنانديز حصل خصوصا في 2013 على "رشوة بقيمة مليون دولار من إل تشابو الذي كان زعيم كارتل سينالوا، مقابل وعد بحماية تهريب المخدرات من الكارتلات في هندوراس". وشدد وزير العدل الأميركي على أنه "بسبب هذه الجرائم المفترضة، عانت المجتمعات في الولايات المتحدة وعانى شعب هندوراس". وكانت الولايات المتحدة اعتبرت خوان أورلاندو هيرنانديز الذي كان يقدم نفسه على أنه بطل مكافحة تهريب المخدرات، حليفا لها في هذه المعركة. وكانت واشنطن في 2017 واحدة من أوائل العواصم التي اعترفت بإعادة انتخابه عندما تحدثت المعارضة عن عمليات تزوير على خلفية تظاهرات أدت إلى سقوط ثلاثين قتيلا. وحكم القضاء الأميركي منذ ذلك الحين على شقيقه النائب السابق "توني" هيرنانديز ، في آذار/مارس 2021 ، بالسجن مدى الحياة لتعامله مع مهربي مخدرات في هذه التجارة الواسعة إلى الولايات المتحدة. ويعتقد المدعون العامون الأميركيون أن الرئيس السابق - الذي انتخب نائبا في 1998 ثم رئيسا للبرلمان في 2009 - متورط أيضا في استيراد مئات الأطنان من الكوكايين. وكان سقوط الرئيس السابق سريعا جدا. ففي 17 آذار/مارس وافق قاضي محكمة الدرجة الأولى على طلب الولايات المتحدة في قرار أيّدته المحكمة العليا في هندوراس في 28 آذار/مارس. وقال المدعون المسؤولون عن القضية في نيويورك إن هيرنانديز جعل هندوراس "دولة مخدرات" عبر توريط الجيش والشرطة في تهريب هذه المواد إلى الولايات المتحدة. وستسلم هندوراس أيضا القائد السابق للشرطة الوطنية بين 2012 و2013 خوان كارلوس "النمر" بونيلا، الذي اعتقل في التاسع من آذار/مارس قريبا وملاحق من قبل المحكمة نفسها "لإشرافه" على عمليات التهريب. "انتقام" كتب هيرنانديز بخط يده في السجن رسالة موجهة إلى أعضاء المحكمة العليا قبل صدور قرارهم النهائي، أكد فيها أنه "بريء وضحية انتقام ومؤامرة". وأكد أن الاتهامات الموجهة إليه هي "انتقام من الكارتلات" و"مؤامرة مدبرة حتى لا تقاومهم أي حكومة مرة أخرى". لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين قال إن رئيس الدولة السابق "ارتكب أو سهل ارتكاب أعمال الفساد وتهريب مخدرات" و"استخدم أرباح الأنشطة غير المشروعة في (تمويل) حملات سياسية". ومقابل الرشاوى، "حمى الرئيس السابق مهربي المخدرات من التحقيقات و(جنّبهم) اعتقالهم وتسليمهم". وكان القضاء في هندوراس صادر الأصول المالية والشركات وغيرها من الممتلكات المرتبطة "بنواة عائلته".
مشاركة :