بينما تغيب الأنظار عن كل ما يجري في سوريا بسبب تداعيات الأحداث الإقليمية والدولية في أوكرانيا أو في المسجد الأقصى، تتزايد المشكلات الأمنية في سوريا فضلاً عن تراكم الملفات السياسية والاقتصادية التي تهدد الوضع العام في سوريا. ففي الشمال الشرقي من سوريا، بدأت الصعوبات الأمنية تظهر أكثر من أي وقت مضى على مستوى الاشتباك بين الأطراف المتصارعة أو على مستوى التهديدات الأمنية من المخيمات التي تعيش فيها عائلات تنظيم داعش الإرهابي، الذي بات خطراً يهدد الجميع، وخصوصاً بعد تزايد عمليات التنظيم في شمال شرقي سوريا. وفي مخيم الهول ذائع الصيت، الذي يصفه الكثير بالقنبلة الموقوتة لمقاتلي تنظيم داعش وعائلاتهم، عثرت مصادر أمنية كردية عاملة في المخيم – على الحدود العراقية السورية - وبالتعاون مع ما يسمى أسايش (الشرطة) على لاجئ عراقي، مصاب بطلقات نارية في المخيم، وسط حالة من الاستنفار الأمني في المخيم وبين عناصر الحرس الخارجي. وبحسب مصادر أمنية كردية، فإن اللاجئ العراقي تعرض لإطلاق نار بخمس رصاصات حسب ما أفادت المصادر الأمنية التي سارعت إلى تطويق المخيم من أجل البدء بحملة تفتيش داخل قطاعات المخيم، فيما نقل اللاجئ العراقي على الفور إلى مشفى في الحسكة لتلقي العلاج، في حين لم يعرف مصيره حتى الآن. وأكدت المصادر الأمنية أن عناصر تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي في المخيم، تقوم بمثل هذه الأعمال بين الحين والآخر، بسبب خلافات إيديولوجية، إذ تحاول عناصر التنظيم فرض نمط حياة متطرف داخل المخيمات، وتقوم بتصفية كل من يعارضها، إلا أنها لم تتمكن من تحديد هوية الجناة، إذ يبقى ملف القتل مجهولاً في المخيم. وتشير تقديرات الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، إلى أن مخيم الهول، الذي يبعد نحو 40 كيلومتراً شرقي الحسكة، يحتوي على 56773 فرداً من 15431 عائلة، ومن بينها 2423 من عائلات قتلى ومعتقلي تنظيم «داعش» الأجانب المنحدرين من نحو 60 دولة حسب آخر الإحصاءات. وتعد مشكلة مخيم الهول من القضايا العالقة بين الإدارة الذاتية (الكردية) والدول الأوروبية على وجه التحديد، إذ ترفض العديد من الدول وعلى رأسها بريطانيا استعادة مواطنيها الذين قتلوا إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، فيما تدعو الإدارة الذاتية الدول إلى إنهاء ملف مواطنيها من أجل حسم مصير مخيم الهول. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App