أعادت إسبانيا، الجمعة، فتح سفارتها في كييف بعدما كانت قد أغلقتها إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفق ما أفادت الحكومة الإسبانية، بينما أعلنت لندن أنها ستتخذ الخطوة نفسها الأسبوع المقبل. وجاء في بيان صحافي لوزارة الداخلية الإسبانية أنه «عند الساعة 14.00 بالتوقيت المحلي (13.00 بتوقيت إسبانيا) أعادت البعثة القنصلية بإدارة سفيرة إسبانيا إلى أوكرانيا سيلفيا كورتيس فتح سفارة إسبانيا في كييف» بمؤازرة قوات خاصة تابعة للشرطة. وأجلت مدريد سفيرتها والطاقم الدبلوماسي لسفارتها من العاصمة الأوكرانية إلى بولندا غداة الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير. من جانب آخر، من المقرر أن يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في موسكو، الثلاثاء المقبل، لبحث الغزو الروسي على أوكرانيا، وفقا لمصادر بالكرملين. وأعلن المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف، امس الجمعة، أنه من المقرر أيضا أن يجري غوتيريش مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. كان الأمين العام للمنظمة الدولية قد طلب عقد اجتماع مع بوتين لبحث الحرب في أوكرانيا منذ بعض الوقت. في الأثناء قال رئيس الوفد الروسي في المفاوضات مع أوكرانيا إن المفاوضين الروس والأوكرانيين أجروا محادثات الجمعة، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب «ما زالت متوقفة». وأكد كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي تقريرا إخباريا لوكالة «تاس»، يفيد أن «عدة مناقشات طويلة» جرت الجمعة مع رئيس الوفد الأوكراني في محادثات السلام بين الجانبين، دون أن يذكر تفاصيل المحادثات. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال الكرملين إن روسيا قدمت عرضا مكتوبا جديدا لكييف، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إنه لم يره أو يسمع به. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بوسع الجانبين استئناف جهود السلام المتعثرة، بعد أكثر من 8 أسابيع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي تصريحات منفصلة الجمعة، بدا لافروف، الذي سبق أن اتهم كييف بالتباطؤ في عملية السلام، متشائما إزاء محادثات السلام. وقال في إفادة صحفية: «لقد توقفوا الآن لأن اقتراحنا الأخير الذي سُلم للمفاوضين الأوكرانيين قبل حوالي 5 أيام وتمت صياغته مع أخذ التعليقات التي تلقيناها منهم في الاعتبار، لا يزال من دون إجابة». وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل في اتصال هاتفي في وقت سابق من الجمعة، إن كييف تبدي عدم استعداد للبحث عن حلول مقبولة للطرفين. واتهم بوتين الجانب الأوكراني بأنه «متردد ويغير أقواله» في المفاوضات. وبعد إحراز بعض التقدم الواضح في مارس، توترت الأجواء في محادثات السلام بسبب الاتهامات الأوكرانية للقوات الروسية بارتكاب فظائع في بلدة قرب كييف في أثناء انسحابها من المنطقة. ونفت روسيا الاتهامات، وقالت إنها تهدف إلى عرقلة جهود السلام وتستخدم ذريعة لفرض مزيد من العقوبات الغربية على موسكو. على صعيد اخر، أعلنت موسكو أنها تسعى للسيطرة على جنوب اوكرانيا ومنطقة دونباس بالكامل، بعد شهرين على غزو الجيش الروسي الذي اتهمته الأمم المتحدة الجمعة بارتكاب أعمال «قد ترقى الى جرائم حرب». وقال مسؤول عسكري روسي كبير الجمعة إن «أحد أهداف الجيش الروسي هو بسط سيطرة كاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا»، في إشارة إلى «المرحلة الثانية من العملية الخاصة» التي تهدف بين أمور أخرى إلى «ضمان ممر بري باتجاه شبه جزيرة القرم». وكانت موسكو قد قرّرت سحب قواتها من محيط كييف ومن شمال أوكرانيا في نهاية مارس، لتركيز عملياتها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها. بينما أوكرانيا التي حصلت من الغرب على شحنات أكبر من الأسلحة في الأيام الأخيرة، تواصل التأكيد على قدرتها على إخراج القوات الروسية من البلاد. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس: «يمكنهم فقط تأخير الأمر المحتم، اللحظة التي سيضطر فيها الغزاة إلى الانسحاب من أراضينا وخصوصا ماريوبول». وأكدت كييف أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي تقول موسكو إنها «حررتها»، ما زالت تقاوم القوات الروسية، مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأوكرانيين يواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع آزوفستال الهائل للصناعات المعدنية الذي يتحصن فيه أيضا مدنيون. يأتي ذلك بينما أكدت وزارة الدفاع الروسية، امس الجمعة، أن وزارة الخارجية الأمريكية تحاول الكذب بشأن مزاعم سيطرة النازيين على ماريوبول، مؤكدة أن هذه المزاعم مساعدة وهمية ومباشرة للإرهاب. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية، امس، عن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية اللواء إيجور كوناشينكوف «إن المحاولات المتوترة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للكذب بشأن مزاعم استمرار السيطرة على ماريوبول من قبل الرعاع النازيين، هي تواطؤ وهمي ومباشر مع إرهابيين على مستوى رفيع من الدولة».
مشاركة :