روسيا للسيطرة التامة على دونباس وجنوب أوكرانيا

  • 4/23/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى روسيا إلى السيطرة الكاملة على جنوب أوكرانيا ومنطقة دونباس من أجل إقامة جسر بري نحو شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، كما قال جنرال في الجيش الروسي الجمعة. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن روستام مينيكاييف نائب قائد قوات المنطقة العسكرية الروسية الوسطى قوله خلال لقاء مع شركات المجمع الصناعي-العسكري الروسي في إيكاترينبورغ (الأورال) "منذ بداية المرحلة الثانية من العملية الخاصة والتي بدأت قبل يومين، أحد أهداف الجيش الروسي هو بسط سيطرته الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا". واضاف "سيضمن ذلك ممرا بريا إلى شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى إجهاد البنى التحتية الحيوية للاقتصاد الأوكراني، موانئ البحر الأسود التي تسلّم عبرها المنتجات الزراعية والمعدنية". ويبدو أن هذه التصريحات تؤكد أن روسيا تسعى أيضا لاحتلال أوديسا، الميناء الأوكراني الكبير والمدينة الثالثة في البلاد. وبحسب مينيكاييف، فإن السيطرة على جنوب أوكرانيا من شأنها أن تسهّل مساعدة الانفصاليين الموالين لروسيا في ترانسدنيستريا الذين سيطروا على هذه المنطقة من مولدافيا المتاخمة لغرب أوكرانيا منذ العام 1992. وأكد أن "السيطرة على جنوب أوكرانيا هي أيضا ممر إلى ترانسدنيستريا حيث يضطهد السكان الناطقون بالروسية". ومولدافيا هي دولة سوفياتية سابقة ناطقة بالرومانية يحكمها نظام موال للغرب. ويصف الكرملين هجومه في أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير بأنه عملية خاصة لحماية السكان الناطقين بالروسية. وهو يؤكد أنه لا يريد احتلال أوكرانيا المجاورة لروسيا ويشدد على أن المهمة المحددة حاليا هي "تحرير" دونباس مع حلفائه الانفصاليين في هذه المنطقة. وقال مينيكاييف "نحارب العالم بأسره، في الوقت الراهن، كما حدث أثناء الحرب الوطنية العظمى (الاسم الذي أطلق على الحرب العالمية الثانية في روسيا)، كانت أوروبا كلها والكوكب بأسره ضدنا في ذلك الوقت. والآن يتكرر ذلك. لم يحبوا روسيا مطلقا". إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، أمس الجمعة أن المفاوضات الروسية اليابانية بشأن جزر الكوريل باتت من الماضي ولن تستمر. وقال بيسكوف للصحفيين: "أصبحت اليابان دولة غير صديقة لروسيا ومن الصعب للغاية التحدث عن مواصلة عملية المفاوضات بشأن جزر الكوريل الأربع التي تعد جزءا لا يتجزأ من روسيا"حسبما ذكرت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية. وأضاف: "من الواضح، الآن بعد أن أصبحت اليابان دولة غير صديقة وانضمت إلى مجموعة الدول العدائية لروسيا بالطبع من الصعب للغاية التحدث عن مواصلة عملية المفاوضات، والجزر الأربع هي أراضي روسية غير قابلة للتصرف". وتخوض الدولتان نزاعا منذ أكثر من 75 عاما، حول مجموعة من الجزر المعروفة باسم جزر الكوريل الجنوبية في روسيا، والأراضي الشمالية في اليابان. واستولى الاتحاد السوفيتي، السابق، على الجزر المتنازع عليها في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وطرد آلاف السكان اليابانيين منها. وقال تقرير لوزارة الخارجية اليابانية نشرته على موقعها الإلكتروني الجمعة إن: "الأراضي الشمالية يابانية أصيلة، تخضع حاليا لاحتلال غير شرعي من قبل روسيا". "جرائم حرب" اتهمت الأمم المتحدة الجمعة الجيش الروسي بارتكاب أعمال "قد ترقى إلى جرائم الحرب" في أوكرانيا منذ الغزو في 24 فبراير، بما في ذلك قصف عشوائي أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير مدارس ومستشفيات. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف "القوات المسلحة الروسية قصفت بشكل عشوائي مناطق مأهولة ما أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير مستشفيات ومدارس وبنى تحتية مدنية أخرى، وكلها أعمال قد ترقى إلى جرائم حرب". وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه "خلال هذه الأسابيع الثمانية، لم يتم تجاهل القانون الإنساني الدولي فحسب بل رمي بعيدا على ما يبدو". كذلك، وثّقت الأمم المتحدة "عمليات قتل بما فيها إعدامات بإجراءات موجزة" لخمسين مدنيا في بلدة بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية كييف، وفق شامداساني. وأشارت إلى أن بعثة الأمم المتحدة "وثقت أيضا ما يبدو أنه استخدام أسلحة ذات تأثيرات عشوائية، ما تسبب في وقوع إصابات بين المدنيين وإلحاق أضرار بأهداف مدنية، من قبل القوات المسلحة الأوكرانية في شرق البلاد". وأضافت أنه منذ بدء الحرب في 24 فبراير حتى منتصف ليل 20 أبريل، وثقت بعثة الأمم المتحدة مقتل 2345 مدنيا وإصابة 2919 آخرين. وقالت باشليه "نعلم أن الأرقام الفعلية ستكون أعلى بكثير مع ظهور فظائع في مناطق القتال العنيف، مثل ماريوبول". تجنب مواجهة عسكرية قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يجب على حلف شمال الأطلسي تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا قد تؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، وذلك في مقابلة مع مجلة دير شبيغل ردا على سؤال حول تقاعس ألمانيا عن تسليم أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا. ويواجه شولتس انتقادات متزايدة في الداخل والخارج بسبب إحجام حكومته الواضح عن تسليم أسلحة ثقيلة، مثل الدبابات ومدافع الهاوتزر، إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد الهجمات الروسية فيما يكثف الحلفاء الغربيون مساعداتهم العسكرية لكييف. وردا على سؤال في مقابلة موسعة نُشرت أمس عن سبب اعتقاده أن تسليم الدبابات يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية، قال إنه لا توجد قاعدة تنص على متى يمكن اعتبار ألمانيا طرفا في الحرب في أوكرانيا. ونقلت الصحيفة عنه قوله "لهذا السبب، من المهم للغاية أن نفكر في كل خطوة بحذر شديد وأن ننسق بشكل وثيق مع بعضنا البعض. تجنب التصعيد تجاه الحلف يمثل أولوية قصوى بالنسبة لي". وأضاف "عواقب الخطأ ستكون مأساوية". من ناحية أخرى، دافع شولتس عن قراره بعدم الإنهاء الفوري لواردات ألمانيا من الغاز الروسي ردا على ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وقال "لا أفهم على الإطلاق كيف سينهي حظر الغاز الحرب" مضيفا أنه يعتقد أن لو كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي بالا للأمور الاقتصادية "لما كان ليبدأ هذه الحرب المجنونة". ومضى بالقول "ثانيا، أنت تتحدث كما لو كان الأمر يتعلق بالمال. ولكن الأمر يتعلق بتجنب أزمة اقتصادية حادة وفقدان ملايين الوظائف والمصانع التي لن تفتح أبوابها مرة أخرى أبدا". وقال شولتس إن هذا سيكون له عواقب وخيمة ليس فقط بالنسبة لألمانيا ولكن أيضا على أوروبا والتمويل المستقبلي لإعادة إعمار أوكرانيا.

مشاركة :