قالت مصادر مطلعة إن "رينو" تدرس بيع جزء من حصتها في "نيسان"، وهي خطوة قد توفر لها مليارات اليورو من أجل التحول إلى السيارات الكهربائية وتخفيف التوترات الطويلة مع شريك التحالف. قد ترغب "نيسان" نفسها في شراء بعض الأسهم، البالغ عددها 1.83 مليار سهم، في شركة تصنيع السيارات اليابانية التي تمتلكها "رينو"، وفقاً لأشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لسرية المحادثات. وأضافوا أن "رينو" قد تسعى إلى مستحوذين آخرين لشراء جزء من حصتها البالغة 43% في "نيسان". رفض المتحدثون باسم "رينو" و"نيسان" التعليق. صعدت أسهم "رينو" بنحو 8.3% في تمام الساعة 11:35 صباحاً، يوم الجمعة، في تعاملات باريس. ستتمكن "رينو"، من خلال تقليص حصة قيمتها 983.5 مليار ين (7.1 مليار يورو)، من إعادة التوازن إلى التحالف الممتد لـ23 عاماً دون تفكيكه. كان الهيكل غير المتوازن للمساهمين مصدر معاناة لتكتلات المديرين التنفيذيين في "نيسان" خلال السنوات الماضية، وتمتلك "نيسان" بسببه نحو 15% فقط من "رينو" وتفتقر إلى حقوق التصويت. قد تساعد عملية البيع في تمويل التغيير الهيكلي الكبير الذي أطلقه لوكا دي ميو، الرئيس التنفيذي لـ"رينو"، في فبراير. تُفكر الشركة في تفكيك أعمال السيارات الكهربائية وإدراجها بشكل منفصل، في حين قد تبحث عن شريك لتعزيز قوة أعمالها العريقة. قالت المصادر إن أحد الخيارات يتعلق بـ"جيلي هولدينغ غروب" في تشجيانغ الصينية، التي تسيطر على "فولفو كار"، بعدما توصلت "رينو" إلى اتفاقية إنتاج مشترك مع "جيلي" لمصنع في كوريا الجنوبية في وقت سابق من هذا العام. قال الطرفان إنهما قد يتعاونان سوياً في الصين. ورفض ممثل "جيلي" التعليق على الأمر. العامل الروسي انشغل دي ميو، البالغ من العمر 54 عاماً، بخطاه الواسعة نحو تحويل "رينو" قبل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أجبرها على البدء في الخروج المُكلف من ثاني أكبر أسواقها. قالت مصنّعة السيارات إنها ستتحمل تكاليف غير نقدية بحوالي 2.2 مليار يورو (2.4 مليار دولار) من أصولها الروسية التي تتضمن مصنعاً في موسكو. تُقيِّم الشركة خياراتها المتعلقة بحصتها في " AvtoVaz" مُصنّعة "لادا"، وقد تحاول نقل ملكيتها إلى مستثمر محلي. قالت المصادر إن المفاوضات السرية لإعادة تشكيل تحالف "رينو" و"نيسان" قد تستغرق عدة أشهر. في نفس الوقت، قد يشمل فصل سيارة "رينو" الكهربائية أصول "نيسان"، وفقاً للأشخاص المطلعة، مضيفين أن "نيسان" ستكون كذلك شريكاً في عمليات محركات الاحتراق والهجين العريقة لدى شركة تصنيع السيارات الفرنسية. قال المدير المالي تييري بيتون للمحللين، يوم الجمعة، إن الشركتين تعملان سوياً على الإصلاح الهيكلي لـ"رينو". أفاد بيتون: "تعرف (نيسان) الأمر ومن الواضح أننا نريد مناقشته معهم". ثروات "نيسان" إذا قررت "رينو" البيع، ستكون "نيسان" في وضع أفضل لإعادة شراء أسهمها مما كانت عليه قبل عام. تمتلك الشركة، ومقرها يوكوهاما في اليابان، نحو 2 تريليون ين (15.6 مليار دولار) من النقد والنقد المعادل، وتسير الأرباح التشغيلية للسنة المالية نحو نتائج إيجابية لأول مرة منذ عام 2019. يتجه أشواني غوبتا، الرئيس التنفيذي للعمليات في "نيسان"، إلى باريس الأسبوع المقبل للتباحث مع دي ميو، الرئيس التنفيذي لـ"رينو"، قبل الاجتماع الأوسع بين المديرين التنفيذيين لـ"رينو" و"نيسان" في طوكيو الشهر المقبل. أوشك التوتر المحيط بالطبيعة غير المتكافئة لعلاقات الشركتين على تدمير التحالف بعد اعتقال الرئيس السابق كارلوس غصن في اليابان عام 2018. ركزت الشركتان منذ ذلك الحين على خطط تحول منفصلة سعت إلى تخطي الأضرار التي سببتها الإطاحة بغصن والوباء. كانت مفاوضات عام 2019 تهدف إلى إعادة التوازن للتحالف الفرنسي الياباني الذي يضم كذلك "ميتسوبيشي موتورز"، ولكنها لم تراجع المسائل التشغيلية والإدارية الحيوية للغاية حتى الآن. روابط غير قابلة للكسر قد يؤدي تقليص حصة "رينو" إلى 15% المماثلة لملكية "نيسان" في "رينو"، لتحقيق نحو 4.65 مليار يورو بالأسعار الحالية. من غير المرجح أن تبيع مُصنِّعة صناعة السيارات، ومقرها ضواحي باريس، الحيازة الكاملة لأن ذلك قد يُضعف التحالف. قال بعض الأشخاص إن اتفاقية التشغيل الحاكمة للشراكة، المعروفة باسم "راما"(RAMA) ، ستحتاج إلى تعديل بعد تغيير حصص المساهمة. كانت هذه الاتفاقية مصدر خلاف دائم بين الشريكين، مثلما كانت حصة الدولة الفرنسية البالغة 15% في "رينو" بحقوقها التصويتية المزدوجة. وضع التحالف خططًا لتعزيز العلاقات التشغيلية والاستثمار في الكهربة خلال شهر يناير، مما قد يُعقّد أي فصل لأعمال "رينو" و"نيسان" في مجال السيارات الكهربائية. قال آنذاك جان دومينيك سينارد، رئيس "رينو"، إن روابط الشركتين الوثيقة ستكون "غير قابلة للكسر بالكامل".
مشاركة :