) تحليل إخباري: امتداد التوتر في القدس إلى قطاع غزة ينذر باحتمالية نشوب مواجهة جديدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

  • 4/23/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع مراقبون إسرائيليون أن امتداد التوتر في المسجد الأقصى شرق مدينة القدس إلى قطاع غزة ينذر باحتمالية نشوب مواجهة جديدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة على غرار ما حدث العام الماضي. ويرى مراقبون أن جميع الظروف الموجودة حاليا مشابهة تماما لتلك التي أدت إلى اندلاع تصعيد عسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة واستمر لمدة 11 يوما في مايو 2021 خلال شهر رمضان. وفي أحدث تطور للتوتر في القدس، أطلق نشطاء فلسطينيون يوم (الأربعاء) الماضي قذيفة صاروخية من قطاع غزة تجاه بلدة سديروت جنوب إسرائيل، هي الثانية في غضون يومين، حيث أطلق نشطاء قذيفة صاروخية تجاه إسرائيل واعترضتها منظومة القبة الحديدية يوم (الاثنين) الماضي، فيما ردت إسرائيل بقصف مواقع تتبع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة على الحادثتين. ويشهد المسجد الأقصى منذ يوم (الجمعة) الماضية صدامات عنيفة ما بين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية، حيث تتزامن احتفالات الإسرائيليون بعيد الفصح اليهودي مع شهر رمضان لدى المسلمين وأصيب خلال هذه الصدامات التي وقعت في الحرم القدسي المعروف لدى اليهود باسم "جبل الهيكل" أكثر من 200 فلسطيني . ويعتبر المسجد الأقصى نقطة ساخنة ومقدسة لكل من المسلمين واليهود، ويقع في شرق مدينة القدس، وهي منطقة سيطرت عليها إسرائيل مع باقي الضفة الغربية في حرب العام 1967 في الشرق الأوسطـ، وضمتها بعد ذلك بوقت قصير في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي. وقال الكاتب والمحلل السياسي عاموس هرئيل إن الوضع الأمني المتوتر بقي على حاله في ساحات النزاع الفلسطيني بدون إشارات لانعطافة حاسمة سواء كانت للأفضل أو للأسوأ مع الإمكانية الكامنة للانفجار تبقى مرتفعة. وأضاف هرئيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن السبب في ارتفاع مؤشرات انفجار الوضع يعود إلى خطوات إسرائيل في المدينة المقدسة خاصة وتهديد عضو الكنيست اليميني بن غفير بنقل مكتبه البرلماني إلى البلدة القديمة وهو حافز قوي للتصعيد". وذكرت الإذاعة العبرية العامة، أنه بعد إطلاق الصورايخ من قطاع غزة، أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي للجيش بالاستعداد للتصعيد واحتمال شن عملية عسكرية أخرى ضد قطاع غزة. ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم أنه مع تصاعد وتيرة الأحداث في القدس، من المتوقع أن يشتد اتجاه التوتر في الأيام العشر المقبلة قبيل احتفال المسلمين بليلة القدر وعيد الفطر الذي يأتي بعد انتهاء شهر رمضان. وأوضح بن مناحيم أن التوترات تأتي بالتزامن مع زيارة وفد من الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط في مساعي لتهدئة الوضع. وأشار بن مناحيم لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن مواصلة "حماس إثارة التوتر في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) وتنقيط الصواريخ من غزة على إسرائيل قد يؤدي إلى جولة جديدة من القتال على حدود غزة". وشدد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد خلال لقائه مع وفد الخارجية الأمريكية في مدينة القدس يوم أمس أن إسرائيل "لن تقبل بإطلاق أي صواريخ من قطاع غزة". وقال لابيد إن إسرائيل "ستحافظ وستواصل الحفاظ على الوضع الراهن في جبل الهيكل وليس لديها أي نية لتغييره". وفي هذا السياق، يقول أمر بوخبوط الكاتب الصحفي إن إسرائيل بعثت رسائل تهديد واضحة إلى قيادة حماس بأنها لن تتحمل المزيد من إطلاق الصواريخ وستضطر إلى تكثيف ردودها وإلحاق الأذى بالجمهور الفلسطيني مثل منع مغادرة العمال وتصدير البضائع واستيرادها وتعزيز المشاريع الاقتصادية والبنية التحتية. وأضاف بوخبوط لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه كان الهدف من الضربات الأخيرة على غزة هو إرسال رسالة إلى قيادة حماس مفادها أن لدى إسرائيل "رد حاسم" إذا استمر التحريض من قبل حماس تجاه الضفة والقدس. ومن جانبه، يرى المحلل السياسي ناحوم برنياع أن ما يحدث في القدس والمسجد الاقصى "كفيل" بأن يقرر ما سيحدث في الأيام والساعات القادمة في القدس وغزة والمدن الإسرائيلية المختلطة. وقال برنياع لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن ما يحدث أيضا سيكون له شأن في تقرير مصير الحكومة الإسرائيلية التي فقدت أغلبيتها مؤخرا. وخلال العام الماضي، شهدت إسرائيل توترات داخلية خلال عملية حارس الأسوار على غزة داخل المدن الإسرائيلية والمدن المختلطة. وفي هذا السياق يقول نداف شرغاي إن حماس تحاول "جر العرب داخل إسرائيل إلى المعركة التي تخوضها مع إسرائيل دون أن تدفع على ذلك أثمان في غزة". وأوضح شرغاي أن ما يحدث في القدس هذه الأيام مشابه تماما للأحداث التي سبقت عملية حارس الأسوار قائلا "توجد أحداث وقعت في الأيام الأخيرة تدل على أن حماس مصممة على تكرار أحداث مايو 2021 هذه السنة أيضا بل وبشدة أكبر، خاصة فيما يتعلق بالعرب داخل إسرائيل". ووفقا للكاتبة دانا بن شمعون، فإن حماس نقلت رسائل إلى إسرئيل أن عملية إشراك غزة فيما يحدث حاليا ليس سوى مسألة وقت "إذا تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء في القدس".■

مشاركة :