المقاتلون الأوكرانيون يتشبثون بآخر معاقلهم في ماريوبول

  • 4/22/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشبث المقاتلون الأوكرانيون بآخر معاقلهم في ماريوبول الجمعة بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النصر في أكبر معارك الحرب، إذ قال إن المدينة الساحلية "تحررت" بعد أسابيع من القصف المستمر. لكن الولايات المتحدة شككت الخميس في مزاعم بوتين، وقالت إنها تعتقد أن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على الوضع في المدينة. وأمر بوتين قواته بمحاصرة مصنع ضخم للصلب يتحصن به الأوكرانيون الذين رفضوا إنذارا سابقا بالاستسلام أو الموت. وقالت أوكرانيا إن بوتين يريد تجنب أي اشتباك نهائي مع قواتها في ماريوبول، حيث تنقصه القوات اللازمة لهزيمتها. لكن مسؤولين أوكرانيين طلبوا بدورهم مساعدة لإجلاء المدنيين والجنود المصابين. وفي اجتماع في الكرملين بثه التلفزيون، هنأ بوتين وزير الدفاع والقوات الروسية على "الجهود القتالية من أجل تحرير ماريوبول"، وقال إن اقتحام المنطقة الصناعية التي تضم مصنع آزوفستال للصلب غير ضروري. وأضاف "لا توجد حاجة إلى تسلق هذه السراديب والزحف تحت الأرض عبر هذه المنشآت الصناعية... أغلقوا هذه المنطقة الصناعية كي لا يتسنى ولو لذبابة دخولها". وماريوبول هي مدينة ساحلية رئيسية في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وتقع بين مناطق يسيطر عليها انفصاليون مدعومون من روسيا والقرم. والسيطرة على المدينة سيتيح لروسيا التواصل مع المنطقتين. وعلى الرغم من إعلان بوتين عن الفوز بأول جائزة منذ إبعاد قواته من العاصمة كييف وشمال أوكرانيا في الشهر الماضي، فإن ذلك لا يصل إلى مستوى النصر الذي لا لبس فيه، والذي تطمح له موسكو بعد شهور من القتال الذي حول المدينة إلى أنقاض. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة في وقت متأخر مساء الخميس "إنهم يؤجلون ما هو محتم فحسب. سيأتي الوقت الذي سيضطر فيه الغزاة إلى مغادرة أراضينا، بما في ذلك ماريوبول: المدينة التي تواصل مقاومة روسيا بغض النظر عما يقوله المحتلون". وكثفت روسيا هجماتها في شرق أوكرانيا هذا الأسبوع، ونفذت ضربات طويلة المدى على أهداف أخرى، منها كييف ومدينة لفيف في غرب البلاد، حيث أسفرت الصواريخ عن مقتل سبعة أشخاص الاثنين. ووافقت واشنطن على منح أوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار الخميس، تشمل مدفعية ثقيلة وطائرات "الشبح" المسيرة، التي تم الكشف عنها في الآونة الأخيرة التي تُدمر بعد قصف أهدافها. وتشهد ماريوبول، التي كان يقطنها 400 ألف نسمة وشهدت أعنف المعارك في الحرب منذ بدء الغزو الروسي، أسوأ أزمة إنسانية أيضا. ووفقا للتقديرات الأوكرانية لقي عشرات الآلاف من المدنيين حتفهم في ماريوبول. وتقدر الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر عدد الضحايا المدنيين بالآلاف على الأقل. وشاهد الصحافيون الذين وصلوا إلى ماريوبول خلال الحصار الجثث متناثرة في الشوارع، وكافة مباني المدينة تقريبا مدمرة، والسكان يختبئون في الأقبية شديدة البرودة ويخاطرون بالخروج للطهي على مواقد متنقلة أو دفن الجثث في الحدائق. وتحصن المقاتلون الأوكرانيون داخل مجمع آزوفستال للصلب بفضل مبانيه الضخمة والثكنات والأنفاق تحت الأرض. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيرشيتشوك إن هناك حاجة إلى إجلاء ألف مدني و500 جندي مصاب من المصنع على الفور، واتهمت القوات الروسية بعدم فتح ممر آمن قالت إنه تم الاتفاق عليه. وتقول روسيا إنها أجلت 140 ألف مدني من ماريوبول في عمليات إجلاء إنسانية، لكن كييف ذكرت أن بعضهم نُقل قسرا، وهو ما يعتبر جريمة حرب. واقترح أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام بمناسبة عيد القيامة عند المسيحيين الأرثوذوكس الذين ينتمي إليهم معظم سكان أوكرانيا وروسيا. ويوافق عيد القيامة يوم الأحد الرابع والعشرين من أبريل. واقترحت رابطة أوكرانية للكنائس والأوساط الدينية هدنة خلال فترة عيد القيامة، وحث رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية على إلغاء قداس الليل في عيد القيامة خشية التعرض لقصف روسي. وذكر الرئيس الأوكراني زيلينسكي الخميس أن روسيا "رفضت اقتراح تنفيذ هدنة في عيد القيامة". ولم يتضح أي اقتراح هدنة كان يشير إليه زيلينسكي.

مشاركة :