علماء أميركيون يستعملون تقنية "كريسبر" لاكتشاف علاج جديد للإيدز

  • 4/23/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يأمل بعض الخبراء في التوصل إلى اكتشاف رائد في سياق المجهودات المبذولة لإيجاد دواء مضاد لفايروس نقص المناعة البشرية باستخدام تكنولوجيا من عالم التحرير الجيني الناشئ. واستخدم الباحثون في جامعة نورث وسترن تقنية “كريسبر” -وهي تقنية لتحرير الجينات- لتحديد أجزاء الفايروس التي تعتبر أساسية في قدرته على إصابة خلايا الدم البشرية والتكاثر. وفي حين أن الطريق لا يزال طويلا، يأمل الباحثون أن يفتح اكتشافهم الباب للمزيد من التحقيقات التي ستؤدي في النهاية إلى تطوير علاج أو لقاح للفايروس. وقاد الدكتور جود هولكويست البحث الذي نُشر في وقت سابق من هذا الشهر في “ناتشر كمينيكيشن”، حيث عمل الباحثون على اكتشاف أجزاء التركيب الجيني للفايروس المسؤولة عن قدرته على التكاثر والعدوى. وكان هدفهم هو المساعدة على سد الفجوة الموجودة حاليا في علاج فايروس نقص المناعة البشرية. وحاليا يمكن للشخص المصاب بفايروس نقص المناعة البشرية استخدام “كوكتيل” -كما يوصف غالبا- من الأدوية المضادة للفايروسات القهقرية. وقال هولكويست “كيف يمكننا تحسين العلاجات الحالية التي نقدمها للأشخاص لمنع انتقال العدوى والتوصل إلى علاج محتمل؟”، لقد كان السؤال الذي يحاول فريق البحث الإجابة عنه. ويمكن لمن يعاني من فايروس نقص المناعة البشرية تناول الأدوية المضادة للفايروسات القهقرية إلى الأبد، ما يمنع الفايروس من التكاثر والتفاقم، ويمنع أيضا من نقل العدوى إلى شخص آخر. وإذا توقف عن تناول هذه الأدوية فإن العدوى ستعود، ومن المحتمل أن تتطور إلى الإيدز وتعيد فتح الباب لنقل العدوى. وباستخدام “كريسبر” حدد الباحثون 86 جينا يلعب دورا في قدرة الفايروس على التسبب في المرض، مشيرين إلى أن 40 منها على الأقل لم يتم التحقيق من دورها في دعم فايروس نقص المناعة البشرية. ووصفت هذه الجينات المكتشفة حديثا بأنها “طرق” جديدة للنظر فيها، في بيان نشرته الجامعة. وهذه مجرد بداية لما يأمل هولكويست وفريقه أن يكون دفعة أكبر لاستكشاف علاجات محتملة لفايروس نقص المناعة البشرية. وقالت الدكتورة كاثي ليدل، مديرة مركز القانون والطب وعلوم الحياة بجامعة كمبريدج في المملكة المتحدة، “إن تقنية كريسبر هي أداة قوية جعلت عملية التحرير الجيني أسرع وأكثر دقة وأرخص وأيسر من حيث التشغيل. ◙ يمكن لمن يعاني من فايروس نقص المناعة البشرية تناول الأدوية المضادة للفايروسات القهقرية إلى الأبد ◙ يمكن لمن يعاني من فايروس نقص المناعة البشرية تناول الأدوية المضادة للفايروسات القهقرية إلى الأبد وهذه التكنولوجيا تقلب أيضاً الموازين من الناحية الاجتماعية حيث أن لها تطبيقات عديدة بما في ذلك على مجالات الطب البشري والزراعة والوقود الأحيائي”. وتجرى منذ أكتوبر 2020 115 تجربة إكلينيكية باستخدام تكنولوجيات التحرير الجيني البشري، وفقاً لمركز التحرير الجيني البشري في منظمة الصحة العالمية، وقد شمل ذلك أيضا علاج الأمراض الوراثية المنتشرة مثل فقر الدم المنجلي وثلاسيميا بيتا. وفي شهر مارس 2020 وصف أول علاج جيني باستخدام تقنية “كريسبر” لشخص يعاني من حالة نادرة تعرف باسم “أل سي أ 10” وهي تسبب عمى الأطفال ولا يوجد لها علاج آخر في الوقت الحالي. وقد استخدم العلاج في هذه الحالة للقضاء على تحول جيني (CEP290). وقد استخدم العلماء تقنية تحرير الجينات “كريسبر” لمنع انتقال فايروس سارس كوف ـ 2 بنجاح في الخلايا البشرية المصابة، وفقا لدراسة جديدة قد تمهد الطريق لعلاجات جديدة لكوفيد – 19. وقال باحثون في أستراليا في دورية “ناتشر كمينيكيشن” إن الأداة كانت فعالة ضد انتقال الفايروس في الاختبارات المعملية، مضيفين أنهم يأملون في بدء التجارب على الحيوانات قريبا. وأظهرت تقنية “كريسبر” -التي تسمح للعلماء بتغيير تسلسل الحمض النووي وتعديل وظيفة الجينات- بالفعل نتائج واعدة في القضاء على الترميز الجيني الذي يحرك تطور سرطان الأطفال. واستخدم الفريق في الدراسة -التي صدرت في يوليو الفارط- إنزيم كريسبر الذي يرتبط بتسلسلات الحمض النووي الريبوزي ذات الصلة بفايروس كورونا الجديد ويؤدي إلى تدهور الجينوم الذي يحتاجه للتكاثر داخل الخلايا البشرية. وقالت الكاتبة الرئيسية شارون لوين -من معهد بيتر دوهرتي الأسترالي للعدوى والمناعة- لوكالة فرانس برس إن “الفريق صمم أداة كريسبر للتعرف على فايروس سارس كوف – 2 المسؤول عن مرض كوفيد – 19. وأضافت “بمجرد التعرف على الفايروس، يتم تنشيط إنزيم كريسبر ويقطع الفايروس. لقد استهدفنا عدة أجزاء من الفايروس، أجزاء مستقرة جدا ولا تتغير وأجزاء شديدة التغير، وعملنا جميعا بشكل جيد للغاية في تقطيع الفايروس”. الباحثون يأملون أن يفتح اكتشافهم الباب للمزيد من التحقيقات التي ستؤدي في النهاية إلى تطوير علاج للفايروس ونجحت هذه التقنية أيضا في إيقاف التكاثر الفايروسي في عينات من المتغيرات المثيرة للقلق مثل ألفا. وأشارت لوين إلى أن استخدام تقنية “كريسبر” في الطب على نطاق واسع ربما تكون على بعد “سنوات، وليس شهورا”. لكنها أصرت على أن الأداة يمكن أن تظل مفيدة في معالجة كوفيد – 19. وقال المؤلف المشارك في الدراسة محمد فريح -من مركز بيتر ماكالوم للسرطان- “هناك فائدة أخرى للدراسة تتمثل في إمكانية تطبيق التقنيةالمتطورة على أمراض فايروسية أخرى مثل الايدز”. وتابع “على عكس الأدوية التقليدية المضادة للفايروسات، تكمن قوة هذه الأداة في مرونة تصميمها وقدرتها على التكيف، ما يجعلها دواء مناسبا ضد العديد من الفايروسات المسببة للأمراض بما في ذلك الإنفلونزا والإيبولا وربما فايروس نقص المناعة البشرية”. ويشار إلى أن التقنية تثير جدلا واسعا في المجتمع العلمي، فرغم إمكانية استخدامها بشكل مفيد في المجال الطبي يقول المنتقدون إن التجارب التي تعتمد هذه التقنية يمكن استغلالها في محاولة تعديل الصفات الوراثية للإنسان، وهو ما يسبب مخاوف أخلاقية وأمنية.

مشاركة :