في شهر رمضان المبارك وتحديدًا في العشر الأواخر منه يجتهد المسلمون بالعبادة، ويتقربون إلى ربهم _عز وجل_ بالصلاة والقيام وقراءة القرآن. لكن قد يلتبس لدى البعض مفهوم صلاة التهجد وصلاة القيام، فيظنون أنها ذات الصلاة ولا فرق بينهما، إلا أننا ومن خلال السطور التالية سنوضح لكم مفهوم كل من هاتين العبادتين والفرق بينهما. بداية لابد لنا أن نعلم معنى كلمة التهجد لغويًّا، فالمعنى دائمًا هو ما يوضح الفرق، فكلمة التهجُّد في اللغة العربية تطلق على مَعانٍ كثيرة؛ فالنوم في الليل يُسمّى تهجُّدًا، كما أنّ السَّهر في الليل يُسمّى تهجُّدًا، والتهجُّد يُطلَق على الصلاة في الليل، كما عرّف بعض العلماء التهجُّد بأنّه: الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل، أو التطوُّع بصلاة نافلة غير صلاة الفرض، وتكون في الثُّلُث الأخير من الليل، أمّا المُتهجِّد في الاصطلاح الشرعيّ، فهو يطلق على الشخص الذي يستيقظ من النوم؛ للصلاة في الليل، والتهجُّد سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وواظب عليها، وهي صلاة ثابتة المشروعيّة في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة، حيث جاء ذكرها في القرآن الكريم (كانُوا قَلِيلا مِّنَ الليل مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). أما صلاة قيام الليل فالمقصود بها إحياء الليل بالصلاة، والعبادة، والذِّكر، والدعاء، ويُعَدّ انشغال العبد أثناء الليل كلّه، أو جزء منه بأيّ نوع من أنواع الطاعة المشروعة كأداء الصلاة، أو قراءة القرآن، أو الاستماع إليه، أو قراءة الحديث، أو ذِكر الله _سبحانه وتعالى_ من تسبيح، ونحوه، أو الصلاة على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بهدف التعبُّد لله قيامًا لليل. يكون وقت صلاة التهجُّد بعد القيام من النوم، وقد ورد التهجُّد في قوله _عز وجل_:(ومِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، وأفضل وقت للتهجُّد هو ثُلُث الليل الأخير الذي يكون بعد أن يَمضي نصف الليل؛ إذ يقوم الثُّلث الأوّل من النصف الثاني لليل، وينام آخره، وفي ذلك قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-:(أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا). أمّا وقت قيام الليل فقد اتّفق الفقهاء جميعهم على أنّ وقتها يبدأ بعد أداء صلاة العشاء. كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُصلّي من الليل إحدى عشرة ركعة، وفي رواية كان يُصلّي ثلاث عشرة ركعة، ولا يزيد على ذلك، وقد وصفت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- صلاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقولها:(ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)، وهذا هو العدد الذي استحبّه العلماء؛ لأنّ فيه اقتداءً بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وعدد ركعات التهجُّد لا يختلف عن عدد ركعات قيام الليل فلهما المعنى نفسه وقد نُقِل عن ابن قدامة الحنبليّ أنّ الاختلاف في عدد الركعات الواردة عنه -صلّى الله عليه وسلّم- قد يكون نتيجة صلاته بالعدَدَين؛ أي يُصلّي في ليلة ثلاث عشرة ركعة، ويُصلّي في أخرى إحدى عشرة ركعة، وللمُصلّي أن يُصلّي أقلّ من ذلك، أو أكثر من ذلك بحسب قدرته، واستطاعته؛ فقد اتّفق المسلمون على أنّ صلاة الليل لم تُقيَّد بعددٍ مُحدَّد، وإن زاد المسلم في عدد الركعات كان أجرُه أكبر. قبل البدء في صلاة التهجد لا بد من النية الصادقة للاستيقاظ من النوم في جوف الليل، والتوضؤ، ثم بدء صلاته بركعتين خفيفتين، ويصلي ركعتين، ركعتين كما ثبت عن صلاة النبي _صلى الله عليه وسلم_ مثنى، مثنى، ويستحب أن يوقظ أهل بيته للصلاة، والإطالة في الركوع والسجود والإكثار من التسبيح وطلب الدعاء في السجود، وأثناء الصلاة لا بد من الجهر بالقراءة حتى لا يغلب المصلي النعاس، وتكون القراءة سرية في الجوف، ويفضل الإطالة في قراءة القرآن الكريم بجزء أو أكثر، والتدبر وعند المرور بآيات العذاب يستجير منها، وطلب الرحمة والمغفرة عند المرور بآيات الرحمة، وفي الآيات التي يجد فيها تنزيهًا لله سبحانه وتعالى فعليه التسبيح والذكر. وتختم صلاة التهجد بالوتر كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لقوله "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا". في شهر رمضان المبارك وتحديدًا في العشر الأواخر منه يجتهد المسلمون بالعبادة، ويتقربون إلى ربهم _عز وجل_ بالصلاة والقيام وقراءة القرآن. لكن قد يلتبس لدى البعض مفهوم صلاة التهجد وصلاة القيام، فيظنون أنها ذات الصلاة ولا فرق بينهما، إلا أننا ومن خلال السطور التالية سنوضح لكم مفهوم كل من هاتين العبادتين والفرق بينهما. صلاة التهجد بداية لابد لنا أن نعلم معنى كلمة التهجد لغويًّا، فالمعنى دائمًا هو ما يوضح الفرق، فكلمة التهجُّد في اللغة العربية تطلق على مَعانٍ كثيرة؛ فالنوم في الليل يُسمّى تهجُّدًا، كما أنّ السَّهر في الليل يُسمّى تهجُّدًا، والتهجُّد يُطلَق على الصلاة في الليل، كما عرّف بعض العلماء التهجُّد بأنّه: الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل، أو التطوُّع بصلاة نافلة غير صلاة الفرض، وتكون في الثُّلُث الأخير من الليل، أمّا المُتهجِّد في الاصطلاح الشرعيّ، فهو يطلق على الشخص الذي يستيقظ من النوم؛ للصلاة في الليل، والتهجُّد سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وواظب عليها، وهي صلاة ثابتة المشروعيّة في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة، حيث جاء ذكرها في القرآن الكريم (كانُوا قَلِيلا مِّنَ الليل مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). صلاة القيام أما صلاة قيام الليل فالمقصود بها إحياء الليل بالصلاة، والعبادة، والذِّكر، والدعاء، ويُعَدّ انشغال العبد أثناء الليل كلّه، أو جزء منه بأيّ نوع من أنواع الطاعة المشروعة كأداء الصلاة، أو قراءة القرآن، أو الاستماع إليه، أو قراءة الحديث، أو ذِكر الله _سبحانه وتعالى_ من تسبيح، ونحوه، أو الصلاة على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بهدف التعبُّد لله قيامًا لليل. وقت صلاة التهجد وصلاة القيام يكون وقت صلاة التهجُّد بعد القيام من النوم، وقد ورد التهجُّد في قوله _عز وجل_:(ومِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، وأفضل وقت للتهجُّد هو ثُلُث الليل الأخير الذي يكون بعد أن يَمضي نصف الليل؛ إذ يقوم الثُّلث الأوّل من النصف الثاني لليل، وينام آخره، وفي ذلك قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-:(أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا). أمّا وقت قيام الليل فقد اتّفق الفقهاء جميعهم على أنّ وقتها يبدأ بعد أداء صلاة العشاء. عدد ركعات التهجد والقيام كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُصلّي من الليل إحدى عشرة ركعة، وفي رواية كان يُصلّي ثلاث عشرة ركعة، ولا يزيد على ذلك، وقد وصفت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- صلاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقولها:(ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)، وهذا هو العدد الذي استحبّه العلماء؛ لأنّ فيه اقتداءً بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وعدد ركعات التهجُّد لا يختلف عن عدد ركعات قيام الليل فلهما المعنى نفسه وقد نُقِل عن ابن قدامة الحنبليّ أنّ الاختلاف في عدد الركعات الواردة عنه -صلّى الله عليه وسلّم- قد يكون نتيجة صلاته بالعدَدَين؛ أي يُصلّي في ليلة ثلاث عشرة ركعة، ويُصلّي في أخرى إحدى عشرة ركعة، وللمُصلّي أن يُصلّي أقلّ من ذلك، أو أكثر من ذلك بحسب قدرته، واستطاعته؛ فقد اتّفق المسلمون على أنّ صلاة الليل لم تُقيَّد بعددٍ مُحدَّد، وإن زاد المسلم في عدد الركعات كان أجرُه أكبر. كيفية تأدية صلاة التهجد قبل البدء في صلاة التهجد لا بد من النية الصادقة للاستيقاظ من النوم في جوف الليل، والتوضؤ، ثم بدء صلاته بركعتين خفيفتين، ويصلي ركعتين، ركعتين كما ثبت عن صلاة النبي _صلى الله عليه وسلم_ مثنى، مثنى، ويستحب أن يوقظ أهل بيته للصلاة، والإطالة في الركوع والسجود والإكثار من التسبيح وطلب الدعاء في السجود، وأثناء الصلاة لا بد من الجهر بالقراءة حتى لا يغلب المصلي النعاس، وتكون القراءة سرية في الجوف، ويفضل الإطالة في قراءة القرآن الكريم بجزء أو أكثر، والتدبر وعند المرور بآيات العذاب يستجير منها، وطلب الرحمة والمغفرة عند المرور بآيات الرحمة، وفي الآيات التي يجد فيها تنزيهًا لله سبحانه وتعالى فعليه التسبيح والذكر. وتختم صلاة التهجد بالوتر كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لقوله "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا".
مشاركة :