صحيفة المرصد-متابعات:وجه الدكتور أحمد العرفج في برنامج ياهلا بالعرفج، الذي يعرض على قناة روتانا مساء كل أربعاء، ويقدمه المذيع علي العلياني، تساؤلاً للكاتب داود الشريان حيث قال : ياداود هل نحن عيال بسه ولا أولاد فأر، وذلك على خلفية المقال الذي نشره الشريان في صحيفة الحياة تحت عنوان أولاد البسه ، وأولاد الكلب. وكان الكاتب داود الشريان قد استعار بتعامل القطط والكلاب مع أطفالها أنموذجاً لتعامل بعض الدول مع شعوبها، قائلاً: تشتهر البسس أو القطط بأنها لا تهتم بمشاعر أولادها، أو رفاهيتهم، وتكتفي في تعاملها معهم بالحفاظ على الجانب الأمني. فإذا أحسّت أنهم في خطر، سرعان ما تنقلهم إلى مكان آخر، لا يهمّها أن يكون بارداً أو دافئاً، قذراً أو نظيفاً، المهم أن يكون آمناً. لذلك صار بعض الناس يقول هل نحن أولاد بسة، إذا أحسّوا أنهم يعاملون بطريقة متدنية، أو يخاطَبون بطريقة غير لائقة، على عكس القطط، تتصرّف الكلاب مع أولادها بطريقة راقية، وتراعي مسألة الدعة والنظافة والأناقة في أماكن صغارها. وإذا أردنا أن نستخدم لغة السياسة في هذا السياق، نقول إن الكلاب تضع أولادها في فنادق خمس نجوم، والقطط تضع أولادها في موتيلات شعبية. من هنا صار الناس يقولون فلان ابن كلب، كناية عن القدرة والعز، وغير ذلك من الأوصاف الخمس نجوم. وأضاف الشريان: السياسة استعارت هذين المصطلحين. هناك دول تعامل شعوبها على طريقة القطط، وأخرى تعاملها على طريقة الكلاب. فإذا قيل لك هذه دولة متخلّفة، فاعرف فوراً أنها تتصرف مع مواطنيها على طريقة القطط، وإن كانت دولة متقدمة فإنها تتصرف مع مواطنيها على طريقة الكلاب. الدول المتخلّفة تهتم بالأمن وتفرّط بسواه، تماماً مثلما تفعل القطط، والدول المتقدّمة تهتم بتفاصيل حياة مواطنيها، وتجمّل هذه التفاصيل بتعبير يقال له الرفاهية. من هنا نجد أن أولاد الكلب يتمتعون بصحة جيدة وأجسام كبيرة، و أولاد القطة يتسمون بالهزال وصغر الحجم، ويحصلون على قوتِهم بالخداع والفهلوة، فضلاً عن الخنوع، والعيش عالة على الناس، في حين يعيش أولاد الكلب بكرامة، وتتم رعايتهم في المنازل، ويُنفَق عليهم بسخاء. الجدير بالذكر أن الدكتور أحمد العرفج وصف الكاتب داود الشريان بالمتهور الذي يكتب بلا حسابات وبحدية عالية لا تقبل، ولعل ذلك ما جعله لا يستقر على صحيفة واحدة، مشيداً ببصمة الشريان الكتابية وقوة طرحة للمقال، حيث أنه يكتب برمزية وحبكة فكرية قد تكون مليئة بالألغام ولا يستطيع المراقب أن يمنعه، مشيراً إلى الرمزية التي استخدمها الشريان في مقاله الأخير واضعاً السعوديين بين خيارين إما أن يكونوا عيال بسه ، ولا أولاد كلب.
مشاركة :