أوكرانيا تهدد بمقاطعة المفاوضات إذا أجرت روسيا استفتاءات

  • 4/24/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، بانسحاب بلاده من المحادثات مع موسكو، في حال عمد الجيش الروسي إلى قتل الجنود الأوكرانيين المتحصنين في مجمع «آزوفستال» للصناعات المعدنية في مدينة ماريوبول بجنوب شرق أوكرانيا. وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي في كييف: «إذا قتل رجالنا في ماريوبول وإذا أُجريت استفتاءات زائفة في منطقة خيرسون جنوب البلاد، فإن أوكرانيا ستنسحب من أي عملية تفاوضية». وجدد زيلينسكي، أمس، دعوته إلى لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لإنهاء القتال». وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي، عقده داخل محطة مترو في وسط كييف: «أعتقد أن من بدأ هذه الأزمة يمكنه أن ينهيها»، مكرراً أنه «لا يخشى لقاء» الرئيس الروسي إذا كان ذلك سيتيح التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. من جانبه، قال مسؤول أوكراني، أمس، إن روسيا استأنفت هجومها على آخر المدافعين الأوكرانيين المتحصنين في مصنع عملاق للصلب في ماريوبول، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو انتصارها في تلك المدينة الساحلية بجنوب أوكرانيا، وأن قواتها ليست بحاجة للسيطرة على المصنع. وقال المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش إن القوات الروسية شنت هجمات جوية على مصنع «آزوفستال» وتحاول اقتحامه، مضيفاً إن «الروس يحاولون القضاء على المقاومة الأخيرة للمدافعين عن ماريوبول». وتحتدم أكبر معركة في الأزمة منذ أسابيع، مع سعي روسيا للسيطرة على مدينة يُنظر إليها على أنها حيوية لمحاولاتها لربط منطقة دونباس الشرقية بشبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها موسكو عام 2014. وقال الجنرال الروسي رستم مينكاييف، أمس الأول، إن موسكو تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل وليس فقط دونباس. وقالت أوكرانيا إن هذه التصريحات تشير إلى أن لروسيا أهدافاً أوسع من هدفها المعلن المتمثل في نزع السلاح و«القضاء على النازيين» في أوكرانيا. وتصف كييف والغرب الهجوم بأنه غير مبرر. وتحاصر القوات الروسية ماريوبول وتقصفها منذ الأيام الأولى للأزمة، متسببة في خراب مدينة كان يقطنها قبل الغزو أكثر من 400 ألف نسمة. وقال أحد مساعدي رئيس بلدية ماريوبول إن محاولة جديدة لإجلاء المدنيين باءت بالفشل أمس. وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأول، إن آخر مقاتلي ماريوبول «محاصرون بشكل آمن» في مصنع الصلب. وكان الرئيس فلاديمير بوتين أعلن، يوم الخميس الماضي، أن المدينة أصبحت «محررة» وأعلن أن القوات لن تقتحم مصنع آزوفستال. وقال أريستوفيتش الذي يعمل مستشاراً سياسياً للرئيس فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية في مجمع أزوفستال لا تتزال صامدة «على الرغم من الوضع الصعب للغاية»، وتحاول شن هجمات مضادة. وتقول السلطات الأوكرانية إنه يوجد أكثر من ألف مدني في المصنع. ونشرت كتيبة آزوف، وهي ميليشيا قومية بارزة في الدفاع عن ماريوبول، مقطع فيديو قالت إنه يُظهر نساء وأطفالاً يحتمون بالمجمع. وقال صبي لم يذكر اسمه في الفيديو إن لا أمل لديه في الخروج من القبو الذي يمكث فيه منذ شهرين. وأضاف: «أريد أن أرى الشمس لأن الأجواء قاتمة هنا، وليست مثل الخارج، وعندما يُعاد بناء منازلنا يمكننا أن نعيش في سلام.. النصر لأوكرانيا لأنها موطننا الأصلي». وبحسب تقديرات أوكرانيا، قُتل عشرات الألوف من المدنيين في ماريوبول، حيث لا يزال هناك 100 ألف مدني. وتقول الأمم المتحدة والصليب الأحمر إن عدد القتلى المدنيين يقدر بالآلاف. ويتركز الهجوم الروسي حالياً على دونباس، التي تتشكل من دونيتسك ولوهانسك اللتين يسيطر على أجزاء منهما منذ سنوات انفصاليون تدعمهم موسكو. وقال سيرهي جايداي حاكم لوهانسك، أمس، إن القوات الأوكرانية تنسحب من بعض التجمعات السكنية إلى خطوط دفاعية جديدة للحفاظ على تماسك وحداتها في مواجهة وابل كثيف من النيران على جميع المدن في المنطقة. وقال أوليه سينيجوبوف حاكم مدينة خاركيف، التي تعرضت لقصف مكثف شمال غربي دونباس، إن القوات الروسية نفذت أكثر من 50 هجوماً بالمدفعية أو الصواريخ في المنطقة خلال يوم أمس، وهو ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 19 آخرين. وأضاف الحاكم إن القتال العنيف مستمر في بلدة إيزيوم الواقعة جنوب شرقي المدينة، وإن القوات الأوكرانية استعادت ثلاث قرى في شمال غربها. وقالت روسيا إنها أسقطت طائرة مقاتلة أوكرانية، ودمرت ثلاث طائرات هليكوبتر أوكرانية في مطار في خاركيف. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية، أمس، إن القوات الروسية لم تحقق مكاسب كبيرة في الأربع والعشرين ساعة الماضية. وزيرا خارجية ودفاع أميركا يزوران كييف اليوم يعتزم وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان زيارة كييف اليوم، وذلك بعد شهرين تماماً من بدء الهجوم الروسي، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال زيلينسكي: «غدا سيزورنا مسؤولون أميركيون.. سألتقي وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن»، في أول زيارة رسمية يقوم بها ممثلون للحكومة الأميركية لأوكرانيا منذ 24 فبراير. وأعرب زيلينسكي عن أمله أن يتمكن نظيره الأميركي جو بايدن من «المجيء لدعم الشعب الأوكراني» في كييف، عندما يسمح الوضع الأمني بذلك. وأوضح أن نقاشات ستركز على شحنات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني: «كل شيء تحسن الأسبوع الماضي، الإشارات والرسائل والخطوات والمواعيد النهائية والآجال، أنا أتحدث عن أسلحة الولايات المتحدة»، وقال إنه «ممتن» للإدارة الأميركية، مبدياً أمله في الحصول على «أسلحة أثقل وأقوى» لمواجهة الجيش الروسي.

مشاركة :