يتابع العلماء جهودهم للوصول إلى حلول لخفض حرارة الكوكب وتقليل التأثيرات السلبية للاحتباس الحراري. وقد وجد علماء أن تقنية عكس ضوء الشمس مرة أخرى في الفضاء من المحتمل أن تسبب زيادة في أعداد البعوض الحامل للأمراض بحسب دويتشه فيلله بالعربي. ويعد التقرير الذي نشر في مجلة “ناتير كومينيكايشن” أول تقييم لكيفية تأثير الهندسة الجيولوجية للمناخ على معدلات الإصابة بالأمراض المعدية. وتقوم فكرة الهندسة الجيولوجية على تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو بحيث يحبس الغلاف الجوي حرارة أقل، إضافة إلى تقليل كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى الأرض بعمل انعكاس للمزيد من ضوء الشمس بعيدًا عن الكوكب، وبالتالي يمتص الكوكب حرارة أقل. ويمكن القيام بهذه العملية بطرق عديدة ومختلفة، بما في ذلك رش جزيئات دقيقة عاكسة للضوء في طبقات الجو العليا لعكس أشعة الشمس بعيداً عن الأرض. تقنية عكس ضوء الشمس مرة أخرى في الفضاء من المحتمل أن تسبب زيادة في أعداد البعوض الحامل للأمراض والأوبئة وقد ألقت الدراسة الحديثة الضوء وبشكل محدد على نشر تلك الجسيمات العاكسة للضوء في طبقة الستراتوسفير المحيطة بكوكب الأرض. وعلى الرغم من مناقشة هذه التقنية كطريقة للحد من ارتفاع حرارة الأرض، إلا أنه نادراً ما تمت دراسة آثارها المحتملة على صحة البشرية، بحسب ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية. ووضع العلماء نموذجاً لما يمكن أن يبدو عليه تفشي مرض الملاريا في سيناريوهين مستقبليين، في وجود مستويات متوسطة أو عالية من الاحترار العالمي، مع استخدام الهندسة الجيولوجية ومن دونها. وتحدد النماذج درجات الحرارة الأكثر ملاءمة للانتقال عن طريق البعوض من نوع الأنوفيليس وتحدد عدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يكون فيها انتقال العدوى ممكناً. ووجدت الدراسة أنه في بعض المناطق، أدت درجات الحرارة المرتفعة “المتوقعة” إلى قتل طفيل الملاريا، وبالتالي فإن حدوث عملية تبريد سريع لهذه المنطقة يمكن أن تتسبب في عكس هذا الانخفاض، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات انتشار المرض. وفي سيناريو آخر، وجدت عمليات المحاكاة أن مليار شخص آخرين سيكونون معرضين لخطر الإصابة بالملاريا بسبب استخدام الهندسة الجيولوجية. فكرة الهندسة الجيولوجية تقوم على تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو إضافة إلى تقليل كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى الأرض وقال كولين كارلسون، أستاذ الأبحاث المساعد في المركز الطبي بجامعة جورج تاون الأميركية والمؤلف الرئيسي للدراسة “إن آثار الدراسة على اتخاذ القرار ستكون كبيرة (…) فالهندسة الجيولوجية قد تنقذ الأرواح، لكن الافتراض بأنها ستحقق ذلك على قدم المساواة مع الجميع وفي كل الأماكن قد يترك بعض البلدان في وضع مختلف تماماً عندما يحين وقت اتخاذ القرارات”. وأضاف أنه إذا كانت الهندسة الجيولوجية تدور حول حماية السكان الأكثر تعرضاً لنتائج تغير المناخ “فيجب أن نكون قادرين على حساب المخاطر والفوائد، لاسيما في ما يتعلق بالأعباء الصحية التي قد تنتج عن ذلك في أماكن أخرى، مثل الأمراض التي ينقلها البعوض”. وأفادت الدراسة أيضاً أن الهندسة الجيولوجية يمكن أن تقلل من معدلات انتشار الملاريا في بعض الأماكن بينما تزيدها في أماكن أخرى. فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون أن الهندسة الجيولوجية قد تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالملاريا في شبه القارة الهندية حتى بالمقارنة مع الوقت الحاضر. ومع ذلك، فإن هذا التأثير الوقائي تقابله زيادة في مخاطر تفشي المرض في جنوب شرق آسيا. ويقول كارلسون “على كوكب تزداد فيه الحرارة ارتفاعا مثل كوكبنا تصبح البيئة غير مناسبة بشكل مطرد بالنسبة إلى طفيل الملاريا (…) وقد يكون تبريد الكوكب خياراً طارئاً لإنقاذ الأرواح، ولكنه قد يتسبب في نتائج سيئة أخرى”، مضيفاً أن استخدام وسائل مختلفة لتبريد الكوكب يحتاج إلى المزيد من الدراسات العميقة للنظر في تأثيرها قبل تنفيذها على أرض الواقع.
مشاركة :