انتهازية إيران | د. هشام القروي

  • 7/7/2013
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

ما هو نوع التحالف بين إيران وسوريا؟ تكتيكي؟ استراتيجي؟ أم انتهازي؟ أميل إلى الجواب الثالث، لأنه فعلاً يعبّر عن الافتقار إلى المبادئ في تعامل إيران مع القضايا الكبرى. في 18 يناير 2012، وبمناسبة ندوة "الشباب والصحوة الإسلامية" التي نُظمت بإيران، اعترف قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري العميد قاسم سليماني بأن "إيران حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق"، وأن "هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها"، مشيراً إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بغية مكافحة الاستكبار". وأشار سليماني كذلك إلى إمكانية تحريك الموقف في الأردن إذا تطلب الأمر ذلك، قائلاً "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها التحكم في هذه الثورات وتوجيهها، وأن هذه الإمكانية متوافرة في الأردن." إن إيران طبعاً ليست محصنة ضد الثورات. لذلك تمثل التكتيك الحكومي في محاولة إبعاد الأنظار عن الأوضاع الداخلية: فالأزمة "ليست عندنا"، وإنما في البحرين، إنها "ليست عندنا"، وإنما في سوريا، الخ ... ظل النظام - ولا يزال - يحاول استغلال أي توتر في الخارج، أي احتجاج، أي اعتراض لإقناع الإيرانيين بأنه "في كل مكان" تسعى الشعوب العربية والإسلامية لتقليد "النموذج الإيراني". بيد أنه يتناسى دائماً الإشارة إلى مدى انخراط عملاء إيران في دعم جرائم نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري، ومدى انخراطهم في محاولات هدم الحوار الوطني في البحرين بالمتفجرات والعمليات الإرهابية. الحقيقة أن الموقف من الثورة السورية كشف مدى انتهازية إيران في التعامل مع الحقائق السياسية في المنطقة. فما سمته "نصرة المستضعفين" و"مكافحة الاستكبار"، في تونس ومصر واليمن والبحرين، تحول إلى نصرة الاستبداد عندما تعلق الأمر بالحليف السوري. نرى نفس السياسة الانتهازية في أفريقيا، حيث يشير البعض إلى علاقات مشبوهة بين إيران ومنظمات إفريقية قريبة من "القاعدة"، مثل "بوكو حرام" في نيجيريا، و"الشباب" في الصومال. لكن السؤال الذي لم تقع الإجابة عليه بعد يخص مستوى الموافقة الذي يحصل عليه هذا النشاط في القيادة الايرانية. وإذا استغرب بعضكم وجود علاقات بين إيران والقاعدة، ينبغي تذكيرهم بأن ما لا يقل عن ثلاثة قياديين في "القاعدة" استقروا في فترة ما بإيران. وهم: سليمان أبو غيث، و سيف العدل، و ابن أسامة بن لادن (سعد). وقد تنقلوا بين إيران وباكستان.

مشاركة :