القاهرة - ناقش الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد الوضع في القدس التي يخشى المجتمع الدولي أن تشهد تصعيدا جديدا. واندلعت أعمال عنف في منتصف ابريل/نيسان في باحة المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة مما ينذر بتصعيد جديد بين إسرائيل والفلسطينيين بعد عام من تجدد الحرب في غزة. ودعا القادة الثلاثة الذين التقوا حول مائدة إفطار في قصر الرئاسة بالقاهرة، إلى "استعادة الهدوء في القدس وضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي"، بحسب ما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي. وأكد القادة "ضرورة احترام الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس". وكانت مصر أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1979، تلاها الأردن في العام 1994. أما الإمارات فقامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في العام 2020 في إطار اتفاقات ابراهام التي وقعت برعاية الولايات المتحدة. والأحد دعا القادة الثلاثة إلى أن "توقف إسرائيل عن كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتين". وكانت الدول العربية التي وقعت حديثا اتفاقيات سلام مع إسرائيل قد نددت بشدة بالاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين واقتحام الشرطة الإسرائيلية لباحات الأقصى ودعت إلى ضرورة احترام الوضع القانوني للقدس وكذلك احترام الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس. وجدد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد اليوم الأحد تأكيده أن إسرائيل "ملتزمة" بالمحافظة على الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى، حيث تجددت الصدامات مؤخرا بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية. وتلي تصريحاته وقوع مواجهات متكررة بين متظاهرين فلسطينيين وشرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية في باحات الأقصى منذ منتصف الشهر، في وقت تزامن فيه شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي. وجاءت المواجهات على وقع أعمال عنف أوسع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة أسفرت منذ أواخر مارس/أذار عن مقتل 38 شخصًا. وقال لبيد "يصلي المسلمون في جبل الهيكل، بينما يكتفي غير المسلمين بزيارته"، مستخدما التسمية اليهودية لحرم المسجد الأقصى، مضيفا "لا يوجد تغيير ولن يكون هناك أي تغيير - لا خطة لدينا لتقسيم جبل الهيكل بين الأديان". ولطالما اتهم مسؤولون فلسطينيون وناشطون، إسرائيل، بالسعي لتقسيم الأقصى إلى قسمين يهودي ومسلم أو تقسيم أوقات الزيارة، كما هو الحال في موقع مقدس آخر في مدينة الخليل المجاورة، معربين عن غضبهم من توغل متكرر لقوات الأمن الإسرائيلية في حرم الأقصى، لكن لبيد حمّل مسؤولية تجدد التوتر في الموقع إلى من وصفهم بـ"إرهابيين" يحاولون تأجيج العنف. وقال "تحاول منظمات إرهابية خطف المسجد الأقصى من أجل إشعال العنف في القدس وإثارة نزاع عنيف يمتد منها إلى أنحاء البلاد". واتّهم حركتي حماس والجهاد الإسلامي بإرسال "متطرفين" بحوزتهم أسلحة ومتفجرات لاستخدام الأقصى "كقاعدة للتحريض على أعمال شغب عنيفة"، مضيفا "قاموا بذلك من أجل التسبب باستفزاز، لإجبار الشرطة الإسرائيلية على دخول المسجد وإخراجهم.. السبب الوحيد الذي دفع الشرطة لدخول المسجد في الأسابيع الأخيرة هو لإخراجهم". وأشار لبيد أيضا إلى أن إسرائيل ملتزمة بالسماح للمسلمين بالصلاة في المكان، لافتا إلى أن مئات آلاف المسلمين قاموا بذلك خلال شهر رمضان. وأثارت الاشتباكات في القدس الشرقية مخاوف من نشوب صراع مسلح آخر مماثل للحرب التي استمرت 11 يوما العام الماضي بين إسرائيل وحماس. وأعلنت إسرائيل السبت نيتها منع فلسطينيي غزة من العمل على أراضيها اعتبارا من الأحد حتى إشعار آخر في إجراء انتقامي اتخذته بعد إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ من القطاع. وسيؤثر قرار إغلاق معبر إيريز أو بيت حانون وهو الوحيد لتنقل الأفراد بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية على آلاف الفلسطينيين في القطاع الفقير الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما. ومساء الجمعة والسبت أطلقت ثلاثة صواريخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس باتجاه الأراضي الإسرائيلية من دون أن تسبب إصابات. ومنذ الاثنين، أطلقت عدة صواريخ ردت عليها إسرائيل بغارات جوية على قطاع غزة. ولم تسجل إصابات واعترضت الدرع الصاروخية الإسرائيلية معظم القذائف. واعتبر مدير قسم الشرق الأوسط في معهد "هيربيرت س. كيلمن" أوفير زالزبرغ أن الفلسطينيين مستاؤون من تقارير على شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأن إسرائيل قررت تقسيم مجمع المسجد الأقصى، مضيفا "الخوف موجود وهو مهمّ جدا سواء كان ذلك صحيحا أم لا"، متابعا "علينا أيضا أن نسأل أنفسنا لماذا لديهم هذا التصور وما الذي كان يمكن أن يمنع ذلك". ورأى أن حركة حماس منقسمة بين قيادتها في غزّة التي تريد الابتعاد عن التصعيد بعد أن طاولتها الضربات الإسرائيلية خلال حرب العام الماضي والذين يرون المواجهات في الأقصى "فرصة أيديولوجية". وقال إن هؤلاء "لا يعتبرون أن الإستراتيجية برمتها يجب أن تتعلق بغزة وأن عليهم إحراز تقدم في الضفة الغربية والقدس".
مشاركة :