تزايد الاعتماد على شراء الأدوية عبر الإنترنت دون التفرقة إن كانت الأدوية أو المواقع مرخصة من عدمها، خصوصاً الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأدوية وعقاقير ليس فقط غير مرخصة في الدولة، بل هناك الكثير منها مزيفة، وقد تؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة على المستهلك والمجتمع. ويتم ترويج المنتجات الدوائية والعشبية والمكملات الغذائية وتسويقها بشكل غير نظامي ومن دون ترخيص عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات المضللة، حيث يتم إغراء المستهلكين بقدرة هذه المستحضرات ومفعولها السحري في تخسيس الوزن وتكبير العضلات أو زيادة القدرة الجنسية أو التبييض والتجميل. «البيان» طرحت القضية خلال استطلاعها الأسبوعي، حيث أكد المشاركون في الاستطلاع أن تكاتف الجهات الصحية والمجتمع يسهم في تطويق ترويج المنتجات الطبية غير المرخصة عبر الإنترنت. وأشار 26% من المستطلعين عبر «تويتر» إلى أن تشديد العقوبات يمكن أن تطوق ترويج المنتجات الطبية غير المرخصة عبر الإنترنت، فيما رأى 11% أهمية تعاون الجمهور في الإبلاغ، ولفت 3% منهم إلى ضرورة تنظيم حملات توعية، فيما أكد 60% من المستطلعين أن جميع ما سبق يسهم في تطويق الظاهرة. كما أكد 15% من المستطلعين عبر «البيان الإلكتروني» أن تشديد العقوبات يحد من ترويج المنتجات الطبية غير المرخصة عبر الإنترنت، ورأى 12% منهم ضرورة تعاون الجمهور في الإبلاغ، كما أشار 8% من المستطلعين إلى أن تنظيم حملات توعية أمر ضروري لتطويق الظاهرة، فيما أكد 65% من المستطلعين أهمية جميع ما سبق. ويحذر الصيادلة والأطباء المختصون من الانسياق وراء الإعلانات المضللة ووسائل الترويج المختلفة غير المرخصة، التي تقوم ببيع الأدوية والمنتجات الصحية مجهولة المصدر وغير المسجلة في الدولة، إذ إن هذه الأدوية والمنتجات تكون ذات خطورة بالغة لعدم معرفة محتواها من المواد الفعالة التي تؤثر على الصحة بصورة مباشرة. وتؤكد دائرة الصحة في أبوظبي أن شراء هذه الأدوية من خارج الدولة سواء عن طريق الإنترنت أو بشرائها من الخارج ينطوي على خطورة كبيرة لعدم مأمونيتها وسلامتها وضعف الرقابة عليها في العديد من الدول ومن مصادر تفتقد إلى الالتزام بمتطلبات التصنيع الجيد للمنتجات الدوائية والمكملات الغذائية، فضلاً عن تعرضها للشمس أو للرطوبة أثناء الشحن والنقل. إعلانات وقال الدكتور محمد أبوالخير خبير الأدوية في أبوظبي: إن مشكلة ترويج وتسويق الأدوية والعقاقير الطبية والمكملات الغذائية باتت تؤرق جميع دول العالم، نظراً لانتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة، بحيث أصبح مستخدم تلك المواقع يصادف مئات الإعلانات الدوائية يومياً، مما يدعو الجهات المعنية إلى تقنين التعاطي مع هذه المشكلة عبر إصدار التشريعات والقوانين التي تحكم تداول واستخدام أدوية الإنترنت، إلى جانب تفعيل المراقبة والتفتيش على الطرود البريدية القادمة من الخارج. وأشارر إلى أن العديد من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وغيرهما أوجدت حلاً لهذه المشكلة من خلال إلزام الصيدليات الراغبة في بيع منتجاتها عبر الإنترنت من قبل الجهات الرقابية فيها، بحيث يوضع على موقع الجهة التي تبيع منتجاتها الدوائية عبر الإنترنت ملصق يشير إلى أنها مرخصة من قبل الدولة، وعلى هذا الأساس يمكن للمستخدمين معرفة الجهات المرخصة من عدمه. وأوضح أن الجهات الصحية في الدولة بجانب ذلك يمكن أن تتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات لحجب المواقع التي تروّج وتسوق المنتجات الدوائية غير المرخصة، وكذلك تنظيم حملات توعية للجمهور عبر الوسائل المختلفة توضح خطورة وأضرار تلك الأدوية على الصحة، إلى جانب دراسة ومعرفة الأسباب التي تدفع الناس لشراء هذه الأدوية، هل لعدم توفرها أو لرخص أسعارها؟ أدوية مزيفة وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنه يمكن أن تحتوي الأدوية المزيفة أو التي يروج لها عبر الإنترنت على جرعات غير صحيحة ومكونات خاطئة أو غير فعالة، وفي نفس الوقت لا يلبي عدد يثير القلق من الأدوية المرخصة معايير الجودة بسبب سوء التخزين أو أمور أخرى. وثمة تحليل أجرته منظمة الصحة لمئة دراسة غطت أكثر من 48 ألف عينة أظهرت أن 10.5% من الأدوية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل إما مزيفة أو غير مطابقة لمواصفات الجودة، فيما يقدر حجم مبيعات الأدوية في هذه البلدان بنحو 300 مليار دولار سنوياً، وبالتالي يبلغ حجم التجارة في الأدوية المزيفة 30 مليار دولار سنوياً. وحول مخاطر استخدام الأعشاب الطبية والمستحضرات العشبية التي يروج لها عبر الإنترنت يؤكد الأطباء أن أهم هذه المخاطر هو الإصابة بالتسمم نتيجة احتوائها على نسب أعلى من النسب المسموح بها من المعادن الثقيلة والخطرة مثل الزئبق والرصاص، والتي تترسب في الجسم لصعوبة التخلص منها، إضافة إلى الغش التجاري من خلال استعمال أنواع بديلة رخيصة الثمن لا تخضع لدراسات متكاملة، وكذلك صعوبة تعقيم الأعشاب بالطرق العادية، حيث إن الكثير منها يتلف نتيجة الظروف السيئة للتصنيع والتخزين والشحن، كما لا توجد أي جهة تحفظ حق المستخدم إذا حدثت أية مضاعفات أو أضرار صحية جراء استخدام أية أدوية أو مستحضرات عبر الإنترنت. مختبرات ومن خلال تقارير المختبرات المحلية لعينات كثيرة من تلك المواد التي يتم بيعها عبر الإنترنت وتدعي علاج كل شيء، تبين احتواء مركبات مجهولة تسبب السرطان ومشتقات السيلدنافيل التي تسبب انخفاضاً حاداً في ضغط الدم وحدوث مشاكل قلبية لمستخدميها، خاصة لكبار السن ومرضى القلب والأوعية الدموية. 50 % تشير تقارير إلى أن أكثر من 50 % من الأدوية والمنتجات الطبية والمستحضرات التي تباع عبر شبكة الإنترنت أدوية مزيفة، لأنها لا تخضع لأي رقابة صيدلانية، فضلاً عن تعرضها لعوامل طبيعية خلال الشحن والتخزين، ما يفقدها عناصرها الكيماوية الفعالة، وأكدت الوكالة الفرنسية لسلامة الأدوية في تقرير حديث أن الأدوية والمنتجات الصيدلانية التي تباع عبر شبكة الإنترنت تحتوي على مواد خطيرة على الصحة ولا يجب استخدامها بهذه الطريقة أياً كانت الحاجة إليها. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :