دبلوماسية الفضاء الإماراتية «جواز سفر» للمشروعات الوطنية

  • 4/25/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تأكيداً للنهج الذي يعكس الأثر الإيجابي المهم لـ «دبلوماسية الفضاء»، فقد أبرمت وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، خلال السنوات القليلة الماضية، اتفاقات وشراكات ومذكرات تفاهم كثيرة، تجاوزت في عددها المئات، حيث عقدت الوكالة لوحدها أكثر من 50 شراكة مع وكالات فضاء إقليمية ودولية، وأكثر من 30 مذكرة تفاهم واتفاقيات مع جهات خارجية ومحلية، خلال 6 سنوات، بعد إنشائها في 2104، وفي مقدمها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، والوكالة الروسية «روسكوسموس»، وصولاً إلى الهندية والأوروبية، وغيرها، وذلك دعماً للمشروعات التي تعمل عليها الدولة، فضلاً عن تعزيز التعاون الدولي، بهدف وضع منهجية واستراتيجية مستقبلية لبناء قطاع فضائي وطني واعد وطموح. وتعتمد مشروعات استكشاف الفضاء في كافة تفاصيلها، على التعاون الدولي بين الوكالات والمؤسسات البحثية العالمية، والذي يذلل كثيراً من التحديات الواقعة على هذا القطاع النوعي، وفي مقدمها تخفيض التكاليف الباهظة التي تتطلبها تنفيذ هذه المشروعات، فضلاً عن الأهمية القصوى لتعظيم التبادل العلمي والخبرات بين العاملين في هذا القطاع، حيث إنه تتكامل فوائد اكتشاف الفضاء، وتحقق نتائج إيجابية بفضل ذلك، كونه لا يمكن لدولة أن تقوم بذلك بمفردها، وانطلاقاً من ذلك، يأتي اصطلاح «دبلوماسية الفضاء»، الذي يعزز التعاون بين دول نادي الفضاء العالمي، التي يبلغ عددها 105 دول، تتبادل شراكاتها وخبراتها وإنجازاتها لخدمة البشرية. واستطاعت الإمارات، بفضل النجاح الكبير الذي حققته مشروعاتها خلال السنوات القليلة الماضية، أن تضع بصمتها عالمياً، وتصبح وجهة مثالية لكثير من الدول ووكالات الفضاء العالمية والمؤسسات العلمية، لتعزز من شراكاتها مع الدولة في هذا القطاع، على كافة مستوياته الاقتصادية والمعرفية والبحثية، وهو ما استطاعت الإمارات تحقيقه، نتيجة مباشرة لقوة سياساتها وعلاقاتها الدولية، والتي مهدت الطريق لتعظيم أثر «دبلوماسية الفضاء» الإماراتية، والتي آتت ثمارها على مستوى تقليل كلفة المشروعات الوطنية، فضلاً عن استقطاب الشركات العالمية المتخصصة في صناعات هذا القطاع، لتنطلق بأعمالها من الدولة، ومن ثم استفادة القطاع والكوادر الوطنية، نتيجة لهذا التعاون، وصولاً لاستفادة الاقتصاد الوطني الذي تتنامى مؤشراته وقدراتها يوماً بعد يوم في هذا الشأن. ثقة عالمية ويقول سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، إن الإمارات تحظى حالياً، وبعد نجاحاتها اللافتة في قطاع الفضاء خلال السنوات الماضية، بثقة العالم والدول المتقدمة في مجال الفضاء، حيث يدرك الجميع الآن، أن قطاع الفضاء الإماراتي، ورغم حداثة تكوينه، إلا أنه يسير بخطوات متسارعة وممنهجة ومبرمجة بشكل مدروس وخطط دقيقة، لإنجاز مشروعات فارقة، يفتخر بها كل من يعمل في قطاع الفضاء، وتعد مشروعات الفضاء الإماراتية، وما أضافته للمعرفة العلمية العالمية، وبما قدمته من نجاحات ملموسة، انعكاساً لسياسة «دبلوماسية الفضاء» الإماراتية، مشيراً إلى أن أهمية هذا النهج، تأتي من كونها تهدف إلى التقريب بين مصالح الدول في قطاع الفضاء، وتعزيز التعاون بينها. وأضاف أن وكالات الفضاء العالمية، والدول التي لديها برامج ومشروعات نوعية، دائماً ما تتجه في تعاونها العلمي والمعرفي، مع الدول التي تستطيع إضافة الجديد للمعرفة والاكتشافات الجديدة، التي تفتح آفاقاً جديدة نحو سبر أغوار الفضاء، مضيفاً أن الإمارات حالياً، وبفضل تنوع مشروعاتها ونجاحاتها، مثل مسبار الأمل، ومشروع الإمارات لاستكشاف القمر، وصولاً لأقمارها الاصطناعية المتطورة، وبرامجها الخاصة بمحاكاة الفضاء، واكتشاف المريخ وغيرها، أصبحت تتميز بقدرات كبيرة، بما تقدمه للعالم من معلومات جديدة، حيث إن المشروعات الوطنية لا تكرر في أهدافها مثيلاتها التي تطلقها وكالات الفضاء العالمية، بل تضيف إليها وتطورها، وهو ما نراه اليوم من معلومات جديدة يوفرها مسبار الأمل، وتفسر لكثير من ظواهر مناخ الكوكب الأحمر، فضلاً عن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، الذي يبحث عن جديد ليضيفه للمعرفة والمجتمع العلمي العالمي، من خلال مهمته النوعية لاكتشاف مناطق جديدة على سطحه. معلومات جديدة وتابع أن تخطيط المركز واستراتيجيته في تنفيذ المشروعات، تُبنى على مبدأ تقديم الجديد من المعلومات والاكتشافات، وهو الأمر الذي يجعل العالم والدول أعضاء في نادي الفضاء العالمي، ينظرون للدولة كمسهم مهم يسعون للتعاون معها، خاصة أن اكتشافات الفضاء تتسم بالتكامل والتعاون الذي لا بد منه، نظراً للتكلفة الباهظة التي تتكبدها هذه الدول، وهو ما يؤكد على أهمية دبلوماسية الفضاء في تقريب وجهات النظر بين الشعوب، وتحفيز التعاون وتحجيم الاختلافات، وإبراز المعرفة من أجل خدمة البشرية. ولفت إلى أن القيادة والدبلوماسية الإماراتية، قدمت الكثير، وما زالت، لتمكين قطاع الفضاء الإماراتي، بما تقوم به من تعزيز علاقاتها مع جميع دول العالم، التي تربطها بها علاقات قوية، تنعكس تطوراً على كافة الأصعدة التي يتم من خلالها التعاون مع الدولة، ضارباً المثل بقوة الجواز الإماراتي، وترتيبه المتقدم عالمياً، والذي أتاح لهم حرية السفر والتنقل بسهولة، على عكس السنوات الماضية، التي كانوا يحتاجون خلالها لتصاريح سفر ودخول لدول معينة، مشيراً إلى أن العلاقات السياسية القوية مع العالم، سهلت كثيراً على مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الإمارات للفضاء، في دعم خططها وبرامجها. شراكة فرنسية ولفت المري لأحد أهم أمثلة التعاون، والتي تعكس الأثر الحقيقي لـ «دبلوماسية الفضاء»، وهو توقيع شراكة مع المركز الوطني للدراسات الفضائية في فرنسا، للتعاون في مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، حيث بموجب هذه الشراكة، تقوم وكالة الفضاء الفرنسية بتزويدهم بكاميرتين ضوئيتين ملونتين مخصصتين لاستكشاف الفضاء من طراز «CASPEX»، لتركيبهما على المستكشف «راشد»، لتوفير صور عالية الوضوح، فيما يعكس ذلك ثقة الجانب الفرنسي في قدراتنا وإمكاناتنا، خاصة أن الكاميرتين تتمتعان بتقنيات متطورة، وتكلفتهما باهظة، فيما يعكس ذلك ثقة العالم في القدرات الإماراتية. من ناحيته، ذكر عدنان الريس مدير برنامج المريخ 2117، في مركز «محمد بن راشد للفضاء»، أن كل المشروعات الإماراتية شهدت تبادلاً وتعاوناً معرفياً ضخماً، مع عديد من وكالات الفضاء والأكاديميات العلمية خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى مشروع مسبار الأمل، والذي شهد العديد من أشكال التعاون والشراكات الاستراتيجية، سواء مع جامعات أو جهات أكاديمية أمريكية ودولية، أو عبر إطلاق المسبار من خلال منصة إطلاق في المحطة الفضائية اليابانية، حيث صمم وطور فريق عمل مسبار الأمل، كافة التقنيات المتعلقة بالمشروع، بمساهمة شركاء نقل المعرفة، وهم «جامعة كولورادو في بولدر، ومختبر فيزياء الفضاء والجو، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومختبرات علوم الفضاء، وجامعة ولاية أريزونا، وكلية استكشاف الأرض والفضاء، والذي انعكس عبر تطوير المعرفة التقنية اللازمة للفريق، ونتج عنه تطوير وتصنيع مكونات المسبار محلياً، عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء». انفتاح عالمي وتابع أن ما يميز المشروعات الفضائية الإماراتية، أنها منفتحة بشكل كبير على العالم ونظيراتها من حيث تبادل المعلومات والتعاون في ما بيننا، وأن المردود الجيد لنتائج هذه المشروعات، فتح أبواباً كبيرة للتواصل مع الآخرين، كونهم يدركون جيداً مدى المنفعة التي توفرها مشروعاتنا، مبيناً أن دبلوماسية الفضاء، خفضت كثيراً من تكاليف تنفيذ المشروعات الإماراتية، وذلك بسبب التكامل المعرفي والتبادل الخبراتي والمعلوماتي في ما بين الدول، ضمن نادي الفضاء العالمي، خاصة على مستوى مشروعات استكشاف المريخ والقمر وغيرهما، حيث إننا أصبحنا نستفيد من الآخر، سواء على المستوى التقني أو المعرفي، والاستفادة من التقدم المحرز في مشاريعهم للاستعانة بها لدينا، وهو ما يؤثر بشكل ملحوظ في تقليل التكلفة الاقتصادية لمشروعات الفضاء الإماراتية. استقطاب شركات وتابع أن «دبلوماسية» الفضاء، جعلت الإمارات تستقطب أفضل الشركات المتخصصة في هذا القطاع عالمياً، وبدء مشروعاتها وخططها في الدولة، لافتاً إلى أننا نجد ذلك واضحاً وجلياً في مشروع القمر الصناعي (MBZ-SAT)، ومشروع استكشاف القمر، وأكد أن ذلك من شأنه تعظيم استفادة الشركات الوطنية، وتعزيز خبراتها، والتعاون مع هذه الشركات العالمية الموجودة هنا، والتي تتنامى أعدادها يوماً بعد يوم، ولفت إلى أنه لولا العلاقات الجيدة للدولة عالمياً وتأثيرها، لما كان هناك أثر إيجابي في تطور خطط ومستهدفات البرنامج الفضائي الإماراتي. وأِشار إلى التعاون العلمي مع الأكاديميات ومراكز البحث التابعة للوكالات العالمية، والذي يتعدى عددها 200 جهة، وازدياد التعاون معها بين مؤسساتنا وبينهم. منفعة متبادلة وشرح أن العالم يتعامل مع الإمارات ومشروعاتها في قطاع الفضاء، من منطلق تعزيز الشراكات وتبادل الاستفادة والخبرات، في ما يعود ذلك للسمعة الطيبة للدولة وبرنامجها الفضائي المنفتح على الآخر، والذي ساعد في استقطاب استثمارات كبيرة للعمل هنا في الدولة. وبيّن أن مؤسسات الإمارات المعنية بقطاع الفضاء، تجني الكثير من خلال المردود الإيجابي من وراء شراكاتها الدولية، وحالياً أكبر المشاريع الموجودة على أرض الواقع، سواء كانت مشاريع فضائية استكشافية، مثل مشروع مسبار الأمل، أو كانت مشاريع أقمار صناعية للاتصالات أو أقمار صناعية تصويرية، مثل خليفة سات و (MBZ-SAT) والياه سات والثريا، وغيرها من المشاريع التعليمية والأقمار الصناعية الصغيرة، جميعها مشاريع لا تخرج إلا من شراكات، ومن ثقة بين الدول المتعاونة، ومدى إيجابية نظرتها إلى الإمارات وقطاعها الفضائي الطموح والواعد. تواصل مهم ولفت إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، يعد أحد أهم البرامج الوطنية، الذي تطلب تواصلاً مهماً ومستمراً مع الجهات المتخصصة حول العالم، وبمقدمتها شركاء نقل المعرفة العلميين العالميين، حيث كان هناك تعاون كبير في ما يخص تصميم المسبار وتطويره مع جامعة كولورادو في بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، حيث قام مختبر الفيزياء الجوية والفضاء في جامعة كولورادو في بولدر، بدور شريك نقل المعرفة المتخصص في تطوير مهام فضائية، وأدوات المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية، وكاميرا الاستكشاف، وتطوير فريق العلوم، والعمليات، وجامعة ولاية أريزونا، كانت كذلك شريكاً لنقل المعرفة في تطوير أدوات المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، وتطوير فريق العلوم والعمليات. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :