كونا - نجح طبيب كويتي بإجراء أول عملية لعلاج تمدد الشريان الأورطي في البطن عن طريق القسطرة مستخدما السونار الداخلي وهي تقنية جديدة تستخدم لأول مرة في الكويت كبديل للصبغة الوريدية التي قد تسبب مضاعفات عند بعض مرضى الكلى. وقال استشاري الأوعية الدموية والجراحة العامة في مستشفى مبارك الدكتور عبدالله الفواز لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد إن المريض البالغ من العمر نحو 80 عاما كان يعاني تمدد الشريان الأورطي وحدوث نزيف في البطن. وأضاف الفواز أنه كان لابد من إجراء القسطرة بشكل عاجل وآمن إما عن طريق فتح البطن وإصلاح الشريان "والمريض هنا لا يتحمل ذلك" أو إجراء القسطرة التقليدية التي تحتاج إلى الصبغة الوريدية وهذه أيضا لا يتحملها المريض نظرا إلى أنه يعاني ضعفا في وظائف الكلى. وأوضح أن الأمر تطلب اجراء القسطرة باستخدام السونار الداخلي كبديل للصبغة الوريدية لرؤية الشرايين من الداخل وعلاج المريض حفاظا على حياته وهي تقنية جديدة تستخدم لأول مرة في الكويت وتدخل في الأوعية الدموية لعلاج الخلل وإدخال الدعامات وإصلاح الشريان. وذكر أنه أجرى العملية أكثر من مرة في أمريكا وحققت نجاحات طيبة لكنها المرة الأولى التي يجريها في الكويت مبينا أن العملية التي أجريت في مستشفى مبارك استغرقت ساعتين وكللت بالنجاح وحالة المريض مستقرة وتحسنت بعد العملية وتعافى خلال يوم واحد بدون أي مضاعفات خلال فترة المتابعة. وقال الفواز إن تقنية السونار الداخلي تتميز بالدقة الشديدة في الفحص ويمكن استخدامها بديلا عن الصبغة الوريدية للأشخاص الذين يعانون أمراض الكلى أو في الحالات التي لا تحتاج دقة الصبغة. وأوضح أن تمدد الشريان حالة تنشأ عندما تصاب منطقة معينة من جدران الشريان الأورطي البطني بضعف قد يجعلها تتمدد وتنتفخ لافتا إلى أن الشريان الأورطي هو أكبر شرايين الجسم حجما ويقوم بنقل الدم المؤكسج من القلب إلى باقي أنحاء الجسم لكن أكثر أجزاء هذا الشريان عرضة للاصابة بالتمدد هو الجزء الذي يمر في البطن. ولفت إلى أنه قد لا تظهر أي أعراض على المريض إلا عندما يتمزق الشريان وإذا ما حصل وتمزق الشريان الأورطي البطني فإن الحالة تعتبر طارئة طبيا إذ قد يؤدي التمزق الحاصل لنزيف داخلي. وأفاد بأن تمدد الشريان يعني أن يصبح الشريان أكبر من الطبيعي الذي لا يتعدى سنتيمترين مشيرا إلى أن حالة المريض الذي أجريت له العملية تمدد الشريان إلى ستة سنتميترات وتحول إلى ما يشبه البالون. وأكد أنه في حال انفجر هذا البالون يحدث نزيف داخلي قد يؤدي إلى الوفاة في حال لم يتم التعامل معه فورا لإيقاف النزيف لافتا إلى أن هناك حالات كثيرة في الكويت لكن لا يتم تشخيصها إلا بعد حدوث انفجار لعدم وجود بروتوكول للتشخيص المبكر. وشدد على أهمية قيام كل شخص تعدى ال65 عاما أو من لديه تاريخ مرضي بعمل سونار خارجي للبطن لمعرفة حجم الشريان لمعرفة ما إذا كان هناك تمدد أم لا مبينا أن هذا الفحص لا يستغرق أكثر من خمس دقائق ويكفي أن يقوم الشخص بإجرائه مرة واحدة. وقال الفواز إن حالات تمدد الشريان الاختيارية (الفحص المبكر) في الكويت أقل بكثير من الحالات المفاجئة التي تلجأ للطبيب بعد انفجار الشريان وحدوث النزيف التي قد تصل نسب حالات الوفاة فيها إلى 90 في المئة منهم 50 في المئة يتعرضون للوفاة قبل الوصول إلى المستشفى و50 في المئة ممن يصلون إلى المستشفى يتعرضون للوفاة قبل الدخول إلى غرفة العمليات. وأشار إلى أنه في حال تم الاكتشاف المبكر والعلاج قبل حدوث انفجار الشريان الأورطي البطني تقل نسب الوفاة إلى 3 في المئة.
مشاركة :