عدن، اليمن 24 أبريل 2022 (شينخوا) تعثر إعادة تشغيل مطار صنعاء والذي كان من المقرر إعادة تشغيله اليوم (الأحد) بعد نحو ست سنوات من توقف الرحلات التجارية بالمطار الدولي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي وسط قلق أممي من هذا التعثر. وأعلنت الخطوط الجوية اليمنية، المشغل الوطني اليمني، أنها تأسف لتأجيل وصول تصاريح لتشغيل أول رحلة لها من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان والتي كان من المقرر انطلاقها اليوم . وأشارت الشركة الحكومية، إلى أنها كانت قد "بدأت إجراءات حجز التذاكر للمسافرين على هذه الرحلة، كما أنها قامت بكامل استعداداتها الفنية من حيث وصول الطائرة وموعد إقلاعها ومن ثم عودتها إلى مطار صنعاء الدولي قادمة من عمان". وكانت قد رعت الأمم المتحدة مؤخرا هدنة دخلت حيز التنفيذ في اليمن أول أيام شهر رمضان الجاري، و بموجب اتفاق الهدنة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، تم الاتفاق على إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي برحلات تجارية محدودة خلال فترة الهدنة والتي تستمر لمدة شهرين. والخميس الماضي، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الأمم المتحدة ترحب بأول رحلة تجارية تقرر لها مغادرة مطار صنعاء باليمن منذ ست سنوات، كخطوة أساسية في هدنة لمدة شهرين. وأوضح دوجاريك حينها، إنه من المقرر أن تقلع الرحلة اليوم متجهة إلى عمان، عاصمة الأردن. ومع تعثر إعادة تسيير الرحلة الجوية وإعادة تشغيل المطار اليوم، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من هذه الخطوة. وقال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ في بيان اليوم "أعبر عن قلقي إزاء تأجيل الرحلة التجارية الأولى من مطار صنعاء والتي كانت مقررة اليوم". وحث غروندبرغ الأطراف على العمل بشكل بناء معه ومع مكتبه لإيجاد حل يسمح باستئناف الرحلات الجوية كما هو مخطط لها. وأشار المبعوث الأممي، إلى أن "الهدف من الهدنة هو خدمة المدنيين من خلال الحد من العنف ، وتوفير الوقود، وتعزيز حريتهم في التنقل من وإلى وداخل بلادهم.. ونحن نعمل على دعم الأطراف في تنفيذ وتعزيز وتجديد الهدنة". وتبادلت الحكومة اليمنية والحوثيين الاتهامات بشأن عرقلة تسيير الرحلة وإعادة تشغيل المطار الدولي. وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن "ميليشيا الحوثي تتحمل المسئولية الكاملة عن تعثر تشغيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان، والعودة، والتي كان من المقرر انطلاقها اليوم ". واتهم الإرياني الحوثيين، بعدم الالتزام بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية. وأوضح الإرياني، أن الحوثيين يحاولون فرض 60 راكبا على متن الرحلة الجوية بجوازات سفر غير موثوقة صادرة عن الجماعة، في ظل معلومات تؤكد تخطيط الحوثيين لاستغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني باسماء وهمية ووثائق مزورة. وطالب الوزير اليمني الإرياني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اليمن "بالضغط على ميليشيا الحوثي لوقف التلاعب بهذا الملف الإنساني، واتخاذ المواطنين في مناطق سيطرتها رهائن لجني مكاسب، دون الاكتراث بأوضاعهم ومعاناتهم المتفاقمة، والتعجيل بإطلاق الرحلة تنفيذا لبنود إعلان التهدئة برعاية أممية". بدورها اتهمت جماعة الحوثي التحالف العربي بقيادة السعودية بعدم التصريح لتسيير الرحلة الجوية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تديرها جماعة الحوثي، عن وكيل هيئة الطيران المدني والأرصاد رائد جبل (معين في المنصب من قبل الحوثيين)،قوله: "إن دول تحالف العدوان (في إشارة للتحالف العربي بقيادة السعودية) رفضت منح الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة التي كان من المقرر وصولها إلى مطار صنعاء الدولي اليوم الأحد 24 من أبريل الجاري". واتهم جبل "دول العدوان بالتنصل عن التزاماتها من خلال رفض إعطاء الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة التجارية التي كان من المقرر وصولها اليوم، معتبرا ذلك خرقاً للهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي لدى اليمن". وأشار المسؤول الحوثي إلى أن "تحالف العدوان يسعى لمضاعفة معاناة الشعب اليمني بشكل متعمد، فيما يسعى لتضليل الرأي العام الدولي بالملف الإنساني". على حد تعبيره. ويخضع مطار صنعاء لسيطرة الحوثيين منذ أواخر 2014، وعلقت الحكومة اليمنية والتحالف العربي الملاحة الجوية في المطار في أغسطس من العام 2016. وفشلت جهود واسعة قامت بها الأمم المتحدة ودول إقليمية، خلال السنوات الماضية في إعادة فتح المطار الدولي أمام الرحلات التجارية. وظل المطار الدولي خلال السنوات الأخيرة يستخدم للرحلات الخاصة بالمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية العاملة في اليمن. وتعلن منظمات دولية باستمرار عن هبوط طائرات خاصة بها في مطار صنعاء تحمل مساعدات إغاثية وطبية وإنسانية. وتعاني اليمن من نزاع دموي منذ أواخر 2014، بين القوات الحكومية والحوثيين، تسبب النزاع في "اسوأ ازمة إنسانية في العالم"، ويعتمد ملايين اليمنيين على المساعدات الإنسانية.