لقي تسعة مهاجرين بينهم طفلة حتفهم في غرق قارب قبالة سواحل لبنان، حيث لا يزال الجيش يحاول الأحد العثور على ناجين بعد أن أنقذ حوالي خمسين شخصا. وتزايدت عمليات الهجرة غير النظامية بحرا من لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية غير مسبوقة. لكن غرق قوارب الهجرة نادر الحدوث. وأعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الأحد الحداد الرسمي الاثنين على ضحايا الزورق، الذي غرق الليلة الماضية قبالة سواحل طرابلس (شمال). وقال ميقاتي في بيان نشره مكتبه الإعلامي "نعلن الحداد الرسمي غدا على ضحايا الزورق الذي غرق ليل أمس (السبت) قبالة طرابلس، وتنكس حدادا، الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الأليمة". وأضاف البيان أن ميقاتي أجرى اتصالا بوزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وطلب منه التوجه إلى طرابلس وتقديم كل ما يلزم لعائلات الضحايا. كما كلف ميقاتي الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير بأن يكون إلى جانب الأهالي المفجوعين، وتقديم كل المساعدات الممكنة لهم. انقاذ 48 مهاجرا انقاذ 48 مهاجرا وغادر القارب السبت من منطقة القلمون جنوب طرابلس كبرى مدن شمال لبنان وعلى ظهره نحو 60 شخصا لم تحدد جنسياتهم. وتمكن الجيش اللبناني الأحد من انتشال ثماني جثث لمهاجرين بعد انتشال جثة طفلة السبت، ليرتفع عدد ضحايا غرق المركب إلى تسع، بحسب حصيلة مؤقتة. وتم حتى الآن إنقاذ 48 شخصا وفق أحدث الأرقام الرسمية. وقال الجيش في بيان إن القارب غرق بعيد مغادرته القلمون بسبب اكتظاظه وسوء الأحوال الجوية. لكن أحد الناجين قال إن القارب غرق بعد أن طارده الجيش، مضيفا أن "زورق دورية اصطدم بقاربنا مرتين"، قبل أن تطلب منه عائلات ناجين الصمت وتقتاده بعيدا. بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إنه تم إلقاء القبض على رجل يشتبه في تورطه في نقل مهاجرين غير نظاميين. وفي وقت سابق أعلن الصليب الأحمر أنه أرسل 10 سيارات إسعاف إلى ميناء طرابلس، فيما أغلق الجيش الميناء وسمح فقط لسيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني بالدخول والمغادرة. كما انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التظاهر الأحد أمام منزل ميقاتي في طرابلس. وتجمع أقارب أشخاص كانوا على متن القارب ينتظرون خارج الميناء الأحد، أملا في تلقي أنباء عنهم. وقال رجل ينتظر أنباء عن قريب له خارج الميناء، "حدث هذا بسبب السياسيين الذين أجبروا اللبنانيين العاطلين عن العمل على مغادرة البلاد". لبنان ويشهد لبنان الذي يناهز عدد سكانه ستة ملايين نسمة أزمة مالية خطرة، إذ فقدت الليرة أكثر من 90 في المئة من قيمتها وبات غالبية السكان يعيشون تحت خط الفقر. ويلقي الكثير من السكان، فضلا عن منظمات دولية وحكومات أجنبية، باللوم في الأزمة على الطبقة السياسية اللبنانية التي ظلت على حالها لعقود، في ظل اتهامات لها بالفساد وعدم الكفاءة. ومن المقرر مبدئيا إجراء انتخابات تشريعية في الخامس عشر من مايو في البلد، حيث يمارس حزب الله المسلح الموالي لإيران نفوذا كبيرا. وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما لا يقل عن 1570 شخصا، من بينهم 186 لبنانيا، غادروا لبنان أو حاولوا المغادرة بشكل غير نظامي عن طريق البحر، بين يناير ونوفمبر 2021. ويتجه أغلب المهاجرين غير النظاميين إلى جزيرة قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، التي تبعد 175 كيلومترا عن سواحل لبنان. وبلغ عدد هؤلاء المهاجرين عام 2019 نحو 270، بينهم 40 لبنانيا، غير أن معظم الذين يحاولون مغادرة لبنان عن طريق البحر هم من اللاجئين السوريين، لكن أعداد اللبنانيين بينهم في تزايد.
مشاركة :