تعثر أول رحلة من مطار صنعاء بسبب جوازات مزورة

  • 4/24/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حمّلت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي مسؤولية تعثر تشغيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي، بعد اتهامها بمحاولة تهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة‏. وكان مقرّرا أن يستقبل مطار العاصمة صباح الأحد أول طائرة تجارية له منذ عام 2016، مما زاد الآمال في أن تؤدي هدنة حالية في اليمن إلى سلام دائم في الدولة التي مزقتها الحرب. وكان مفترضا أن تنقل الطائرة التي تشغلها الخطوط اليمنية ركابا فوق سن الأربعين عاما، يحتاجون إلى علاج طبي، من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان، في إطار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أوائل أبريل لمدة شهرين. وحمّل وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، فجر الأحد "ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران المسؤولية الكاملة عن تعثر تشغيل أول رحلة تجارية بين مطار صنعاء الدولي والعاصمة الأردنية عمّان". وأوضح أن "الرحلة التي كان مقررا انطلاقها الأحد تعثرت، جراء عدم التزام ميليشيا الحوثي الإرهابية بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية". وأضاف "ميليشيا الحوثي الإرهابية تحاول فرض 60 راكبا على متن الرحلة بجوازات سفر غير موثوقة صادرة عنها، لاستغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة"‏. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي بالضغط على ميليشيا الحوثي لوقف التلاعب بهذا الملف الإنساني، واتخاذ المواطنين في مناطق سيطرتها رهائن لجني مكاسب، دون اكتراث بأوضاعهم ومعاناتهم المتفاقمة، مشددا على التعجيل بإطلاق الرحلة تنفيذا لبنود إعلان التهدئة برعاية أممية. وفي المقابل، قال رائد جبل، وكيل هيئة الطيران المدني والأرصاد الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إن "دول التحالف رفضت منح الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة التي كان من المقرر وصولها إلى مطار صنعاء الدولي الأحد". وأضاف في تصريح نشرته وكالة الأنباء "سبأ" التابعة للحوثيين أن "دول التحالف تتنصل من التزاماتها"، معتبرا ذلك "خرقا للهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي لدى اليمن". ومساء السبت، أعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية تعذر انطلاق أولى رحلاتها من مطار صنعاء الدولي، في موعدها المقرر، بسبب عدم الحصول على "تصاريح تشغيل" من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية. وقالت شركات الطيران قبل ساعات على الرحلة، في صفحتها على فيسبوك إنها "تأسف لتأجيل وصول تصاريح تشغيل رحلتها من مطار صنعاء الدولي"، مضيفة أنها لم تتلق "حتى اللحظة تصاريح التشغيل". وعبّرت شركات الطيران عن "أسفها الشديد للأخوة المسافرين عن عدم السماح لها بتشغيل" الرحلة، آملة بأن "يتم تجاوز كل الإشكاليات في القريب العاجل والسماح للشركة بمعاودة انطلاق رحلاتها من صنعاء". وأفاد مدير في الشركة بأن "الإذن المطلوب من التحالف لم يصل". ولم يصدر رد فعل فوري من التحالف العسكري الذي يدعم الحكومة في مواجهة الحوثيين، ويسيطر على المجال الجوي اليمني منذ بداية عملياته في اليمن في 2015. والأربعاء، أعلنت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في بيانين منفصلين عن انطلاق أول رحلات تجارية من مطار صنعاء في الرابع والعشرين من أبريل الجاري. وفي مطلع أبريل الجاري، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين الموالين لإيران. ومن أبرز بنود الهدنة، إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، بواقع رحلتين أسبوعيا، إحداهما لمصر والأخرى للأردن. وتسبّبت الحرب في اليمن منذ 2014 بين المتمردين والحكومة في مصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب. وبينما يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، يقف الملايين من سكانه على حافة المجاعة، فيما يحتاج الآلاف وبينهم العديد من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوفر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويسيطر المتمردون على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة في شمال وغرب اليمن، بينها موانئ حيوية مطلة على البحر الأحمر. وبعيد فرض إغلاق على المطار الدولي في 2016، قال التحالف الذي يدعم الحكومة ردا على سؤال عن منع الطائرات المدنية من استخدام المطار، إنّ ذلك هدفه ضمان "سلامة" طائرات الخطوط الجوية اليمنية و"ضمان عدم قيام الطائرات بتهريب أدوات الحرب". ويتّهم التحالف إيران وحزب الله اللبناني بتهريب أسلحة إلى المتمردين وإرسال عناصر إلى اليمن لتدريبهم على استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية ضد الحكومة والسعودية، وكذلك الإمارات العضو في التحالف. وقالت منظمة "المجلس النرويجي للاجئين" العام الماضي إن إغلاق مطار صنعاء "تسبّب في خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني"، مضيفة "حُرم اليمنيون من حقهم في السفر إلى الخارج لطلب الرعاية الطبية أو ممارسة الأعمال التجارية أو العمل أو الدراسة أو زيارة الأسرة". ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان اليمن، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.

مشاركة :