«تكفى لا تخليني».. عبارة لن ينساها معلم الرياضيات عبدالعزيز سالم الحربي، الذي أنقذ خمس معلمات من ألسنة النيران التي طوقتهن إثر احتراق مركبتهن لاصطدامها بأخرى أول من أمس، قرب محافظة عيون الجواء، إذ بعد أن أنقذ أربع معلمات من الحريق شعر باختناق لاستنشاقه الدخان، وابتعد عن المكان، فناشدته آخر المعلمات من بين ألسنة النيران قائلة: «تكفى لا تخليني».. فرد عليها: «أبشري».. وما أن استرد أنفاسه حتى عاد إليها مسرعا ليخرجها من بين اللهب. وروى التربوي الحربي تفاصيل الحادثة التي عاشها خلال سيره على الطريق الرابط بين عقلة الصقور والفوارة خلال توجهه لعمله أول من أمس، إذ شاهد الدخان ينبعث من سيارة من طراز «جمس»، وكان هناك شابان يحاولان إنقاذ المعلمات، بينما النيران التي اشتعلت في المركبة قبل وصوله بخمس دقائق تتمدد. وقال: اقتربت من السيارة ووجدت أن جزءا من زجاجها الخلفي مكسور، فبدأت في تحطيم ما تبقى منه، وأحدثت فيه نافذة، تمكنت من خلالها الوصول إلى المعلمات، ونقلهن واحدة تلو الأخرى إلى الشابين في الخارج، وحين تبقت لي الأخيرة، التي كانت قدمها محجوزة بين المقاعد، شعرت باختناق، فخرجت من السيارة، فناشدتني قائلة «تكفى لا تخليني». مشيرا إلى أنه رد عليها بالقول: «ابشري لن أتركك أهدئي وسأعود إليك». وذكر أنه عاد إليها بعد أن التقط أنفاسه وأخرجها من بين النيران، إلا أنه تألم حين علم أن سائقي المركبتين توفيا في الحال. وأضاف: «وما زاد من ألمي أن من توفي في السيارة الأخرى كان أحد أعز زملائي، وهو المعلم بدر محمد الحربي، وبعد أن تأكدت من وفاته أغمضت عينيه بيدي».
مشاركة :