تشهد الكرة الأرضية السبت 29 رمضان الجاري، كسوفًا جزئيًّا للشمس سيستمر 3 ساعات و52 دقيقة، وسوف يرصد في أجزاء من القارة القطبية الجنوبية وجنوب المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي وأقصى جنوب أمريكا الجنوبية؛ وهو غير مشاهَد في الوطن العربي، وهو أول كسوف للشمس من اثنين للعام 2022. وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: يحدث الكسوف الجزئي للشمس عندما يحجب القمر جزءًا فقط من قرص الشمس؛ مما سيجعلها تبدو كما لو أن جزءًا أزيل منها؛ علمًا بأن النسبة ستختلف اعتمادًا على الموقع ضمن مسار الكسوف. وأضاف أبو زاهرة: سيبدأ كسوف الشمس الجزئي على مستوى الكرة الأرضية عند الساعة 09:45 مساء (06:45 مساء بتوقيت غرينتش). وبعد بضعة ساعات سيصل القمر منزلة الاقتران عند الساعة 11:28 مساء (08:28 مساء بتوقيت غرينتش) منتقلًا من شرق الشمس إلى غربها مُنهيًا بذلك دورة اقترانية حول الأرض ومبتدئًا دورة جديدة. وتابع: سيتبع ذلك وصول كسوف الشمس ذروته العظمى عند الساعة 11:41 مساء (08:41 مساء بتوقيت غرينتش)؛ حيث سيغطي القمر 54٪ من قرص الشمس فوق للموقع (62.1°S-71.5°W) في المحيط المتجمد الجنوبي في منتصف الطريق بين (تييرا ديل فويغو) بأمريكا الجنوبية وشبه الجزيرة القطبية الجنوبية. وأكد أبو زاهرة أن رصد هذا الكسوف الجزئي للشمس سيكون مثاليًّا في عدة مواقع ستشمل: مدينة (بونتا أريناس)- تشيلي؛ حيث سيغطى قرص الشمس بنسبة 51.5%، مدينة (ريو غاليغوس)- الأرجنتين (50.3%)، مدينة (أوشوايا)- الأرجنتين (52.1%)، إضافة إلى مدينة (بورتو مونت)- تشيلي (40.8%)، ومنطقة (كومودورو ريفادافيا)- الأرجنتين، (44.7%)، مدينة أوسورنو- تشيلي (39.7%)، منطقة تريليو- الأرجنتين (40.9%)، مدينة باريلوتشي- الأرجنتين (40.0%)، منطقة كويهايكيو- تشيلي (45.4%)، فالباريسو- تشيلي (28.1%). ولفت إلى أن الكسوف الجزئي سوف ينتهي على مستوى الكرة الأرضية عند الساعة 01:37 بعد منتصف الليل (10:37 مساء بتوقيت غرينتش). وقال: خلال هذا الكسوف سيكون قُطر الشمس الظاهري 0.7٪ أصغر من المتوسط، وسيكون القمر أبعد أربعة أيام فقط من وصوله "الأوج" أبعد مسافة في مداره حول الأرض؛ وهذا سيجعله صغيرًا إلى حد ما عند الذروة العظمى للكسوف؛ حيث سيكون القطر الظاهري له أقل بنسبة 5.5٪ من المتوسط، وهذا ليس له تأثير حقيقي على هذا الكسوف لأنه كسوف جزئي. وتابع أن القمر يصل منزلة الاقتران في كل شهر؛ ولكن لا يحدث كسوف للشمس لأن مستوى مدار القمر يميل بمقدار 5 درجات بالنسبة لمستوى دوران الأرض حول الشمس؛ لذلك يمر القمر شمال أو جنوب قرص الشمس ولا يحدث الكسوف. وأوضح أبو زاهرة أن معظم حالات الاقتران الشهرية التي يمكن تحديد موعدها بدقة وسهولة؛ لا يمكن رؤيتها كظاهرة فلكية وهي ما تسمى (الاقتران غير المرئي) ولكن هذا الشهر سيحدث اصطفاف للشمس والقمر والأرض على خط واحد تقريبًا؛ لذلك فإن كسوف الشمس حالة خاصة من حالات الاقتران تسمى "الاقتران المرئي"؛ بعكس خسوف القمر؛ فإن رصد كسوف الشمس يحتاج لتجهيزات رصد خاصة مثل النظارات المخصصة لرؤية الكسوف أو الفلاتر (المرشحات) من أجل التلسكوبات والمناظير وكاميرات التصوير لسلامة العين. جدير بالذكر أنه سيتبع هذا الكسوف الجزئي للشمس بعد أسبوعين خسوفٌ كلي للقمر منتصف شهر مايو المقبل.