إسطنبول/ محمد مستو/الأناضول يضفي رونقاً على أجواء رمضان، إذ يفوح عبق الشهر الكريم من كافة جوانبه، كما يقصده السياح ليتمتعوا بطرازه المعماري الفريد ذو الجمال الأخاذ وموقعه المحاذي للبحر، ليصبح واحدة من الوجهات التي لا غنى عنها في رمضان. إنه قصر "دولما بهتشه" في إسطنبول، الذي يقصده السياح المسلمون ليستأنسوا بمظهره حتى يحين وقت الإفطار، ومنهم من يأتيه في المساء ليقضي وقتاً ممتعاً في واحدة من أفخم قصور العالم التاريخية بعد إفطار شهي. وتجذب أجواء الربيع التي بدأت تعانق إسطنبول بعد أن حزم الشتاء حقائبه، مزيداً من السياح كل يوم، ليصبح الربيع ورمضان و قصر دولما بهتشه واحدة من أجمل ثلاثيات السياحة في المدينة. ويمتد قصر "دولما بهتشه" على مساحة 250 ألف متر مربع بين منطقة بيشكتاش و مضيق البوسفور في الشطر الأوروبي من إسطنبول. بني القصر في عهد السلطان العثماني عبد المجيد على مدار 13 عاماً بين 1843 و 1856، ليصبح أحد الرموز الأكثر تألقاً للدولة العثمانية التي حكمت مساحات شاسعة من العالم لمئات السنين. عدسة الأناضول رصدت أجواء القصر الذي يحتوي على 43 صالون، و 180 غرفة، و 12 حمام، واستخدم في بنائه أطنان من الذهب والفضة، وتحيط به حدائق تختلط رائحتها مع رائحة البحر، فيتنفس فيها الزائر هواءً عليلاً. وإضافةً إلى كونه تحفة معمارية، فإن الزائر ينبهر بالأثاث المستخدم فيه، المصنوع من أجود أنواع الخشب، والكريستال المعلق على أسقفها وجدرانها، في تناغم قل نظيره. كما يضم القصر متحف مقتنيات، ويحظى باهتمام السياح المحليين والأجانب، لما يحتويه من تحف تاريخية يبلغ عددها أكثر من 55 ألف قطعة، ترجع لفترات وعصور زمنية مختلفة. تلك المقتنيات تم جمعها في أحد الأجنحة الحديثة التابعة للقصر التاريخي، والذي يضم أعدادًا كبيرة ومتنوعة من التحف الفنية والتاريخية بدءًا من الشمعدان إلى المزهريات، ومن الخزف والبورسلين، إلى الطاولات الخشبية، والمقاعد، ومن المنسوجات إلى مستلزمات المطبخ، والإضاءة، فضلا عن بواكير العديد من الروايات البوليسية، وألعاب الأطفال. ويعرض قصر دولما بهتشه بمقتنياته أمام الزوار صورة كاملة عن الحياة التي كانت سائدة في القرن الـ19، بكل ما تشتمله من فنون وأناقة فلا يملك الزائر إلا أن يفتن بجمالها. ولا يملك زائر القصر إلا أن يندهش مما رآه فيه، لتصبح من أهم أجزاء حكاية زيارته لتركيا، فيسهب في روايتها للعائلة و الأصدقاء عندما يعود لبلاده. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :