طور باحثون من جامعتي ساسيكس وبريستول الأمريكيتين، أول مغناطيس عن بعد في العالم يحرك الأشياء بالموجات الصوتية، ليحولوا الخيال العلمي إلى عالم الحقيقة العلمية على أرض الواقع. ويقول اسير مارزو الذي يحضر الدكتوراه في جامعة بريستول وقاد الدراسة: ما نراه هنا هو ما نسميه الهولوجرام الصوتي، لدينا سطح مستو، ونخلق مجالاً صوتياً ثلاثي الأبعاد يمكنه أن يحيط بالجسيمات الدقيقة. ويمكن الحصول على المجال الصوتي من خلال التحكم في 64 مكبر صوت دقيق بتردد 40 كيلوهرتز. وهذا يخلق موجات صوتية عالية وشديدة يمكنها أن تحمل حبة الخرز أو تحفظها في المكان الصحيح أو تحركها وتدورها. وابتكر الباحثون ثلاثة أشكال مختلفة من المجالات الصوتية لتحريك الأشياء ولديهم طموحات كبيرة. ويقول مارزو: أحد مشروعاتنا المستقبلية في الأساس هي نقل شيء في حجم كرة الشاطئ لمسافة عشرة أمتار، ونعتقد أن هذا سيكون مفيداً جداً في بيئة تنعدم فيها الجاذبية مثل أسفل سطح المياه وفي محطة الفضاء الدولية، إذا تابعت تسجيلات الفيديو المصورة ستجد كل شيء يطفو من حولك الماء وقطع المكسرات ومفاتيح الربط، كل شيء يطفو دون أي تحكم، فإذا استطعت خلق جاذبية مزورة بهذا الجهاز سيساعد ذلك رواد الفضاء كثيراً. كما يريد الفريق تقديم هذه التكنولوجيا في أجهزة دقيقة لتستخدم في الجراحات الطبية. ويقول مارزو: بالنسبة لي أهم تطبيق بل أفضل تطبيق هو تصغير الحجم إلى أقصى درجة لتحمل أشياء داخل جسمك، قد تكون كبسولات دواء وقد تكون حصاوى في الكلى وقد تكون جلطات أو أدوات جراحية دقيقة مثل المقصات الصغيرة التي يمكن السيطرة عليها عن بعد. وحتى مؤخراً ظل مفهوم المغناطيس الذي يحرك الأشياء بقدرة الصوت قاصراً على الخيال العلمي مثل سلسلة أفلام (ستار ترك). لكن مع استخدام الصوت بدلاً من الضوء لخلق نسخة حقيقية ذهب الباحثون إلى مجال لم يسبقهم إليه أحد.
مشاركة :