بدأت تداعيات الحرب الأوكرانية تنعكس على الساحة السورية بين النفوذين التركي والروسي شمال غرب البلاد، بينما بدت العلاقة واضحة بعد إعلان الخارجية التركية إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الحربية الروسية المتجهة إلى سوريا إلى قاعدة حميميم في اللاذقية. مواقف وهذه المواقف المتشنجة بين الجانب الروسي والتركي، تأتي في ظل استمرار القصف الروسي لمناطق غرب الفرات في إدلب وريفها، وهي مناطق من المفترض أن تكون تحت اتفاقيات خفض التصعيد أو بما يعرف بمسار أستانا الذي يجمع كل من روسيا وتركيا وإيران. التصعيد الروسي في إدلب، اعتبره مراقبون اختباراً لصمود اتفاق أستانا بين أنقرة وموسكو في سوريا، حيث بدأت الطائرات الروسية حملة من التصعيد شمال غربي سوريا منذ منتصف الشهر الجاري، تضمن قصفاً لمواقع متفرقة من جنوبي إدلب وشمالي وغربي حلب، وهي مناطق تحت اتفاق خفض التصعيد، بل تعدى القصف ليطال المواقع التابعة للجيش التركي عندما استهدفت الطائرات الروسية محيط منطقة دارة عزة غربي حلب، التي يوجد فيها نقاط عسكرية تركية، كما حلقت الطائرات الروسية فوق قواعد عسكرية تركية في كل من دارة عزة غربي حلب، ومنطقة عفرين شمالي المحافظة. الاحتكاك الروسي التركي وصل إلى حدود كبيرة في التصعيد، حيث جرى استهداف مدرعة عسكرية تركية بصاروخ مضاد للدروع موجه، يبلغ مداه 4 كيلومترات على الأقل، والمرجح أنه صاروخ روسي الصنع من طراز «كونكورس» أو «كورنيت»، فيما يقول محللون عسكريون إن استهداف المدرعة التركية في ريف حلب جاء على يد قوات سوريا الديمقراطية القريبة من مناطق انتشار الجيش التركي وبغض نظر روسي. زيارة التوتر الروسي التركي على الأراضي السورية، جاء بعد زيارة مسؤولين أمريكيين إلى أنقرة الشهر الجاري، حيث يرى مراقبون أن المد والجزر في العلاقة الروسية التركية يعود إلى تحسن العلاقات التركية الأمريكية في الآونة الأخيرة على خلفية تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا ومحاولة الولايات المتحدة الأمريكية جمع كل المواقف الدولية خصوصاً في دول الناتو ضد طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا. تصعيد ويشير التصعيد الروسي على مناطق إدلب وريفها في اليومين الماضيين، واستهداف سلاح الجو الروسي لمناطق في ريف إدلب إلى عمق الفجوة الروسية التركية، ما دفع الأخيرة إلى تحسين مواقعها العسكرية في جنوب إدلب تحسباً لتصعيد ميداني في الفترة المقبلة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :