على المستوى العربي والدولي تفرَّدت المملكة العربية السعودية في تأسيس علاقاتها الخارجية بين البلدان ومصالحها المشتركة؛ وذلك من أجل خدمة المواطن السعودي، وإسعاده، ورفاهيته.. فهي تسخِّر كل إمكانياتها بمصالح وطنية عليا، تعتمد على الشعب، وليس العائلة الحاكمة، على العكس في الكثير من الأنظمة التي أسست نظامها على أساس أيديولوجي، يعتمد على السلطة وليس الشعب. هناك الكثير من دول العالم يحكمها الحزب الحاكم في تغليب مصالح الحزب على مصالح الشعب. يقول توماس فولر: "لا تُباع الصداقة في معرض أو سوق". والحقيقة إنها اليوم تختلف عن الأمس، ونستطيع أن نقول: "الصداقة تُشترى في معرض المصالح". ما تقوم به الحكومة السعودية اليوم هو توطيد العلاقات الخارجية، وإكثار سوادها، خاصة مع الدول المؤثرة في الساحة العالمية؛ لأن صداقة ذوي النفوذ اليوم مطلب. فلسفة السياسة السعودية تقوم على مبدأ: ليس لنا أصدقاء دائمون، ولا أعداء دائمون، بل لنا مصالح دائمة، تهدف دائمًا إلى مزج السياسة بالصداقة، وأن يعيش هذا العالم بسلام بعيدًا عن الحروب والأزمات، وقريبًا من خلق روح التعاون بين الدول، وعقد شراكات مثمرة، تعود بالنفع -في المقام الأول- على الموطن. وهذا من حكمة السياسة السعودية مع جميع الدول، صديقة كانت أو عدوة. وحتى صداقة الأعداء -أحيانًا- تُخفِّف من وقع البلية. الدول لا تستطيع أن تعيش منعزلة عن محيطها؛ فمحيطها أولى، ومن ثم التوسع مع باقي دول العالم، لكننا نلحظ بعض الدول العربية أو الإسلامية تعادي دول المحيط -جهرًا أو سرًّا- وتعتمد في سياستها على أيديولوجية النظام، لا مصلحة مواطنيها، وتصرف المليارات على تصدير أجندتها، ولكن لن تنجح؛ لأن الأساس هو الشعب، وليس النظام. نحمد الله تعالى أن رزقنا قادة وطنيين، استخدموا العلاقات الخارجية لتطوير بلدهم، وإعلاء شأن مواطنيهم، وتحقيق طموحات شعوبهم في الرخاء والحياة الكريمة؛ وهذا ما دلت عليه المؤشرات العلمية من تفوُّق المملكة العربية السعودية وتقدُّمها المطرد في جميع المجالات، وعلى كل المستويات.
مشاركة :