أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، أن الولايات المتحدة ستعيد فتح سفارتها في أوكرانيا قريباً، وذلك بعد زيارة قام بها بصحبة وزير الدفاع لويد أوستن إلى كييف، ووعدا بمزيد من المساعدات العسكرية، وأشادا بالقتال ضد الهجوم الروسي، فيما حذرت موسكو أميركا إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا. وقال المسؤولان الأميركيان إن بإمكان أوكرانيا كسب المعارك العسكرية أمام روسيا إذا حصلت على «المعدات المناسبة»، في أعقاب الزيارة التاريخية. وجاءت الزيارة بالتزامن مع دخول الحرب شهرها الثالث، فيما ترافق الأزمة حملة دعم من دول الغرب التي أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا. وقال أوستن لمجموعة من الصحافيين، بعد أن التقى وبلينكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «الخطوة الأولى للانتصار هي الثقة بإمكانية الفوز»، مضيفاً: «نعتقد أن بإمكانهم الفوز، يمكنهم الفوز إذا كانت لديهم المعدات المناسبة». وأبلغ أوستن زيلينسكي، في اجتماع عقد، مساء أمس الأول، بعد رحلة بالقطار من بولندا: «ما فعلتموه لصد الروس في معركة كييف هو أمر غير عادي، وملهم بكل صراحة لبقية العالم، ونحن هنا لدعمكم بأي طريقة ممكنة». وأضاف أوستن: «نريد أن نرى روسيا وهي تضعف لدرجة أنها لا تستطيع القيام بالأشياء التي فعلتها في الهجوم على أوكرانيا». وأفاد مسؤولون أميركيون بأن أوستن وبلينكن تعهدا بتقديم مساعدة جديدة بقيمة 713 مليون دولار لأوكرانيا ودول أخرى في المنطقة. وقال مسؤول إن مساعدات إضافية بقيمة 322 مليون دولار لأوكرانيا سترفع إجمالي المساعدة الأمنية الأميركية منذ الهجوم إلى نحو 3.7 مليار دولار. وأضاف المسؤول أن ذلك سيساعد القوات المسلحة الأوكرانية على الانتقال إلى أسلحة أكثر تقدماً وأنظمة دفاع جوي تتوافق بشكل أساسي مع حلف شمال الأطلسي. من جانبه، قال أناتولي أنطونوف سفير روسيا في واشنطن للتلفزيون الرسمي الروسي، إن موسكو حذرت الولايات المتحدة من إرسال المزيد من الأسلحة لأوكرانيا. وقال أنطونوف، في مقابلة مع قناة روسيا 24 التلفزيونية: «شددنا على عدم قبول هذا الوضع الذي تُغرق فيه الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة، وطالبنا بإنهاء ذلك». وأضاف أن موسكو بعثت بمذكرة دبلوماسية إلى واشنطن تعبر عن دواعي قلق روسيا، لافتاً إلى أن من شأن مثل هذه الإمدادات من الأسلحة من الولايات المتحدة أن تفاقم الوضع وتزيد المخاطر التي ينطوي عليها الصراع. وقبل أسابيع فقط، كانت كييف في الخطوط الأمامية تحت حظر التجول والقصف، مع احتشاد عشرات الآلاف من الجنود الروس عند أطرافها الشمالية، وتحصن السكان من قصف المدفعية بمحطات مترو الأنفاق. والآن، تتمركز أقرب القوات الروسية على بعد مئات الأميال، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في العاصمة التي تستقبل زعماء غربيين، وتعيد فيها الدول فتح سفاراتها. وقال بلينكن إن الدبلوماسيين الأميركيين سيعودون أولاً إلى مدينة لفيف الغربية، على أن يعودوا إلى كييف في غضون أسابيع. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن رشح بريدجيت برينك، سفيرة الولايات المتحدة الآن لدى سلوفاكيا، لتكون المبعوثة الجديدة إلى كييف. وهذا المنصب شاغر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. ورغم أن أوكرانيا صدت الهجوم على كييف، فإن الأزمة لم تنته بعد. وأعادت روسيا تجميع قواتها، وأرسلت مزيداً من القوات إلى شرق أوكرانيا. وشنت الأسبوع الماضي هجوماً كبيراً هناك في محاولة للسيطرة على الإقليمين في الشرق المعروفين باسم دونباس. وقبل زيارة بلينكن وأوستن، وضع المسؤولون الأوكرانيون قائمة بالأسلحة المطلوبة بصورة عاجلة من الولايات المتحدة، مثل الأنظمة المضادة للصواريخ والأنظمة المضادة للطائرات والعربات المدرعة والدبابات، وفقاً لما قاله إيجور جوفكفا مساعد زيلينسكي لشبكة «إن بي سي نيوز» أمس الأول. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث يومي للأزمة، إن روسيا لم تحرز سوى تقدم بسيط في بعض أجزاء دونباس. وأضافت: «بدون وجود عناصر دعم لوجستية كافية، لم تحرز روسيا بعد تقدماً يذكر». وعبر الحدود في منطقة بريانسك الروسية بالقرب من شمال شرق أوكرانيا، تكافح السلطات حريقاً هائلاً في مخزن للوقود. ولم يربط أي من الجانبين الحريق بالهجوم الروسي علنا، لكن روسيا اتهمت أوكرانيا بشن هجوم بطائرة هليكوبتر في تلك المنطقة الأسبوع الماضي. وأظهرت صور لم يتم التحقق منها على الإنترنت انفجاراً مفاجئاً، وأظهرت صور أخرى حرائق في موقعين منفصلين في وقت واحد. وفي السابق، رفضت أوكرانيا التعليق على اتهامات بشن ضربات عبر الحدود أو نفتها. ويتناقض الهدوء النسبي في كييف مع الوضع في جنوب وشرق البلاد، حيث يستمر القصف بلا هوادة. وقال حاكم منطقة بولتافا، على بعد 320 كيلومتراً جنوب شرقي كييف، إن ضربات صاروخية روسية على مصفاة نفط ومحطة كهرباء في كريمنشوك أسفرت عن مقتل شخص، وإصابة سبعة. وقالت موسكو إنها دمرت منشآت لإنتاج النفط. كما أطلقت روسيا صواريخ على بلدتين في منطقة فينيتسا الوسطى، وهو ما أسقط عدداً غير محدد من القتلى والجرحى، حسبما أفاد حاكم المنطقة سيرهي بورزوف. وتنفي موسكو التي تصف أعمالها في أوكرانيا بأنها «عملية عسكرية خاصة» استهداف المدنيين.
مشاركة :