أكدت دولة الإمارات ضرورة إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تعيد الثقة بجدوى العملية السلمية وتضعها على طريق واضح نحو التوصل لحل تفاوضي على أساس حل الدولتين، مؤكدةً التزامها بدعم تحقيق استقلال الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقال السفير محمد بوشهاب من بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة في بيان للإمارات ألقاه أمام مجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط: إن «الفترة الحالية هي فترة حرجة للغاية، فكما شهدنا خلال السنوات الماضية، إما أن تكون النتيجة تصعيداً خطيرا، يزيد من التوتر والاحتقان في المنطقة، أو أن يتم تدارك هذه الأحداث والحيلولة دون تفاقمها بشكل أكبر». واستنكر في هذا السياق، الاقتحامات المتكررة من قبل القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، وكذلك الاعتداءات التي قام بها المستوطنون في باحة الحرم الشريف، مؤكداً أن «ما نحتاجه الآن هو ضبط النفس مع استمرار الجهود والضغوط الإقليمية والدولية بشكل كثيف لخفض التصعيد وطرح مبادرات بناءة يمكن عبرها إعادة بناء الثقة بين الأطراف». وأكد البيان: «يجب هنا الاستفادة من كافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة، ومنها قنوات الاتصال مع الأطراف لتحقيق هذه الغايات، فكما أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في اتصاله مع نظيره الإسرائيلي، يجب تهدئة الأوضاع ووقف أية ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك»، مثمناً في هذا الإطار بعض القرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية مؤخراً لخفض التصعيد وتهدئة التوترات، حاثاً على اتخاذ المزيد من هذه الخطوات لخلق وضع مستقر ومستدام يوفر أفقاً سياسياً يمكن البناء عليه للانتقال إلى خطوات مقبلة، تمكن الفلسطينيين والإسرائيليين من الجلوس معاً إلى طاولة المفاوضات، لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وأشاد بيان الإمارات في هذا الإطار بجهود كل من الأردن ومصر والولايات المتحدة في حث الأطراف على الالتزام بالهدنة الأخيرة واستعادة الهدوء في المنطقة. وأيد البيان كذلك ما ورد في البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ الأخير للجنة الوزارية العربية، بشأن ضرورة إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تعيد الثقة بجدوى العملية السلمية، وتضعها على طريق واضح نحو التوصل لحل تفاوضي على أساس حل الدولتين، بحيث تعيش الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلامٍ وأمن واعترافٍ متبادل، والذي يشكل خياراً استراتيجياً عربياً، وضرورة إقليمية ودولية. وأضاف البيان: «تتطلب الأوضاع الراهنة والتي أدت إلى وقوع مئات الإصابات والاعتقالات في صفوف المصلين، وإلحاق أضرار بالغة بمرافق الحرم القدسي الشريف إلى توفير الحماية للمصلين مع تجنب اتخاذ أي خطوات استفزازية في المسجد الأقصى المبارك». كما شدد على أن تحترم السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية ووصولهم بحرية إلى الأماكن المقدسة، ومنها المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي. وجدد البيان التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم لمدينة القدس ومقدساتها بموجب القانون الدولي، بما يشمل عدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، وكذلك احترام الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية والأوقاف، والتي يتولّاها ملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني. كما ثمنت دولة الإمارات في هذا الصدد كافة الجهود المتعددة الأطراف لحماية المدينة، ومنها جهود لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، والتي يرأسها جلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية. وفي ختام البيان، أكدت الإمارات الالتزام بدعم تحقيق استقلال الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمرجعيات مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها.
مشاركة :