قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة صاروخية أطلقت من الأراضي اللبنانية سقطت في منطقة مفتوحة في إسرائيل الاثنين، وردت إسرائيل بقصف مدفعي على المنطقة التي انطلقت منها القذيفة الصاروخية. ويأتي التصعيد النادر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في أعقاب اشتباكات على مدى الأسبوعين الماضيين بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى بالقدس مما أثار غضبا عربيا وقلقا دوليا. ودأبت فصائل فلسطينية صغيرة على إطلاق النار بشكل متقطع على إسرائيل في الماضي. وكلما احتدمت المواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، يعمد مجهولون إلى إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الإطلاق. وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على تويتر إنه لم يتم تفعيل الإنذارات أو إعلان حالة التأهب في شمال إسرائيل عندما سقطت القذيفة، التي لم يحددها في منشوره. أرولدو لازارو: ندعو للهدوء وضبط النفس في هذا الوضع المتفجر ولا تعترض منظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ بالضرورة المقذوفات الصاروخية إذا بدا أنها في طريقها للسقوط في مناطق غير مأهولة. وردا على القذيفة التي أطلقت من لبنان، قال الجيش الإسرائيلي إن المدفعية “استهدفت مصدر إطلاق القذيفة” دون الخوض في المزيد من التفاصيل. وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) على تويتر إن أرولدو لازارو قائد القوة حث على “الهدوء وضبط النفس في هذا الوضع المتفجر والمستمر”. وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل، خلال العامين الأخيرين، هدوءا نسبيا، إلا أنه بين الفينة والأخرى تعلن إسرائيل عن حدث أمني في المنطقة، مثل القبض على متسللين أو إسقاط طائرات مسيرة أو رصد إطلاق صواريخ من لبنان. ويسيطر حزب الله اللبناني، على منطقة جنوب لبنان المحاذية للحدود مع إسرائيل. وانسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، ومن ثم وضعت الأمم المتحدة ما عُرف بـ”الخط الأزرق” على الحدود بينهما، لتأكيد هذا الانسحاب، لكن هذا الخط لم يراعِ الحدود الرسمية بشكل دقيق. ولبنان وإسرائيل رسميا في حالة حرب. وشهد لبنان عام 2006 حربا دامية بين إسرائيل وحزب الله استمرت 33 يوما وقُتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيليا معظمهم جنود. وفي وقت سابق، أشاد حزب الله اللبناني في بيان بما وصفه بـ”العملية النوعية” التي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين وإصابة آخرين في مدينة الخضيرة في شمال إسرائيل. وقال حزب الله في بيانه “نبارك للشعب الفلسطيني المجاهد وفصائله المقاومة ومجاهديه الشرفاء بالعملية الاستشهادية النوعية في مدينة الخضيرة التي تؤكد ثبات هذا الشعب وإرادته الصلبة في مواجهة الاحتلال بكل الإمكانات والأدوات المتاحة”. ومنذ أسبوعين، يقتحم المئات من المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى. وأثار هذا الأمر غضب الفلسطينيين، الذين دعوا إلى وقف الاقتحامات. كما هددت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بالرد على استمرار “الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى”. ويرى محللون سياسيون أن فُرص التصعيد العسكري بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل تزداد في ظل ارتفاع منسوب التوتر بمدينة القدس على خلفية الاقتحام المتكرر للمستوطنين للمسجد الأقصى واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية. والاثنين الماضي ولأول مرة منذ مطلع العام الجاري، دوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، اعترضته منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي. ورد الطيران الحربي الإسرائيلي على ذلك بضربات جوية الثلاثاء قال إنها استهدفت مصنع أسلحة تابعا لحماس.
مشاركة :