الولايات المتحدة ترى أن أوكرانيا قادرة على كسب الحرب إذا حصلت على الأسلحة المناسبة

  • 4/26/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإثنين إن بإمكان أوكرانيا كسب الحرب أمام روسيا إذا حصلت على “المعدات المناسبة”، في أعقاب زيارة تاريخية إلى كييف برفقة وزير الخارجية أنتوني بلينكن. وجاءت الزيارة بالتزامن مع دخول الحرب شهرها الثالث مع سقوط الآلاف من القتلى وتسجيل الملايين من النازحين. وترافق النزاع مع حملة دعم من دول الغرب التي أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا. وقال أوستن لمجموعة من الصحافيين بعد أن التقى وبلينكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “الخطوة الأولى للانتصار هي الثقة بإمكانية الفوز”. وأضاف “نعتقد أن بإمكانهم الفوز، يمكنهم الفوز إذا كانت لديهم المعدات المناسبة”. فولوديمير زيلينسكي: يمكننا أن نقلب مسار الحرب بالمزيد من الأسلحة واستمرّ الاجتماع بين الجانبين ثلاث ساعات وكان “منتجا جدًا ومفصّلا”، بحسب متحدث باسم البنتاغون الذي لفت إلى أن زيلينسكي أُبلغ أيضا بمعلومات حول قمة أمنية مقبلة في ألمانيا الثلاثاء بين حلفاء غربيين. ومضى أوستن إلى حد القول إن الولايات المتحدة تأمل في إنهاك الجيش الروسي في أوكرانيا، ما يمنعه من القيام بعمليات غزو أخرى في المستقبل. وقال “نريد أن نرى روسيا ضعيفة إلى حد لا تستطيع معه القيام بالأشياء التي قامت بها في غزوها أوكرانيا”. ويطالب زيلينسكي دول الغرب منذ أشهر بأسلحة ثقيلة بينها مدفعية وطائرات مقاتلة. وتعهد بأن قواته يمكن أن تقلب مسار الحرب بالمزيد من الأسلحة. ويبدو أن نداءاته تلقى صدى، فقد تعهد عدد من دول حلف شمال الأطلسي في الأيام القليلة الماضية بإمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة ومعدات، رغم احتجاج موسكو. وتتقدم الولايات المتحدة الدول المانحة للمساعدات المالية والعسكرية لهذا البلد، وهي من أهم الداعين لفرض المزيد من العقوبات على موسكو. غير أنها لم ترسل أي مسؤول كبير إلى كييف التي توجه إليها العديد من القادة الأوروبيين للتأكيد على دعمهم. وتابع أوستن، بالإشارة إلى قمة الثلاثاء في ألمانيا “ستتقدم العديد من الدول وتقدم ذخائر ومدافع هاوتزر إضافية. لذلك سنبذل قصارى جهدنا بكلّ ما نستطيع وبأسرع ما يمكن للحصول عليها، لإعطائهم ما يحتاجون إليه”. وقال أوستن وبلينكن إن الدبلوماسيين الأميركيين سيبدأون في العودة تدريجيا إلى أوكرانيا هذا الأسبوع، وأعلنا عن تخصيص 700 مليون دولار (653 مليون يورو) من المساعدات العسكرية الإضافية. وجاءت الزيارة البالغة الحساسية للوزيرين الأميركيين على وقع احتدام المعارك في أوكرانيا ما أرخى بثقله على احتفالات عيد الفصح في البلد الذي تدين غالبيته بالأرثوذكسية. وبعيد ساعات على إجراء المحادثات في كييف، أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف إطلاق نار حول مجمع آزوفستال المعدني في مدينة ماريوبول، بعد اتصالات جرت نهاية الأسبوع الماضي بهدف وقف القتال للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة. وقالت الوزارة في بيان إن القوات الروسية “اعتبارا من الخامس والعشرين من أبريل 2022 ستوقف بشكل أحادي أي أعمال قتالية وستسحب الوحدات إلى مسافة آمنة وتضمن انسحاب” المدنيين. ولفتت إلى أن المدنيين سيؤخذون “في أي اتجاه يختارونه”، مضيفة أن على الجانب الأوكراني أن يظهر “استعدادا” لبدء عمليات الإجلاء الإنسانية “برفع الرايات البيضاء” في آزوفستال. ولكن كييف نفت الاتفاق على وقف إطلاق النار. وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتوك على تلغرام “للأسف لا توجد اتفاقيات بشأن الممرات الإنسانية من آزوفستال”. ويأتي ذلك غداة إعلان كييف أنها دعت موسكو لإجراء محادثات بالقرب من آزوفستال، بعد أن أحبطت القوات الروسية محاولة إجلاء المدنيين في نهاية الأسبوع، وفقا لمسؤولين أوكرانيين. وقال أوليكسي إريستوفيتش أحد مستشاري الرئيس الأوكراني “دعونا الروس إلى عقد جلسة مفاوضات خاصة قرب موقع آزوفستال”. المعدات العسكرية المناسبة تساعد أوكرانيا على ردع الغزو الروسي المعدات العسكرية المناسبة تساعد أوكرانيا على ردع الغزو الروسي ولم يرد من روسيا رد على ذلك بعد. وطلب بوتين من قواته عدم شن هجوم على المجمع، لكن الأوكرانيين قالوا إن الهجمات تواصلت دون هوادة. وبينما كان الأوكرانيون يحيون فصحا حزينا وتحدى بعضهم القصف للذهاب إلى الكنائس، لم تظهر أي مؤشرات على تراجع وتيرة هجمات القوات الروسية. وقتل خمسة مدنيين وجرح خمسة آخرون الأحد في دونيتسك، على ما أعلن حاكم هذه المنطقة المحاصرة بافلو كيريلنكو. وأفادت السلطات أيضا عن مقتل شخص في خاركيف (شمال شرق). والسبت أدت ضربة صاروخية على أوديسا (جنوب) إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين، بحسب زيلينسكي الذي قال إن خمسة صواريخ سقطت على المدينة. وقالت وزارة الدفاع الروسيّة إنها استهدفت مستودعا كبيرا تخزن فيه أسلحة أجنبية قرب أوديسا. واتهم زيلينسكي روسيا بأنها دولة إرهابية دمرت مدينة ماريوبول الساحلية خلال أسابيع من القصف المتواصل. ومع الآلاف من الجنود والمدنيين المحاصرين في ماريوبول في ظروف تتزايد صعوبة، أعلنت كييف الأحد أنها دعت موسكو لمحادثات قرب مجمع آزوفستال للصناعات الفولاذية حيث يتحصن جنود أوكرانيون. زيلينسكي يتهم روسيا بالإرهاب حيث قامت الأخيرة بتدمير مدينة ماريوبول الساحلية خلال أسابيع من القصف المتواصل ودعا منسق الأمم المتحدة لشؤون أوكرانيا أمين عوض الأحد إلى “وقف فوري” للقتال في ماريوبول للسماح بإجلاء المدنيين المحاصرين في المدينة الأوكرانية “اليوم”. وقال عوض في بيان إن “حياة عشرات الآلاف من الأشخاص بمن فيهم نساء وأطفال وأشخاص أكبر سنا، على المحك في ماريوبول”. وأضاف “نحتاج إلى توقف في القتال الآن لإنقاذ حياة الناس. كلما انتظرنا أكثر، ستكون حياة المزيد من الأشخاص عرضة للخطر. يجب السماح بإجلائهم الآن، اليوم. غدا، سيكون قد فات الأوان”. وجاءت دعوته غداة فشل محاولة أخرى لإجلاء مدنيين في ماريوبول. وفي رسالة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي الأحد قال سفياتوسلاف بالامار نائب قائد كتيبة آزوف اليمينية المتطرف المتحصنة في شبكة قنوات تحت المجمع الصناعي، إن القوات الروسية تواصل قصف آزوفستال بوابل من النيران. ووصف قيادي آخر هو سيرغي فوليانا الوضع في المجمع بأنه “صعب جدا”، مكررا الدعوات للمجتمع الدولي لمساعدة المتبقين هناك على الهرب. وقال في مقابلة “لن يبقى لدينا وقت لحل عسكري للوضع، الوضع خطير جدا. محموم جدا. لا أعلم كم لدينا من الوقت”. وتعد ماريوبول الذي يقول الكرملين إنه “حررها” محورية في خطط روسيا الحربية لإقامة شريط بري يربطها بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وربما وصولا إلى مولدافيا. وجاءت المعارك الأخيرة في أعقاب إعلان قيادي عسكري روسي كبير في وقت سابق أن موسكو تسعى للسيطرة بالكامل على إقليم دونباس في الشرق وعلى جنوب أوكرانيا.

مشاركة :