الخرطوم - قنا: وصل سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء إلى الخرطوم مساء أمس في زيارة لجمهورية السودان يفتتح خلالها اليوم وغدًا على التوالي مجمّع الخدمات المتكاملة بقرية تابت النموذجية بولاية شمال دارفور وكذلك مجمّع الخدمات المتكاملة بقرية أم ضي النموذجية في ولاية شرق دارفور في إطار مبادرة قطر لتنمية الإقليم. وأكد سعادته عمق واستراتيجية العلاقات بين قطر والسودان، معربًا عن بالغ سعادته بزيارة السودان لافتتاح عدد من مشاريع التنمية والقرى النموذجية والمجمّعات الخدمية المتكاملة التي التزمت قطر بتنفيذها في إطار وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. وشدّد سعادته ردًا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على الترابط الوثيق بين التنمية والسلام والأمن، وقال في هذا السياق: إن الأمن والسلام والتنمية ثلاثية متزامنة لا يمكن فصل أحدها عن الآخر. وأكد التزام قطر ومنذ انطلاق العملية السلمية لدارفور بالدوحة، بمسار السلام والتنمية في الإقليم وتقديم كل دعم لتحقيق هذه الغايات بتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى /حفظه الله/ والذي وجّه بالاستمرار في دعم العملية السلمية في دارفور. وأشار على ذات الصعيد إلى بنك إعادة إعمار دارفور الذي أعلن عنه من قبل صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "حفظه الله"، لافتًا إلى أن قطر تعمل مع منظمة التعاون الإسلامي حاليًا للبدء في الخطوات التنفيذية المطلوبة لذلك. كما تطرّق سعادته في تصريحاته إلى مؤتمر إعادة إعمار دارفور الذي استضافته قطر مؤخرًا وتم خلاله جمع مبالغ كبيرة لهذه الغاية، بالإضافة إلى مشاريع تنموية أخرى تعمل عليها دولة قطر من خلال صندوق قطر للتنمية بجانب التوقيع على بناء وتنفيذ مشاريع أخرى بدارفور مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتابع سعادته قائلاً: "التزمنا بالإنعاش المبكر وهي عملية مترابطة مع التنمية المستدامة". وفي إجابة على سؤال، دعا سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء حملة السلاح والحركات الأخرى ممن لم يوقّعوا على وثيقة الدوحة للسلام في دارفور إلى الانضمام إلى الوثيقة التي أكد أنها مفتوحة لكل فصيل وحركة يرغب في الانضمام إليها. وخاطب أولئك ممن لم يوقّعوا على وثيقة الدوحة بقوله: "قلوبنا وصدورنا مفتوحة لكم ومستقبلكم في السودان واحد، فالأمور لا تحل إلا عبر الحوار والتفاهم". كما رحّب سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود في تصريحاته ردًا على سؤال آخر بمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها فخامة الرئيس السوداني، سائلاً الله تعالى أن يجعله حوارًا مباركًا يحقق الخير لأهل السودان جميعهم. وفي سياق متصل التقى سعادة الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول للرئيس السوداني مساء أمس بسعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، بمناسبة زيارته الحالية للسودان. جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها. حضر اللقاء سعادة السيد راشد بن عبد الرحمن النعيمي سفير دولة قطر لدى السودان وأعضاء الوفد المرافق لسعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء. كما اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء مساء أمس بفندق روتانا مع كل من سعادة الدكتور مدثر عبدالغني وزير الاستثمار السوداني وسعادة السيدة مارتا روبيس المنسّق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تم خلال الاجتماع مع سعادة وزير الاستثمار السوداني بحث المجالات الاستثمارية بين دولة قطر وجمهورية السودان الشقيقة وكذلك سير عملية التنمية والإعمار في دارفور. حضر الاجتماع سعادة السيد راشد بن عبد الرحمن النعيمي سفير دولة قطر في الخرطوم. كما بحث سعادته مع المنسّق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المشاريع التي سيتم تنفيذها في دارفور بمقتضى الاتفاقيات الموقعة بين دولة قطر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد أعربت السيدة روبيس عن عميق شكرها وتقديرها للدور المؤثر والمهم الذي تضطلع به دولة قطر في مجال التنمية وإعادة الإعمار في دارفور والجهود المتواصلة التي تبذلها باستمرار في هذه المجالات. حضر الاجتماع سعادة السيد أحمد بن محمد المريخي مدير إدارة التنمية الدولية بوزارة الخارجية.