هل السخرية فن يحقُ لهم ولا يحقُ لنا؟؟

  • 4/27/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خالد الفراج جسد بايدن بطريقة استطاعت أن تحاكي تصرفاته المعروفة للعالم   أثار مشهد كوميدي ساخر للفنان السعودي خالد الفراج وزميله الفنان وحيد الصالح تعليقاتٍ حادة من بعض المعلقين الاعلاميين والكتاب والامريكيين أبدوا استياءهم بأسلوبٍ وطريقةٍ استعلائيةٍ وفوقية من ذلك المقطع الكوميدي الساخر. والسخرية بقالبٍ كوميدي فن قديم والبرامج والمسلسلات الامريكية تحديداً زاخرة بالسخرية اللاذعة من شخصياتٍ عربية كثيرة ومن جماعات وقبائل البدو، فكان البدوي موضعاً لسخريتهم منذ زمن، وكثيراً ما اظهروه بتلك الطريقة في افلامهم وبرامجهم ومسلسلاتهم حتى ملوا من ذلك. وكما اشار الامير تركي الفيصل «منذ عشرينات القرن الماضي وحتى اليوم الاشارات المهنية للمملكة العربية السعودية وقادتها في البرامج الكوميدية الامريكية لا تعد ولا تحصى» واستشهد الامير بعددٍ منها في مقالٍ له وفي تعليقات منه منشورة ومتداولة. فلماذا خرجت تلك الاصوات من بعض المعلقين الامريكيين منزعجة ومحتجة ومتجهمة مستنكرةً مجرد مقطع تمثيلي كوميدي ساخر لم يتعد الدقيقتين او الثلاث محاكياً مقاطع ومسلسلاتٍ وافلاماً لهم سخروا فيها من العرب وخصوصاً من أهل الخليج العربي ما شاءت لهم السخرية ولم تصبنا «فوبيا السخرية» كما اصابتهم في صميم انفعالاتهم التي تابعنا بعضاً منها. صحيح ان بعض الفضائيات والمنصات الامريكية المشهورة قالت بما معناه «وضعتم يدكم على الجرح الامريكي أيها الشباب السعودي» لكننا هنا في هذه المساحة نفتح مع البعض من الساسة والمعلقين الامريكيين أقواسًا «حلال علينا وحرام عليكم» كما استنتجنا من تعليقاتهم واحتجاجاتهم واسلوبهم المتعالي الذي يفضح نزعةً اخرى بداخلهم تجاه العرب وعرب الخليج خصوصاً، وهي نزعة «الأحسن والأفضل» التي تفوح منها رائحة العنصرية المقيتة والتي يبدو ان بعض النافذين الامريكيين مازالوا مسكونين بها، ودعك من شعاراتهم الاستهلاكية. ولعل الحرب في أوكرانيا اسقطت الكثير من شعاراتهم في الوحل الذي تجمع وتراكم تحت اقدام تصرفاتهم ومواقفهم من شعارهم الاثير «حقوق الانسان». والابتسامة في هكذا أعمال مطلوبة، فالكوميديا مفتوحة ولم نتوقع ان يثير مشهد كوميدي ساخر قصير جداً البعض من معلقي أمريكا فيخرج علينا «بفرمانات» من قلب واشنطن أو نيويورك أو المدن الامريكية الاخرى ما كنا نظن أو نتوقع انها بهذا التفكير. الطريف في الموضوع ان اولئك المعلقين المحتجين والمنغمسين في استعلائهم لم يكتشفوا ابداً انهم بتلك التعليقات والاحتجاجات في بعض الفضائيات قد قاموا من حيث لا يريدون بحملة ترويج للمشهد في امريكا نفسها، ما دفع قطاعاً من الجمهور الامريكي إلى البحث عن المشهد ومتابعته. وفي عودة إلى «استديو 22» الذي قدم ذلك المشهد المثير للجدل والذي نال استحساناً واسع النطاق في عددٍ كبيرٍ من البلدان العربية وغير العربية، فقد اكتشفنا مواهب تمثيلية كوميدية سعودية جديدة برزت بشكلٍ لافت وجميل خفيف الظل، وتدفقت امكانياتها الفنية لتضفي على فترة ما بعد الصيام روحاً من البهجة وترسم ابتساماتٍ مريحة. شكراً لتلك المجموعة فقد تألقت شباباً وشابات وتركت بصمة كوميدية لتأسيس مرحلة أخرى من الكوميديا تواصل مسيرة من سبقوها من فنانين سعوديين وخليجيين، فاستديو 22 اعتمد على مجموعة شباب وقام العمل على اكتفاهم، وانتزعوا الابتسامات واستحقوا الحديث عنهم هكذا. وأخيراً نقول بالتأكيد عرفتم المقطع الذي نقصده في عمودنا، فخالد الفراج جسد بايدن بطريقة استطاعت ان تحاكي تصرفاته المعروفة للعالم.

مشاركة :