أطلّ الأسبوع الجاري على تطوّرات المشهد اللبناني، والتي ملأت كلّ الاتجاهات، من الشمال إلى الجنوب مروراً بالعاصمة بيروت، ومن البحر إلى الجوّ مروراً بالبرّ. شمالاً، لا تزال مدينة طرابلس تلملم أحزانها وتنتشل أبناءها من بحر التغريبة في الوطن، وتشيّع من أبحر إلى حيث لا غربة في السماء. أمّا جنوباً، فعشرات القذائف على الأراضي اللبنانيّة إثر إطلاق صاروخ «مجهول المصدر» من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل. وما بين المشهديْن، إشكالات متنقّلة وتحرّكات نقابيّة واجتماعيّة غاضبة في بيروت. علامات استفهام ومن بوّابة هذه المشاهد مجتمعةً على الساحة اللبنانيّة، تزاحمت علامات الاستفهام، من دون أن تلقى بعد إجابات شافية، وكان أبرزها: هل كان «زورق الموت»، قبالة ميناء مدينة طرابلس ليل السبت الماضي، نتيجة موضعيّة لاصطدام عرضي في عرض البحر مع القوّات العسكريّة، أم شرارة فتيل «فتنة طرابلسيّة» في مواجهة الجيش؟ ماذا عن توقيت إطلاق «الغراد» من جنوب لبنان، وتحديداً من سهل منطقة القليلة في مدينة صور، على إسرائيل؟ ماذا يُحضّر للبنان؟ وإلى أين يُقاد؟ وأيّ نفق يُراد إدخاله فيه؟ ومن يدفع إلى ذلك؟ وخدمةً لأيّ أجندة؟ حال ترقب وبين الفوضى شمالاً والتصعيد جنوباً، بدا المشهد الداخلي في حال ترقّب لما يمكن أن يحصل، إذْ بدا، قبل 19 يوماً على الانتخابات البرلمانية المقرّرة في 15 مايو المقبل، كأنّه على موعد استباقي من الاهتزازات التي استحضرت هاجس احتمال اتساع الاختلالات إلى حدود إحاطة الاستحقاق الانتخابي بعلامات استفهام حول مصيره ووضعه في خانة الاحتمالات التعطيليّة. وعلى المقلب الآخر من الصورة، فإنّ معظم المؤشرات والمعطيات الأمنية، كما السياسيّة، وعلى رغم التضارب الكبير في مواقف القوى الداخلية سياسياً على أبواب المنازلة الانتخابية «المصيرية»، تؤكد أنّ هذه التطوّرات لا يُفترض أن تبلغ حدود تهديد جدّي للانتخابات. أمّا الخشية، فمن التوظيف السياسي لما يحصل، ضمن سياق مترابط من الأحداث التي تتوالى فصولاً، مع ما يعنيه الأمر، وفق تأكيد مصادر متابعة لـ«البيان»، من كوْن الوضع بمجمله بات أمام استحقاق أمني خطير يسابق الاستحقاق الانتخابي على «أرض التفليسة». مخطط ما وفي المحصّلة، فإنّ ثمّة من يربط التطوّرات الجنوبيّة بوجود «مخطّط ما» يهدف إلى زرع الفوضى، وصولاً إلى محاولة تأجيل الانتخابات النيابية، وخصوصاً أنّ القوى المتضرّرة من الاستحقاق الدستوري كثيرة، وفي طليعتها الفريق الحاكم، فيما الفريق الذي يمكنه تحريك الجبهة الجنوبيّة ويمسك بأمنها معروف الهويّة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :