تحل علينا هذه الأيام من شهر رمضان المبارك، ذكرى مرور خمس سنوات على البيعة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد - حفظه الله - نعيش ما تشهده المملكة العربية السعودية ممثلة في قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– وتوجيهه لسمو ولي العهد لتحقيق المزيد من التطوير في بلادنا وقيادة حراك تنموي كبير للبناء والنماء والتطوير المتسارع وفق رؤية المملكة 2030 وترجمة استراتيجياتها وخططها التنموية وتحويلها إلى واقع ملموس ينعم بها الوطن المعطاء بما يكفل العيش الكريم للشعب السعودي وأجياله المقبلة وكل من يعيش على أرض المملكة العربية السعودية. توسيع الاقتصاد وزيادة الاستثمار وتوفير الوظائف للمواطنين وبفضل التوجيه الملكي الكريم، استطاع سمو ولي العهد خلال السنوات الخمس الماضية التخطيط والتنفيذ لمستقبل المملكة بشفافية وجدية، ما سرّعت عجلة التنمية المستدامة وتحقيق إنجازات سعودية عالمية أسهمت في تحويل المملكة العربية السعودية وشعبها إلى نقطة ضوء عالمية واضحة المعالم في عالم مضطرب تتقاذفه الأزمات والصراعات، وهذه السنوات القلائل كشفت حجم العمل الحقيقي والمتواصل في كافة الاتجاهات والأصعدة، للوصول إلى تحقيق المنجزات على أرض الواقع. إنجازات استثنائية ومنذ تولي سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ولاية العهد تزايدت إنجازاته السياسية والاقتصادية والتنموية، حيث استطاعت المملكة تحقيق إنجازات استثنائيّة في كافة المجالات، من أبرزها البدء ببرنامج شامل لإصلاح الاقتصاد في بلادنا، ورفع نسبة تملّك المواطنين للمساكن لنسبة تصل 70 بالمائة، ومضاعفة قيمة الناتج المحلي غير النّفطي في آخر خمس سنوات بوتيرة متسارعة، بالرّغم من وجود تحدّيات اقتصاديّة كبيرة، فقد تم رفع قيمة الإيرادات غير النّفطية لأكثر من 360 مليار ريال سعودي، والاستمرار بدعم بند نفقات التّمويل، كما أصبحت المملكة واحدةً من أفضل الدول في مجموعة العشرين، في التّعامل مع جائحة كورونا وتبعيّاته الاقتصاديّة، إضافةً إلى ذلك زادت معدّلات التّوظيف، والتي هي هدف موجود على رأس أولويّات بلادنا، فقد قامت المملكة بإصلاح سوق العمل وتوفير المزيد من الوظائف للمواطنين من الجنسين، وتخفيض نسبة البطالة لأدنى مستوياتها على الإطلاق، كما تم دعم صندوق الاستثمارات العامّة ودعم استثماراته وتوسيعها، وتوليد أكثر من 190 ألف وظيفة، وإيصال ضخّ الصّندوق لما يصل لـ 150 مليار ريال في الاقتصاد السعودي. محاربة الفساد وعمل الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- على محاربة الفساد والعمل على القضاء عليه، ووضع قوانين صارمة لمحاربته، والقيام بحملات مكافحة فساد واسعة، إضافةً إلى القضاء على آفة التّطرّف التي كانت تطفو على السطح في بلادنا طيلة أربعين عامًا الماضية، كذلك منذ تولي سمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد تزايدت إنجازاته السياسية والاقتصادية والتنموية، حيث استطاعت المملكة من خلاله تحقيق إنجازات استثنائيّة في رؤية المملكة 2030، من أبرزها البدء ببرنامج شامل لإصلاح الاقتصاد في بلادنا والعمل على تعزيز البنى التّحتيّة وتمكينها وتطويرها، وبناء الهياكل العامّة المؤسسيّة والتّشريعيّة، ووضع السياسات العامة في المجال الاقتصادي، وتشجيع المواطنين على المشاركة في القطاع الخاص، إضافةً إلى إطلاق مشاريع كبيرة وتوسيع القاعدة الاقتصادية، وتخصيص مبالغ كبيرة لزيادة الاستثمار وتوفير الوظائف للمواطنين من الجنسين، ومن أهم الإنجازات التي تحققت في الأعوام الخمسة الماضية، رفع نسبة تملّك المواطنين للمساكن ورفع نسبة تملّك المواطنين للمساكن حيث كانت هناك مشكلة إسكان -عمرها عشرين سنة- كما سبق وصرح بذلك سمو ولي العهد لم يتم حلها وكان المواطن ينتظر أن يحصل على قرض أو دعم سكني لـ15 عاماً تقريباً، وارتفعت نسبة تملّك المساكن لتصل إلى 70 % مقارنة بنسبة 47 % قبل خمسة أعوام، إضافة إلى أن الحصول على الدعم السكني أصبح فورياً بعد أن كان يستغرق مدة تصل إلى 15 سنة قبل إطلاق الرؤية. وتيرة متسارعة وعن الإنجازات الكثيرة المتميزة التي تحققت، منها على سبيل المثال لا الحصر: الإيرادات غير النفطية التي ارتفعت من 166 مليار إلى 360 مليار ريال، وتدفقت الاستثمارات الأجنبية على بلادنا حيث تضاعفت ثلاث مرات أو أكثر من 5 مليارات ريال سنوياً إلى 17 مليار ريال سنوياً، في وقت كانت فيه السوق السعودية عالقة منذ الأزمة الأخيرة ما بين أربعة آلاف نقطة إلى سبعة آلاف نقطة، والآن تعدى العشرة آلاف، وهذا يدل على أن القطاع الخاص بدأ ينمو بخطى متسارعة، كما أن مضاعفة قيمة الناتج المحلي غير النّفطي في آخر خمس سنوات نما بوتيرة متسارعة، بالرّغم من وجود تحدّيات اقتصاديّة كبيرة، فقد تمّ رفع قيمة الإيرادات غير النّفطية، والاستمرار بدعم بند نفقات التّمويل. واستطاعت برامج رؤية المملكة 2030 تحقيق إنجازات استثنائية، وعالجت تحديات هيكلية خلال خمسة أعوام فقط، واستطاعت الجهات الحكومية التغلب على الكثير من التحديات خلال الفترة الماضية، ما عزز الثقة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على النحو المأمول والمطلوب، وحققت رؤية المملكة 2030 بعد مرور خمس سنوات من إطلاقها العديد من المنجزات حيث كان تركيزها في أعوامها الماضية على تأسيس البنية التحتية التمكينية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات، فيما سيكون تركيزها في مرحلتها التالية على متابعة التنفيذ. تجاوز كورونا وخلال الخمس سنوات الفائتة تخللتها أزمة كورونا التي جعلت المملكة كغيرها من دول العالم تعاني من صعوبات كبيرة جراء جائحة فيروس كورونا، الذي تسببت في انخفاض أسعار النفط من نحو 60 دولاراً إلى ما يقل عن 30 دولاراً نتيجة انحسار الطلب عليه بما يصل إلى الثلث، ولكن المملكة مع ذلك حاولت السيطرة على تداعيات الجائحة، فكانت واحدةً من أفضل الدول في مجموعة العشرين، في التّعامل مع جائحة كورونا وتبعيّاته الاقتصاديّة، والتزمت المملكة بالاستدامة المالية العامة، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، على الرغم من استمرار التأثيرات الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المستجد وما تبعها من انخفاض حاد في نمو الاقتصاد العالمي وأسعار النفط، وقد اتخذت المملكة عدداً من الإجراءات للحد من هذه التأثيرات على المالية العامة للدولة بما يضمن توفير المتطلبات المالية اللازمة لتنفيذ الإجراءات الوقائية والمباشرة للتعامل مع تبعات الوباء والحد من انتشاره لحماية المنشآت والأجهزة الحكومية واستمرارية أعمالها، وتوفير كافة الاعتمادات الإضافية المطلوبة والخدمات الصحية اللازمة للوقاية والعلاج ومنع الانتشار، مع الحرص على أولوية الإنفاق الاجتماعي، وإعادة توجيه الإنفاق الحكومي وفق ما تتطلبه هذه المرحلة الاستثنائية. وفي هذه الأثناء استهدفت السياسة المالية للمملكة دعم الأنشطة الاقتصادية للقطاع الخاص لتخفيف الآثار الناجمة عن انتشار الفيروس، إضافةً إلى الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة، وبعد التعافي من بعض تبعات الجائحة زادت معدّلات التّوظيف، والتي هي هدف موجود على رأس أولويّات قادة بلادنا، فقد قامت المملكة بإصلاح سوق العمل وتوفير المزيد من الوظائف للمواطنين من الجنسين، وتخفيض نسبة البطالة لأدنى مستوياتها على الإطلاق. هوية سعودية وبذل -وما زال يبذل- ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- جهوداً كبيرة من أجل تعزيز الهوية السعودية وتعزيز حضورها عالمياً، ومن تلك الجهود أصبح عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل لدى اليونسكو ثمانية عناصر، بعد أن كان عددها ثلاثة عناصر فقط قبل إطلاق الرؤية، ووصل عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي الوطني إلى 1,000 موقع في عام 2020م، وذلك مقارنة بـ400 موقع فقط في عام 2016م، إضافةً إلى ذلك حققت برامج رؤية المملكة 2030 زيادة في القدرة الاستيعابية على استقبال ضيوف الرحمن، من خلال التوسع في منظومة خدمات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأتمتة عملية الحصول على تأشيرة العمرة لتصبح مدة الحصول عليها خمس دقائق فقط فيما كانت تستغرق سابقاً 14 يوماً، إضافة إلى إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية التي يمكن الحصول عليها إلكترونياً خلال دقائق، بما يُسهّل زيارة الأماكن السياحية في المملكة وآثارها وتراثها، ويسهم في تنشيط قطاع السياحة ورفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي، وتطوير وجهات سياحية عديدة ومتنوعة، وتوليد فرص عمل لأبناء وبنات بلادنا الغالية. ما جعل قطاع السياحة في المملكة الأسرع نمواً في العالم، حيث سجل نمواً يفوق ما نسبته 14 %. جودة حياة وعن اهتمام الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في الرياضة والثقافة والترفيه فقد أسهمت برامج الرؤية خلال الأعوام الخمسة الماضية في تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال استقطاب وتنظيم عدد من المناسبات والفعاليات الرياضية العالمية الشهيرة، ونجاحها في الفعاليات الترفيهية. وتم إنشاء سبع محميات طبيعية ملكية في عامي 2018م و2019م لحفظ الأنواع النباتية والحيوانية ولتكون خزاناً وراثياً حياً، إضافة لذلك تحقيق إنجازات عالمية في إنتاج المياه المحلاة، إذ تصدرت المملكة الإنتاج العالمي لتحلية المياه المالحة بأعلى طاقة إنتاجية للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، حيث بلغت 5.9 ملايين م3 يومياً في عام 2020م، وأسهم استبدال التقنيات الحرارية والتوسع في استخدام التقنيات الصديقة للبيئة في تحقيق خفض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بلغ 28 مليون طن سنوياً، إضافة إلى ما شهدته الفترة نفسها من الإعلان عن مشروعات عملاقة للمحافظة على البيئة وأحدثها مبادرتا «السعودية الخضراء» و»الشرق الأوسط الأخضر» اللتان تهدفان إلى رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية. وشملت جهود الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مبادرات ومشروعات كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها، كذلك من أهم المشروعات الإستراتيجية ثلاثة مشروعات كبرى، من بينها أول مفاعل للأبحاث النووية، ومركز لتطوير هياكل الطائرات. نقطة تحول ومن خلال هذا الاستعراض الموجز والقصير لجهود سمو ولي العهد في السنوات الخمس الماضية يحق لنا كشعب سعودي أن نفاخر بإنجازات سموه المتنوعة والمميزة، فلقد أثمرت خططه في تحقيق ريادة عالمية للمملكة خلال سنوات تعد قلائل في ميزان الحكومات ما جعل المملكة تتبوأ دوراً بارزاً إقليمياً ودولياً، كما يحق لنا أن نحتفل بيوم ذكرى بيعته الخامسة ولياً للعهد، لترتسم على محيا كل فرد سعودي فرحة تسطر تاريخاً جديداً لمسيرة وطن حافل بالإنجازات العظيمة والاستثنائية التي تحققت بفضل الله ثم بجهود سموه وسارت وفق خطط واضحة ومدروسة وضعت المملكة في مصاف دول العالم المتقدمة. وما أنجز في تلك السنوات من أهداف رؤية المملكة 2030 يعد بمثابة نقطة تحول في تاريخ المملكة، لما اشتملت عليه من إصلاحات أساسية نفذت في مجالات مختلفة. وبفضل الله تلك الجهود المباركة التي قادها ويقودها سموه لم تقف جائحة كورونا عائقاً في طريق تلك المنجزات المتنوعة التي تشكلت معها هوية وطننا الجديدة، وواكبتها تحولات جذرية ومنجزات وطنية كبرى تغلبت على الكثير من التحديات التي استمر العمل معها لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على النحو المأمول وفوق المتوقع. وكلنا مع ولاة أمرنا للتطلع لمزيد من التطوير والرقي لبلادنا بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد نحو حراك تنموي كبير للبناء والنماء والتطوير المتسارع، ووفق رؤية المملكة 2030 وترجمة استراتيجياتها وخططها التنموية وتحويلها إلى واقع ملموس ينعم بها الوطن المعطاء والمجتمع بما يكفل العيش الكريم للشعب السعودي والأجيال المقبلة وكل من يعيش على أرض المملكة العربية السعودية. الأمير محمد بن سلمان قدوة شابة قادت المملكة إلى الإنجازات المتتالية عهد الأمير محمد بن سلمان شهد تحقيق قفزات اقتصادية المملكة استضافت ملتقيات التوظيف لتأهيل الشباب السعودي
مشاركة :