أنقرة - يقوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس بزيارة رسمية إلى الرياض، حسبما أعلن مسؤول تركي رفض الكشف عن هويته الثلاثاء. من جانبه أكد مصدر سعودي مطلع إن أردوغان في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن عاهل السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز سوف يستقبل اردوغان في قصر السلام بجده قبل أن يعقد الأخير اجتماعا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحضور عدد من كبار المسؤولين من البلدين. والمح المصدر إلى أن الزيارة جاءت بطلب من أنقرة قائلا ان محادثات الجانبين ستتركز بصفة اساسة على" تطبيع العلاقات بين أنقرة والرياض وعودتها إلى سابق عهدها وتنشيط التبادل التجاري والاقتصادي وتنمية الاستثمارات المشتركة وسبل دعم الاقتصاد التركي إضافة إلى بحث عدد من الملفات السياسية ،في مقدمها تطورات الأوضاع في اليمن وعلى الساحتين السورية والعراقية إلى جانب الملف النووي الإيراني ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة الاحتلال الإسرائيلي ". وستكون زيارة إردوغان إلى السعودية أول زيارة له إلى المملكة منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في العام 2018 داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، ومنذ نقل محكمة تركية لملفّ القضية إلى السعودية في 7 نيسان/أبريل. وكان إردوغان الذي أجرى سلسلة زيارات رسمية للمسؤولين الإقليميين الرئيسيين في الأشهر الأخيرة، قد أعلن في الثالث من كانون الثاني/يناير عن زيارة وشيكة إلى المملكة. لكن لم يتطرّق إلى ذلك مجددًا مذّاك الحين. وكانت تركيا قد بدأت محاكمة غيابية في تموز/يوليو 2020 بحقّ 26 سعوديًا يشتبه في تورّطهم بمقتل خاشقجي. وقتل الصحافي السعودي الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأميركية جمال خاشقجي عن عمر 59 عامًا في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018، وقُطّعت جثّته داخل القنصلية السعودية في اسطنبول حيث أتى ليطلب وثيقة ضرورية لعقد زواجه، بحسب تركيا. ودافع وزير العدل التركي بكر بوزداغ الأسبوع الماضي عن إحالة ملف المتهمين باغتيال خاشقجي الى الرياض، داعيا الى تحكيم القانون بدلا من تسييس القضية. وقد أعلنت محكمة تركية التوقف عن المحاكمة الغيابية للمتهمين السعوديين المستمرة منذ تموز/يوليو 2020 وإحالة القضية الى الرياض. وتغيير تركيا لمواقفها يهدف الى تجاوز أزمتها الاقتصادية خاصة وان المملكة السعودية عمدت الى مقاطعة البضائع التركية من خلال رفض التجار السعوديين الاستيراد من تركيا في إطار ما عرف بالمقاطعة الشعبية. واضطر التجار الأتراك في بعض الأحيان الى الاستعانة بالسوق السوداء والتلاعب "باسم الدولة المصنعة"في بضائعهم لتوريدها إلى السعودية وتجاوز المقاطعة الشعبية. واليوم تبحث تركيا عن جذب استثمارات تساعدها على تجاوز أزمتها الاقتصادية في خضم تراجع عملتها وتداعيات الحرب الروسية على اوكرانيا حيث يرى القادة الاتراك ان ترميم العلاقات مع الرياض كفيل بمساعدة الاقتصاد التركي. والعام الماضي، زار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الرياض لترميم العلاقات مع المملكة. وسعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى تحسين العلاقات مع خصومه الإقليميين بما في ذلك مصر والإمارات العربية المتحدة في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة أدت إلى تراجع كبير في الاستثمارات الأجنبية، خصوصا من الغرب. وتمكنت انقرة من عقد اتفاقيات اقتصادية هامة مع ابوظبي في مختلف المجالات وصلت الى نحو 10 مليار دولار وهي تتطلع الى عقد اتفاقيات مماثلة مع الجانب السعودي.
مشاركة :