إسطنبول – الوكالات: حكم يوم الاثنين في اسطنبول على الناشط التركي عثمان كافالا بالسجن مدى الحياة من دون إمكان تخفيض العقوبة، بعد ادانته بتهمة محاولة إسقاط الحكومة، وفق ما أفادت مراسلة فرانس برس. ونفى كافالا على الدوام التهم الموجهة اليه. وهو معتقل منذ أربعة اعوام ونصف العام في سجن سيليفري قرب اسطنبول. وبرئ كافالا فقط من تهمة التجسس. وأعلن محاموه نيتهم استئناف الحكم. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن «انزعاجها وخيبة أملها الشديدين» من الحكم «الجائر» الصادر بحق كافالا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن بلاده «منزعجة للغاية وتشعر بخيبة الأمل حيال قرار المحكمة بإدانة عثمان كافالا»، مضيفا أن «الحكم الجائر الصادر بحقه لا يتماشى مع احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية وحكم القانون». ونددت ممثلة منظمة هيومن رايتس ووتش ايما سنكلير-ويب التي حضرت الجلسة بـ«أسوأ نهاية ممكنة، مرعبة ووحشية وشيطانية». وهاجم مدير فرع أوروبا في منظمة العفو الدولية نيلس موزنيكس في بيان ما اعتبره «مهزلة قضائية». وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان الاثنين «ننتظر أن يتم الافراج فورا عن عثمان كافالا»، مضيفة أن هذا الحكم «يتعارض بشكل صارخ مع معايير سيادة القانون والتعهدات الدولية التي التزمت بها تركيا كعضو في مجلس أوروبا ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي». وأشارت بيربوك في بيانها إلى أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طالبت تركيا بإطلاق سراح كافالا. وشجب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر تويتر الحكم الذي «يتجاهل قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان». وأضاف أن «احترام الحقوق والحريات الأساسية أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى». ويعتبر كافالا وجها بارزا في المجتمع المدني التركي، وهو متهم خصوصا بمحاولة اسقاط الحكومة عبر تمويل تظاهرات مناهضة لها العام 2013. ومن سجن سيليفري وبواسطة تقنية الفيديو، تابع كافالا الاثنين مرافعات محاميه ثم استمع الى تلاوة الحكم الذي أرجئ من شهر إلى آخر. وأكد محاموه الثلاثة ان القضاة لم يسألوه يوما عن «مكان وجوده» عند حصول الوقائع المرتبطة بتوجيه الاتهام اليه. وقال أحدهم «لم تحصل محاكمة. لم تطرحوا سؤالا واحدا على عثمان كافالا». وذكر محام آخر بأن «كافالا متهم بأداء دور في محاولة الانقلاب العام 2016، لكن أحدا لم يسأله عن مكان وجوده ليلة الانقلاب».
مشاركة :