هاجس الإغلاق يخيم على بكين بعد شنغهاي .. صعوبات في شراء المواد الغذائية

  • 4/27/2022
  • 02:08
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاشت بكين أمس على وقع مخاوف من إعلان إغلاق تام على غرار شنغهاي، مع توسيع نطاق فحوصات التشخيص لتشمل أغلبية سكانها البالغ عددهم 22 مليونا، وتسجيل ارتفاع في عدد الإصابات وإغلاق القاعات الرياضية ومواقع سياحية وإلغاء العروض وحفلات الزواج. وبات يحظر على الفنادق استضافة اجتماعات، على ما أعلنت بلدية المدينة أمس. لكن الحياة لا تزال طبيعية بشكل واسع في بكين. فالمتاجر والمطاعم ودور السينما لا تزال مفتوحة. ومع أن السلطات لم تطرح إمكان فرض الإغلاق، إلا أن ما حصل في شنغهاي يخيف كثيرا من سكان بكين الذين يفضلون تشكيل مخزون من المواد الغذائية تحسبا لهذا الاحتمال. وهم يتوجهون بأعداد كبيرة في الأيام الأخيرة إلى المتاجر ومنصات البيع عبر الإنترنت لشراء اللحوم والفاكهة والخضار والمياه وغيرها من الحاجيات. وقالت جاو من سكان بكين وهي تشتري حاجياتها لـ"الفرنسية"، "ما كان أحد ليتوقع ما يحصل في شنغهاي". وأضافت جاو المسؤولة في مجال الموارد البشرية البالغة 35 عاما "لا أظن أن الوضع سيكون بهذا السوء في بكين. لكننا اشترينا الأرز والمعكرونة والزيت ما يكفينا لأسبوع أو أسبوعين على الأقل". وقال شو هيجيان الناطق باسم البلدية مساء الإثنين "إن انتشار الفيروس تحت السيطرة". وفرض الحجر على نحو 30 مبنى سكنيا، أي جزء صغير جدا من السكان في منطقة تشاويانج خصوصا. وقال أحد السكان، متمنيا عدم الكشف عن هويته، "إنه لاحظ نصب سياج فجأة في الحي الذي يقطنه". وأضاف "أخشى فقط ألا أتمكن من الحصول على أدوية أو أي منتجات أخرى في حال احتجت إليها. لا نعرف إلى متى سيستمر الوضع". وينبغي لكل المقيمين في المبنى الذي يقطنه ملازمة شققهم مدة 14 يوما على الأقل بعد اكتشاف إصابة في المبنى. وحثت السلطات الشركات على العمل عن بعد. وقبل أيام من عطلة الأول من أيار (مايو) دعت سكان العاصمة إلى عدم مغادرة المدينة إلا في حال الضرورة القصوى. إلا أن التدابير المتخذة في بكين معتدلة مقارنة بتلك المفروضة في مناطق أخرى تواجه فورة وبائية مماثلة. فمدينة باوتو في شمال البلاد المنتجة الكبيرة لفلزات الأتربة النادرة، دعت جميع المقيمين فيها إلى ملازمة منازلهم بعد اكتشاف إصابتين. وتواجه الصين منذ آذار (مارس) فورة وبائية تطول بدرجات متفاوتة أقاليم مختلفة. وتعتمد الصين استراتيجية "صفر كوفيد" وترفقها بعمليات حجر وفحوصات واسعة النطاق. وباتت شنغهاي البؤرة الرئيسة للوباء وأعلنت أمس 52 حالة وفاة جديدة ونحو 17 ألف إصابة في غضون 24 ساعة. ويخضع سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليونا لحجر صارم منذ مطلع نيسان (أبريل). ويواجه بعضهم صعوبات في الحصول على المواد الغذائية، فيما يرسل المصابون إلى مراكز حجر حيث الظروف الصحية متفاوتة. لكن الوضع أقل خطورة بكثير في بكين، بيد أن العاصمة الصينية سجلت أكثر من مائة إصابة منذ الأسبوع الماضي، بينها 33 كشف عنها أمس في ارتفاع مقارنة بالأيام السابقة. ومن أجل تحديد المصابين وعزلهم بأسرع وقت ممكن تشن سلطات بكين حملة تشخيص وسعتها يوم الثلاثاء لتشمل 12 منطقة من أصل 16 في المدينة. ويوم الإثنين خضع المقيمون والعاملون في منطقة تشاويانج التي تضم أكبر عدد من السكان في العاصمة الصينية وكثيرا من الشركات العالمية والمكاتب والسفارات والمراكز التجارية، لفحوصات تشخيص. وبدأت 11 منطقة جديدة فحص سكانها أمس. وتشمل حملة الفحوصات هذه نحو 20 مليون نسمة في بكين. وبموازاة ذلك، بدأت العاصمة الصينية فرض قيود. وعلى الرغم من تأثير عودة ظهور كوفيد - 19 في شنغهاي، استأنف أكثر من أربعة آلاف عامل في مصنع سايك موتور SAIC Motor، وهي شركة صينية لصناعة السيارات، العمل بينما كانت محمية من الفيروس. وقال هوانج جيان ينج في فرع سيارات الركاب لشركة سايك موتور "إنه منذ 18 نيسان (أبريل)، بدأت الشركات المصنعة للمركبات وقطع الغيار والفروع اللوجستية لأكبر 500 شركة في العالم اختبار الضغط لاستئناف العمل والإنتاج، مع التركيز على دعم الموظفين وسلسلة التوريد وإدارة الإنتاج، إضافة إلى تدابير الوقاية من الوباء". وخرج أكثر من 700 مركبة كاملة من خط الإنتاج في فرع المصنع الواقع في منطقة التجارة الحرة التجريبية في شنغهاي منذ خروج أول مركبة في 19 نيسان (أبريل). قال جي تشي وي نائب المدير العام للفرع، "إن إنتاج المصنع سيرتفع تدريجيا، إذا ظلت سلسلة التوريد مستقرة". وأضاف هوانج قائلا "نولي أهمية كافية للإنتاج والوقاية من الوباء". وبحسب وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، لم يضع المصنع سلسلة من الخطط حول الوقاية من الوباء والفحص الصحي والطوارئ قبل اختبار الضغط فحسب، بل أنشأ أيضا ثمانية فرق محترفة للأمن واللوجستيات والاستجابة للطوارئ. تتولى الفرق تنفيذ إجراءات الوقاية وتطهير مناطق الإنتاج والمواد والمعيشة. وبالنسبة إلى التحديات في سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، قال هوانج "إن سايك موتور أجرت مسحا شاملا لقدرة الموردين الإنتاجية والمخزون والمواد الخام مع مساعدتهم على تعزيز الوقاية من الوباء واستئناف الإنتاج". واستأنف مصنع شركة صناعة السيارات الأمريكية تسلا في شنغهاي الإنتاج رسميا في 19 نيسان (أبريل)، وعاد نحو ثمانية آلاف موظف إلى العمل حتى الآن، بحسب الشركة. وسيعمل المصنع تحت إدارة الحلقة المغلقة، وستستأنف الصادرات إلى السوق العالمية تدريجيا. وقال سونج قانج مدير التصنيع والتشغيل في المصنع، "إن ورش البطاريات والمحركات استأنفت الإنتاج في صباح 19 نيسان (أبريل)، وبدأ المصنع رسميا في إنتاج السيارات بعد الظهر". وأضاف سونج "في اليوم الأول، تم تشغيل الإنتاج من 80 إلى 90 في المائة من السرعة العادية وسيعمل المصنع على زيادة إنتاجه تدريجيا إلى طاقته الكاملة". وسيتعين على جميع موظفي المصنع إجراء اختبار الحمض النووي كل يوم، حيث قالت الشركة "إن مناطق الإنتاج والمكاتب الخاصة بها تخضع لإجراءات التطهير الصارمة ويتم تنفيذ إجراءات الوقاية من الوباء لضمان الإنتاج الآمن". وقالت "تسلا"، "إنها تعمل بنشاط على تعزيز استئناف الإنتاج في أكثر من مائة مصنع لقطع السيارات بمساعدة الإدارات الحكومية ذات الصلة". وقال تشانج وي نائب رئيس البلدية 22 نيسان (أبريل)، "إن 70 في المائة من 666 شركة كبرى في شنغهاي استأنفت الإنتاج وسط عودة ظهور كوفيد - 19". من جهته، يعتزم البنك المركزي الصيني دعم التنمية المطردة والصحية للسوق المالية، إلى جانب تعزيز بيئة نقدية ومالية سليمة. وأدلى بنك الشعب الصيني "البنك المركزي" بهذه التصريحات أمس للرد على تقلبات السوق المالية الأخيرة المدفوعة بشكل أساسي بتوقعات وآراء المستثمرين. وأوضح البنك أن النظام المالي الصيني يعمل على تنسيق السيطرة على كوفيد - 19 مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق سلاسة اللوجستيات وكذلك سلاسل الصناعة والإمداد. ولدفع التنمية السليمة لمنصة الاقتصاد، سيتم تعزيز عمل شركات المنصات الكبيرة، بحسب البنك المركزي الصيني.

مشاركة :